كشفت سجلات رصد حجوزات السعوديين لقضاء إجازة عيد الفطر المبارك داخلياً وخارجياً عن ارتفاع الإقبال على المنطقة الشرقية بنسبة 15% عن باقي مدن المملكة، بينما شكل قصر مدة الإجازة وانخفاض أسعار الفنادق بدبي 300% عن عام 2008 عنصر جذب لقضاء الإجازة بها، وبلغ عدد المسافرين من مدن المملكة الرئيسية ما بين 40 ألفا إلى 50 ألف مسافر. وأوضح رئيس لجنة السياحة والسفر في الغرفة التجارية ورئيس مجلس إدارة الصرح للسياحة والسفر مهيدب المهيدب ل"الوطن"، أن وجهة سكان منطقة الرياض لقضاء إجازة عيد الفطر المبارك تركزت في الذهاب للمنطقة الشرقية نظراً لقربها وسهولة الوصول إليها بالسيارة، إضافة إلى توفر الفنادق والشقق المفروشة بأسعار جيدة وغير مبالغ فيها. وتتراوح الأسعار ما بين ال 500 ريال و 700 ريال لغرف الخمس نجوم بالفنادق، وتتراوح أسعار الشقق السكنية المصنفة ما بين نجمتين إلى 5 نجوم بأسعار لا تتجاوز ال 500 ريال، كاشفاً أن سجلات الرصد للواجهة السياحية داخلياً كشفت عن ارتفاع الحجوزات على الفنادق والشقق السكنية بالمنطقة الشرقية بواقع 15% عن مثيلاتها. وعزا المهيدب في تصريح أسباب انخفاض إقبال المواطنين على مدينة جدة لقضاء إجازة عيد الفطر، إلى مشاكل الحجوزات وصعوبة إيجاد مقاعد شاغرة، وأن المواطنين متى ما وجدوا حجوزات ذهاب إلى جدة فإنه من الصعب الحصول على العودة. وأوضح المهيدب أن شركة الخطوط الجوية السعودية تواجه مأزقاً نظراً إلى توقف شركة "سما" عن الإقلاع بسبب إعلان الإفلاس وعدم قدرة شركة "ناس" على تغطية كامل واجباتها، الأمر الذي أدى إلى معاناة المسافرين خلال ال 6 أشهر المقبلة في إيجاد مقاعد شاغرة لمدينتي جدة والدمام. وذكر المهيدب أن سجلات الرصد أظهرت رغبة المسافرين للخارج لقضاء إجازة عيد الفطر في مدينة دبي لعدة اعتبارات أهمها قصر مدة الإجازة وانخفاض أسعار الفنادق مقارنة بالسابق حيث وصلت أسعار الغرف في فنادق دبي عام 2008 ال 3000 ريال، بينما في الوقت الحالي الأسعار تراوحت ما بين 500 إلى 700 ريال بالنسبة لفنادق الخمس نجوم، وهو السعر نفسه للشقق السكنية المفروشة المتمثلة في غرفتي نوم، مبيناً أن وسائل الترفية المتنوعة والخدمات المساندة في دولة الإمارات التي لا يوازيها مثيل في الدول العربية أو الدول الأوروبية عنصر جاذب للسياحة بها. وأضاف المهيدب أن العنصر الثاني الدافع لتوجه المواطنين لدبي يتمثل في سهولة إيجاد حجوزات طيران إلى دبي حيث إن شركة الخطوط الجوية السعودية توفر رحلتين يومياً، إلى جانب الخطوط الإماراتية، إضافة إلى قرب المسافة ما بين مدينة أبو ظبي ودبي بالسيارة حيث لا تتجاوز المدة ساعة من الزمن. وأوضح المهيدب أن مدينة القاهرة وبيروت وشرم الشيخ تأتي في المرتبة الثانية من حيث إقبال السعوديين إليها خلال إجازة العيد، نظراً لاعتدال أجوائها وسهولة إيجاد حجوزات فنادق بها بأسعار مناسبة، حيث بلغ عدد المسافرين من مدن المملكة الرئيسية ما بين 40 الفا إلى 50 الفا. وفي ذات السياق قال نائب رئيس مجلس مجموعة الطيار للسفر والسياحة ناصر الطيار إن قصر إجازة ما قبل رمضان وانشغال الناس بتسجيل أبنائهم وبناتهم بالجامعات والكليات والأجواء الحارة، اضطر عدد من السعوديين إلى السفر خلال إجازة العيد لبعض الدول العربية مؤكداً أن جميع الفنادق والشقق المرغوبة من قبل السعوديون مشغولة 100%، وأضاف أن انشغال المقاعد مما حدا ببعض الخطوط الأجنبية مثل الإماراتية والمصرية واللبنانية بزيادة عدد رحلاتها لتصل إلى خمس رحلات يوميا. عيدنا أكل فقط ولاحظت "الوطن" تباين آراء عدد من المواطنين في الشارع السعودي بشأن قضاء العيد داخل أو خارج المملكة، وأيّد الموظف بالقطاع الخاص أحمد المالكي، قضاء العيد خارج المملكة، نظرًا لانعدام مظاهره لدينا بالداخل، ويرى أن أعيادنا مقصورة على الاجتماع للأكل فقط، وبعد تناول طعام الغداء أو العشاء تجد المجالس خالية من المجتمعين. ويرى الموظف الحكومى عبدالعزيز الحارثي، أن قضاء العيد خارج المملكة له هدف لا يتحقق إذا قضيته بداخل المملكة، ويكمن هذا الهدف في التغيير، أي تغيير الجو، فأجواء مدن المملكة لا تختلف، فهي متشابهة تمامًا، ويضيف الحارثي سببًا آخر لا يقل أهمية عن التغيير، وهو انعدام وسائل الترفيه في مدن المملكة عدا الرياض، وهي مقتصرة على المسرح فقط، وتساءل عن سبب غياب أدوات الترفيه كالسينما. وأشارت المعلمة نورة العبدالله، إلى أن من أسباب تأييدها لقضاء العيد خارج المملكة عدم وجود فعاليات تجمع أفراد الأسرة كلهم، فالفعاليات المقامة في مدن المملكة تفصل بين الجنسين، فهناك مسرحيات للرجال وأخرى للنساء، وهذا يشمل جميع الفعاليات. لا طعم للعيد بدون الأهل على الجانب الآخر، أكد الرافضون لقضاء العيد خارج المملكة أن العيد لا طعم له بدون لمة الأهل، وأوضح الموظف الحكومى علي الغامدي، أن العيد فرصة للتواصل الأسري، والهدف منه هو الاجتماع ورؤية الأقارب، أما في حال السفر للخارج فلن يتحقق هذا الهدف. وقالت المصورة الفوتوجرافية ريم الهملان "بحكم عملي، فأنا لا أرى كثيرا من أقاربي إلا فى الأعياد، فالعيد هو الفرصة الوحيدة لرؤيتهم، ولو قضيته خارج المملكة فلن أتمكن من رؤيتهم".
