كان البحر باتساعه وعمقة شاهداً على تلك اللحظات الحميمية التي صنعها أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان، وهو يخرج بصمت من ترتيبات الزيارة الرسمية لمحافظة حقل، بكل بروتوكولاتها المعلنة، ليفاجئ مجموعة من الشباب وهم يتسامرون على أحد الشواطئ. كان المشهد رائعاً بكل ملامح البساطة والتلقائية التي غلفت ذلك اللقاء الأبوي الجميل، بين الأمير وشباب المحافظة، لتكون الشفافية سيدة الحوار الذي امتد بمساحات أحلام المستقبل وتطلعاته في قلوب الشباب اليانعين. بالنسبة لنا كأهالي منطقة تبوك؛ لم نستغرب تلك الصور التي انتشرت في مواقع التواصل لأمير المنطقة مع الشباب، في لقطات "سيلفي" بابتسامات فرح متبادلة، ونحن نعايش الكثير من الجولات التفقدية التي حرص أمير المنطقة على تنفيذها كل عام لتشمل حتى القرى والمراكز والهجر، ويلتقي من خلالها بأبناء المنطقة ويناقش همومهم وتطلعاتهم، ويسعى إلى تحقيق أحلامهم بإرادة لا تعرف المستحيل. أن يحرص المسؤول الأول في المنطقة على اللقاء بالشباب في أجواء تلقائية وغير مجدولة، ولم تسبقها أي ترتيبات؛ هي رسالة عميقة، بعمق البحر الذي شهد ذلك اللقاء؛ عن أهمية الاستماع للشباب، ومنحهم كل الوقت للحوار والتعبير عن الذات، والبوح بأحلامهم التي ينشدونها.. هي رسالة عميقة أيضاً لكل مسؤول في كل مكان بأن يخرج من إطار العمل الرسمي الجامد إلى مساحات الحوار والنقاش بشكل ودي وإنساني، أن ينصت بكل جوارحه لصناع المستقبل ورجاله، ليمنحهم حقهم من الشراكة في التخطيط للمستقبل. الرسالة التي أراد أن يوجهها الأمير فهد بن سلطان، خلال لقائه بالشباب، ذات دلالات كثيرة وكبيرة، ولا يمكن حصرها في مقال كهذا، وتستحق التمعن والاستفادة منها، بما يعزز الحاضر، ويرسم آفاق المستقبل. تعجز الكلمات أن تفي الأمير فهد بن سلطان حقه من الشكر والعرفان على ما قدم ويقدم للمنطقة، سواء عبر المشاريع التنموية والعمل الرسمي، أو من خلال يد العطاء الإنساني والدعم لكل صاحب حاجة.. نسأل الله أن يجزيه خير الجزاء، وأن يجعل عمله خالصاً لوجهه.