يبحث الناس في كل رمضان عن أحد "مزامير آل داود"، ويتوافدون على مسجده؛ لأن "مزامير آل داود تطرب" المصلين، وتربطهم بخشوع الصلاة، وتجذبهم إلى مسجده من بين كل مساجد المدينة، وأحد تلك المزامير الشجية "عبدالعزيز الأحمد". عبدالعزيز الأحمد.. شيخٌ جليل يجيد التغني بالقرآن الكريم، ويُحسن تلحين القصائد بأعذب الأصوات، ويمارس عمله الأكاديمي في تدريس علم النفس والتربية، ولن تجد له أي كلمة في غير هذه المجالات الثلاثة. رغم أنه حقق في تلك المجالات كلها نجاحات كبيرة، زادت من جماهيريته وشهرته، ورفعت نسبة حب الناس له، ومطاردتهم له بين بريدة والرياض؛ لكثرة تنقلاته بين مساجدها، وتنقلاته بين الفضائيات لتقديم البرامج المتخصصة في التربية وعلم النفس. لو حاولت أن تجمع أسماء قُرّاء القرآن في الخليج الذين يجذبون المصلين في رمضان لسردت قائمةً طويلة من الأسماء؛ لكن حتماً سيكون الشيخ عبدالعزيز الأحمد على رأس القائمة، وحتماً ستضم القائمة أسماء قراء يقلدونه في تغنيه بالقرآن حتى غدا عبدالعزيز الأحمد يصلي في عدة مدن في رمضان واحد. الشيخ عبدالعزيز الأحمد اشتهر بصوته الشجي الذي يتغنى به بآيات القرآن الكريم في صلاة التراويح والقيام في رمضان كل عام بين بريدة والرياض، وانتشرت تلاواته للمصحف في أشرطة "الكاسيت"، واشتهر أيضاً بالأناشيد الإسلامية، فكانت ألبوماته "بشرى" و"سلوى" و"توقيع"، تتصدر المبيعات في الأسواق قبل أن يتوقف عنها منذ 12 عاماً حين اشتغل بعلم النفس والتربية وتقديم البرامج التلفزيونية، التي يسعى عبرها لنشر الإيجابية بين المشاهدين وتنقل بين عدة قنوات وإذاعات لتقديم برامجه الإيجابية.. ومع تلك الأعمال والبرامج ودراسة الدكتوارة لم يتوقف عن ترتيل القرآن في كل رمضان، فكان كل مسجدٍ يتولى إمامته يزدحم بالمصلين وتتحول ساحاته الخارجية إلى أسواق. القارئ والأكاديمي والمنشد عبدالعزيز بن عبدالله الأحمد، من مواليد مدينة بريدة عام 1387ه، وبدأ دراسته في المعهد العلمي ببريدة، وحفظ القرآن الكريم ودرس علومه على عدد من شيوخ العلم في بريدة، وهو حاصل على البكالوريوس في علم النفس من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1410ه، ثم عمل بعد ذلك في جامعة الإمام ودرس الماجستير والدكتوراة تخصص علم النفس، وطوال تلك المسيرة العلمية واصل إمامة الناس في المساجد بين بريدة والرياض ولا زال، وواصل كذلك إصدار الألبومات الإنشادية الإسلامية حتى بدأ مشروعاً جديداً، حيث بدأ تقديم برامج تلفزيونية يبث من خلاله الإيجابية ويبحث عن الإيجابيين، وقدم ذلك على عدة قنوات في عدة رمضانات منها قناة المجد الفضائية وقناة إم بي سي الفضائية وقناة الشارقة والتلفزيون السعودي وبعض الإذاعات، ويقدم برامج تدريبية للتغيير، وتعزيز الإيجابية تمتد لعشرات السنوات. عبدالعزيز الأحمد أكاديمي يعلم طلاب الجامعة، ويحاضر خارج أسوار الجامعة عن قضايا علم النفس والتربية، وله عدة مؤلفات في تخصصه منها كتاب: "الصحة النفسية لدى ابن القيم".