يقع كثير من اللاعبين المحترفين، محليين وأجانب، ضحية لبعض المدربين الذين يضعونهم على دكة البدلاء، ويفضلون إشراك الأساسيين ممن تم استقطابهم عن طريق المدربين أنفسهم، بسبب حصول المدربين على عمولة مالية من هؤلاء اللاعبين، يطلق عليها اصطلاحاً (السمسرة). وكان الوسط الرياضي ضج أخيراً عندما شاهد لاعبا برازيليا (تعاقدت معه إدارة أحد الأندية دون تدخل المدرب) يقدم مستوى فنيا رائعا فور الزج به بديلا لمواطنه الذي جاء عن طريق المدير الفني، وظل يلعب أساسيا طوال الموسم رغم عدم قناعة الجماهير بما يقدمه من مستويات فيما بقي الأول على دكة الاحتياط. ويجد النقاد أنفسهم في حيرة أمام هذه المعضلة، فإذا تولت إدارة النادي عملية المفاوضات مع المحترفين، يرفض المدرب تحمل مسؤولية هذه الاختيارات، ويهدد برمي الفشل على الإدارة، بل يضع اللاعبين على دكة البدلاء مهما كانوا مميزين. يقول المدرب الوطني خليل الزياني إن هذه الأقوال الرائجة عن المدربين صحيحة إلى حد كبير، فقد مرت على إدارة الاتفاق بعض هذه الأمثلة التي راح ضحيتها لاعبون محليون، كما أن فشل المحترفين الذي استقطبهم المدرب البرازيلي (دون ذكر اسمه) عجل برحيله مع اللاعبين الذي استقدمهم. وأضاف "الإدارة أيضا تقع ضحية لمثل هؤلاء المدربين وليس اللاعبين فقط لأنهم يؤثرون على نتائج الفريق إذا لم يقدموا المستويات المأمولة منهم وتضطر إلى الاستغناء عنهم جميعا". ويؤكد "من خلال التجارب الطويلة لإدارات الأندية مع المدربين بات بعض منها يرفض الاعتماد على اختيارات المدربين، خصوصا إذا كان الوقت غير مناسب، مثلا في وسط الموسم أو مع اقتراب الموسم من نهايته، وأحيانا تتعاقد الإدارة مع محترفين، لكن المدرب يختلق الأعذار لاستقطاب آخرين عن طريقه، والمشكلة عندما تسيء الإدارة الاختيار فهنا يتدخل المدرب ويفرض لاعبين يستفيد منهم ماديا في بعض الأحيان". من جهته، أكد رئيس نادي التعاون سابقا محمد السراح وجود مثل هذه المشكلة وهي اتفاق المدربين مع لاعبين للعب في المملكة مقابل الحصول على عمولة، وقال "سبق وأن اشتكى لي أكثر من لاعب أجنبي من أن المدرب أبلغه أنه إذا كان يرغب باللعب أساسيا فعليه أن يدفع له مبلغا مقابل هذا، ذلك في حالة أنه لم يكن هذا المدرب هو من أوصى بالتعاقد معه وفاوضه، أما إذا كان المدرب فاوض أحد اللاعبين فيتفق معه مسبقا أي خلال المفاوضات على مبلغ معين". ويرى السراح أن الحل يكمن في أن الإدارة يجب أن تعرض أسماء عدد من اللاعبين في المراكز التي يحتاج إليها المدرب ثم يختار المدرب من هذه القائمة اللاعب الذي يرى أنه مناسب، لكن المشكلة أن بعض المدربين أحيانا يتعذرون بأن اللاعب لا يتفق مع تكتيكهم الفني. من جانبه، قال وكيل أعمال اللاعبين عصام العبدلي "إن مدرب فريق الاتحاد سابقا، الإسباني بينات أبقى كلاً من اللاعبين الشابين عبدالفتاح عسيري وهتان باهبري أسيرين للدكة وفي "الأولمبي"، ليمنح الفرصة للبرازيليين اللذين أوصى بإحضارهما (جبسون ورونالدو)، إضافة إلى اللبناني محمد حيدر رغم المستويات الجيدة التي قدمها عسيري وباهبري، كما أحضر أحد المدربين اللاعب بيانو مقابل 100 ألف دولار ليحل محل اللاعب المميز عبدالرحمن الغامدي، الأمر الذي أدى إلى تأثر الأخير لفترة ما". وأكد أن حل هذه المعضلة صعب على إدارات الأندية لأن العمل فني بحت وإذا اختارت الإدارة لاعبين معينين فيمكن أن يتذرع المدرب بأنهم غير مناسبين أو يرفض أن يتحمل مسؤولية فشلهم إن حدث. وتحدث في هذا الشأن خلافات عدة بين الإدارة والمدرب، لكن من المفروض أن تكون هناك لجنة مكونة من خمسة لاعبين محليين قدامى في مختلف المراكز من الحراسة إلى الهجوم يقدمون قائمة بأفضل اللاعبين المرغوب بهم حسب احتياجات المدرب، وعليها مناقشته في الأمور الفنية بعد مجيئهم أيضا، مع الإقرار بأن هناك مدربين يصعب التعامل معهم بهذه الصورة.