روايات مفجعة، حملتها أكثر من 5000 سيدة إثيوبية، ينتظرن الترحيل إلى بلادهن في المقار التي جهزتها الحكومة السعودية لهن تمهيدا للترحيل. وتتذكر الكثير منهن ممن التقت بهن "الوطن" أمس، رحلتهن عبر "قوارب الموت" في السواحل المشتركة، حيث تسللن في رحلات شاقة وقاسية عبر الحدود اليمنية الوعرة، وكيف أنهن يعدن اليوم إلى بلادهن بكرم ووداع إنساني وعبر الطائرات. 10 استراحات جنوبالرياض، تحتضن مخالفين إثيوبيين لنظام العمل بالمملكة، في أوضاع آمنة تشرف عليها الشرطة، وتتوفر لهم فيها كل سبل الإعاشة من مأكل ومشرب واحتياجاتهم اليومية، حيث يبقون هناك أياما معدودة فقط حتى يتسنى ترحيلهم إلى بلادهم، فيما وقف السفير الإثيوبي أول من أمس، على حال الجالية الإثيوبية النسائية وتأكد من أوضاعهن. "الوطن" تجولت أمس في استراحة نوفا، التي تضم 1200 سيدة إثيوبية، وحصلت على مساعدة الجهات الأمنية لدخولها وإجراء لقاءات مع عدة سيدات هناك، أجمعن خلالها على أن أوضاعهن جيدة، وأنهن يعاملن إنسانيا معاملة طيبة من قبل الجهات المختصة، وينتظرن موعد سفرهن في أقرب وقت ممكن، فيما تم رصد امتلاء الصالات الداخلية والخارجية والفناء الخارجي للاستراحة بالنساء والأطفال وحقائب سفر كبيرة. حورية التي كانت تمسك بهاتفها النقال مع الشاحن الخاص به، وترتدي ملابس شبابية تحدثت ل"الوطن" بطلاقة وبلكنة حجازية، وهي تعبر عن امتنانها لما قدمته المملكة وشعبها الكريم خلال فترة إقامتها في المملكة قائلة: "شكرا لما قدمتموه لنا من تعامل إنساني، فقد استطعنا الاكتفاء ماديا من خلال وجودنا في المملكة". السيدة الإثيوبية التي قدمت إلى المملكة مع زوجها منذ 6 سنوات، حكت تفاصيل تهريبها إلى المملكة عبر الحدود اليمنية بالقول: إن المهربين لا يهمهم إلا الأموال، وأنها دفعت لهم 12 ألف ريال حتى تصل إلى المملكة هي وأسرتها عبر الحدود اليمنية- السعودية حتى وصلت إلى مدينة الرياض. فوزية التي كانت تقف بجانب حورية ترتدي هي الأخرى عباءة على الرأس وتغطي وجهها بالنقاب فلا يفرق الشخص بينها، وبين أي امرأة سعودية، وهي في الثلاثينات من عمرها، وحامل في شهرها التاسع، تتمنى أن تعود إلى بلادها في أسرع وقت ممكن قبل أن تلد في المملكة. وتقول فوزية، إنها قدمت إلى المملكة من خلال قوارب البحر عبر اليمن، ثم دخلت إلى المملكة عبر "سيارات الأجرة" التي دفعت لها 2000 ريال، حتى تم إدخالها إلى مدينة الرياض. ولكن صابرينا السيدة التي كانت تقف مع 5 عاملات، اتفقت معهن على أنهن قدمن إلى المملكة معا عبر تأشيرة عمرة منذ سنتين، وكن عاملات منزليات بالشهر في جدة حتى وصلن إلى مدينة الرياض عبر البر، ليكملن رحلة العمل معا في منازل مختلفة بالراتب الشهري دون كفالة. أما سارة التي كانت تقف مع الحشود وترتدي العباءة، وتغطي نصف وجهها، فقالت إنها لا تجيد اللغة العربية، قبل أن تعبر عن رغبتها في العودة إلى وطنها، بعد أن وصلت إلى المملكة في رحلة بحرية عبر الحدود اليمنية. إلى ذلك، أوضح الناطق الإعلامي بشرطة منطقة الرياض العميد ناصر بن سعيد القحطاني، أن الأشخاص الذين حضروا طواعية لمركز الإيواء من مخالفي نظام الإقامة والعمل بمنطقة الرياض من الأحد 7 محرم الجاري الساعة التاسعة صباحاً من الرجال والنساء والأطفال حتى أمس بلغوا 17 ألف شخص، وأضاف أنه تم تجهيز مقرات لاقامتهم، وأن العمل جار على إنهاء إجراءاتهم وتسهيل سفرهم.