استبشر أهالي وسكان وزوار جدة حين تم افتتاح كورنيشهم الجديد؛ حيث أصبح مقصد الجميع للسياحة أو عند التفكير للخروج للتنزه مع عوائلهم، وخصصت لهم الجلسات والخدمات وممرات لممارسة رياضة المشي وغيرها من الخدمات، بعد أن استمر العمل فيه نحو السنة والنصف ليضيف أبعادا وخدمات نوعية جديدة، توفر للزائر ومرتاد هذه الأماكن من الكورنيش مشاهد وخدمات متميزة. ولكن ماعكر صفو الاستمتاع بالكورنيش خلال اليومين الماضيين وجود مضايقات من فئة يطلق عليهم "الدرباوية"، والذين يقدمون لمدينة جدة من مناطق أخرى ويثيرون استياء العائلات والمتنزهين، لاسيما وأن مظهرهم غير لائق لارتدائهم "سروال وفانيلة" وغيرها من الملبوسات التي لا تناسب المكان خاصة مع وجود الأسر والعائلات. بدوره، وعد مدير هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة جدة علي باطرفي "الوطن" بالرد حول أسباب عدم وجود دوريات الهيئة في مثل هذه المواقع، وعن دور الهيئة في التصدي لمثل هذه المخالفات، إلا أنه لم يرد على الاتصالات اللاحقة كما وعد. أما المتحدث الرسمي لشرطة محافظة جدة الملازم أول نواف البوق، فأكد ل"الوطن"، أن رجال الأمن موجودون على مدار الساعة سواء كانت الشكوى تعد على حقوق الآخرين أو ارتكاب جرم، والشرطة تقوم بخدمات على جميع الأصعدة، وحتى الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة شخصية إنسانية كذلك يتم تقديم العون لهم والوقوف بجانبهم، والدوريات الأمنية والراجلة المنتشرة في كل الأرجاء. وقال "وجود الدوريات السرية حول المواقع الترفيهية لرصد أي مخالفات للآداب العامة أو مخالفات جنائية، كان له دور كبير في ضبط المخالفات، وتبليغ غرفة العمليات التي تقوم بدورها في توجيه الدوريات الرسمية لتقوم بإكمال اللازم، موضحا أن هناك مخالفات لا يعلمها الكثيرون، والشرطة تسعد دائما لخدمة المواطنين بجميع فئاتهم عبر الإتصال والتبليغ عن أي ملاحظة يتم رصدها، وأنه قد تم التعامل مع مخالفات وقضايا أقل من هذه القضية ولكن شريطة أن يتم الاتصال على غرفة العمليات والتبليغ عن أي مضايقات. من جهته، قال رياض ضيف الله التركي أن هذه الفئة تزعج الموجودين، وتصدر منهم أصوات وأهازيج بأصوات عالية غير مبالين بإحترام المكان، ولا يوجد رقيب أو أمن يردعهم عن أعمالهم، وأن أعداد تجمعاتهم كبيرة بنحو 15 فما فوق في كل مجموعة. وطالب رياض بضرورة وجود رجال الأمن وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو تأمين موظفي أمن وحراسات مختصين بالكورنيش لحفظ الأمن، مبينا أن رجال الأمن الموجودين لا تتعدى مهماتهم تنظيم السير ومواقف السيارات فقط. وأضاف عصام مكي زيلعي: "خلافا على مظهرهم وقصات شعورهم الغريبة فهم يشاركون الأطفال في ألعابهم الخاصة، وكذلك تجدهم يخروجون من نوافذ سياراتهم لإصدار الأصوات ومضايقة الزائرين، ويثيرون قلقا على أطفالنا، كون أشكالهم غريبة وتعطي إنطباعا بأنهم يتعاطون المخدرات وغيرها من الممنوعات، ويمارسون لعبة كرة القدم في وسط المتنزه وبين العوائل دون مبالاة. ولفت عصام إلى أن بعضهم يتجولون بملابسهم الداخلية (سروال وفانيلة) وهذا شيء لا يسر ولا يرضي الناظرين، يسيطرون على الكورنيش منذ المساء وحتى صباح اليوم التالي، ويثيرون الرعب في نفوس المتنزهين باصطحابهم للحيوانات المتوحشة التي تخيف الأطفال، ويرمون النفايات بشكل عشوائي. "الوطن" التقت بأحد الشباب الدرباوية الذي رفض الإفصاح عن اسمه، وقال: "نحن نمارس حياتنا بشكل طبيعي ونفتخر بما يطلق علينا من ألقاب ولباسنا جزء من حياتنا اليومية، وأما تصرفاتنا فإنها تصدر عن واقعنا في ديرتنا الأصل ونجهل التعامل بشكل حضاري أسوة بالمقيمين داخل المناطق الكبيرة، كون حياتنا تختلف كثيرا عنهم ويستحيل أن نتقيد بملبوساتهم، وأما أشكالنا فهي طبيعية وتعكس واقعنا الطبيعي ولا نتعاطى المخدرات نهائيا".