اختلف المتحاورون في الجلسة الأولى "الحكومة والجمهور: وجهات نظر نحو انخراط متبادل" في منتدى التواصل الحكومي الذي انطلق أول من أمس بالشارقة، حول فاعلية وسائل الاتصال وشبكات التواصل الاجتماعية، فبينما اعتبر بعض المتحدثين "تويتر" و"فيس بوك" الفاعل الأكبر في المتغيرات في العالم العربي، شكك البعض الآخر في دورها مؤكدا أن من أشعلوا الثورات لا يعرفون "تويتر" و"فيس بوك" مثل البوعزيزي، كما أن انطلاق الثورات كان من قرى لا تعرف الإنترنت. واتفق المتحاورون على أهمية التواصل الفعال بين الحكومات ومواطنيها، وذكر كل من روان الضامن، ورائد برقاوي، وجيلبيرت ضومط، وغسان حجار، أن التغيرات الاستراتيجية التي يشهدها العالم اليوم تدفع إلى التغيير في التواصل، مشيرين إلى أن عملية الاتصال الحكومي الصحيحة تبدأ لحظة اقتناع الحكومات بضرورة التواصل مع مواطنيها. وأكدت الإعلامية في شبكة الجزيرة روان الضامن أن المشكلة الرئيسة التي تواجه الاتصال والتواصل في الوطن العربي هي التركيز على وجود طرفين في هذه العملية، مشددة على أهمية التركيز على الرسالة الموجهة، حيث إنها قابلة للتأثر بالوسيلة وبالمشاعر الصادرة عنها. واعتبر مدير تحرير صحيفة "الخليج الإماراتية" رائد برقاوي، أن الحكومات العربية هدفت إلى تسويق منتجاتها عبر الإعلام التقليدي دون وجود منتج جيد يمكن الارتقاء به، موضحا أن هذا المنتج بالنهاية يعبر عن حقوق الأفراد في المجتمع لذلك وجب على الحكومات اليوم أن تحسن هذا المنتج قبل أن تتواصل مع الجمهور وأن توسع نطاق التواصل ليغطي جميع وسائل الإعلام التقليدية والحديثة. وقال مستشار ومدير "شركة بيوند" للإصلاح والتنمية، جيلبيرت ضومط، "أن التحول الجذري الذي تمر به المنطقة العربية يعمل على تغيير مفهوم الحكومة وعملها، حيث إن الوضع المثالي يجب أن يقوم على بناء شراكة بين الحكومة والمواطن، وإشراك المواطن في عملية اتخاذ القرارات وتحسين الخدمات العامة والقطاعات الحيوية كالصحة والتعليم"، مشددا على أهمية التواصل مع الجيل الشاب، حيث وصفه بجيل الأفكار المبدعة. وعلق مدير تحرير صحفية "النهار اللبنانية"، غسان حجار، على دور وسائل الإعلام الاجتماعي في التواصل، مشيرا إلى أن "معظم الدول التي تواجه حراكا سياسيا ليست بالضرورة متأثرة بالحملات القائمة على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث عملت هذه الوسائل على نقل الحراك فقط، وكانت وسيلة لدعم وسائل الإعلام التقليدية"، مضيفا أن دور الحكومات هو تمثيل الجمهور في المحافل المختلفة. من جانبه، اعتبر الأمين السابق للجامعة العربية عمرو موسى، في الجلسة الحوارية الثانية أن العالم العربي ومن حوله الشرق الأوسط يتغير لأسباب من أهمها، نقص التواصل بين الحكومات والشعوب، مشيرا إلى أن التغير انتهى إلى ثورات متكررة لأسباب متشابهة. وأكد موسى أن التواصل أصبح أسهل ولم يعد تقليديا كالسابق واستخدام التكنولوجيا الحديثة يتم بشكل مباشر بين المجتمعات، ولم تعد الحكومات قادرة على قصر التواصل على طريق واحد كما كان في السابق. وعن تصوره لمستقبل المنطقة العربية بشكل عام وإذا ما كنا نخطو خطوات صحيحة تجاه التواصل الأفضل أم ما زالت خطواتنا وليدة بحاجة للكثير من الخبرة والصقل والتهذيب، علق موسى: "هناك تغيير وهناك مرحلة جديدة نحو تغيير وإنهاء الديكتاتوريات التي عطلت التطور مع ضرورة معالجة بعض الإشكاليات، مثل إشكالية العلاقة بين الدين والسياسة"، مؤكدا على ضرورة التعرف على درجة التغيير وسرعته ودور الشباب.