تجري منصة فيسبوك اختبارًا جديدًا قد يُحدث تحولًا جذريًا في طريقة مشاركة المحتوى، عبر دراسة فرض قيود مالية على نشر الروابط الخارجية، ويأتي هذا التوجه في إطار اختبار محدود أعلنت عنه الشركة المالكة ميتا، يسمح للمستخدمين غير المشتركين في خدمة (Meta Verified) بنشر رابطين خارجيين فقط شهريًا، مقابل إتاحة شبه غير محدودة للمشتركين في الخدمة المدفوعة. ويُطبق الاختبار حاليًا على شريحة محددة من الصفحات والملفات الشخصية التي تستخدم «الوضع الاحترافي»، وهي ميزة تستهدف منشئي المحتوى والمؤثرين الذين يعتمدون على المنصة لتحقيق الدخل، ورغم استثناء المؤسسات الإخبارية في هذه المرحلة، فإن الخطوة أثارت مخاوف الناشرين من احتمال تعميم القيود مستقبلًا، بما قد يحد من قدرة المستخدمين على مشاركة المقالات والتقارير بحرية، ويؤثر على انتشار المحتوى الإعلامي. ويأتي هذا التطور ضمن مسار إستراتيجي بدأته «ميتا» منذ سنوات، يتمثل في تقليل أولوية المحتوى الإخباري لصالح الفيديوهات القصيرة والمحتوى التفاعلي، وكانت الشركة قد اتخذت في عام 2023 قرارًا مماثلًا أدى، وفق تقديرات، إلى تراجع حركة الزيارات من «فيسبوك» إلى المواقع الإخبارية بأكثر من 50%، رغم تسجيل تعافٍ محدود خلال العام الحالي. وتُعد التجربة جزءًا من إستراتيجية أوسع لدفع المستخدمين نحو الاشتراكات المدفوعة، إذ تبدأ تكلفة (Meta Verified) من 12.99 دولارًا شهريًا، تصل في مستوياتها العليا إلى نحو 500 دولار، مع مزايا تشمل شارة التحقق وزيادة الظهور وخصائص أمان إضافية. وفي تعليق على الخطوة، قال الخبير الإعلامي ديفيد بوتل: «إن ميتا تبتعد عن الأخبار بشكل متعمد منذ سنوات، وهذا الاختبار يعكس تحولًا من النموذج المجاني إلى تعظيم الإيرادات، خاصة بعد الاستثمارات الضخمة في الذكاء الاصطناعي». من جانبها، أوضحت متحدثة باسم «ميتا» أن الهدف هو «تقييم ما إذا كانت إتاحة نشر روابط أكثر تضيف قيمة حقيقية لمشتركي الخدمة المدفوعة».