الذهب يحقق أفضل أداء سنوي منذ 45 عاما

اختتم الذهب عام 2025 في صدارة الأصول الأكثر بريقًا عالميًا، بعدما سجّل ارتفاعًا يناهز 60% منذ بداية العام، ليحقق بذلك أقوى أداء سنوي له منذ ما يزيد عن أربعة عقود ونصف.
وأشار تحليل اقتصادي لشركة إيتورو إلى أنه على الرغم من التراجع الطفيف عن مستويات الذروة التي بلغها في أكتوبر، فإن المعدن النفيس حافظ على زخمه فيما تتجه أنظار المستثمرين إلى الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.
خفض الفائدة
ويؤكد فرحان بادامي، محلل الأسواق أن الأسواق باتت «مقتنعة تمامًا» أن خفض الفائدة في ديسمبر أصبح وشيكًا، مشيرًا إلى أن جملة من العوامل الأمنية والاقتصادية تدعم هذا السيناريو؛ فالتضخم – رغم تقلبه – لا يزال تحت السيطرة، كما أن السياسات التجارية الأخيرة لم تُعد تشكل ضغوطًا سعرية تدفع الفيدرالي للتشديد. وزاد المشهد تعقيدًا الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي حجب عن صناع السياسة المالية عددًا من البيانات التي يعتمدون عليها عادة، إلا أن ذلك لم يبدد شهية المستثمرين، إذ ارتفع مؤشر S&P 500 بنحو 5% منذ أدنى مستوياته في نوفمبر، في إشارة إلى ثقة متنامية بأن الخفض أصبح شبه مُسلّم به.
ويرى بادامي أن التحدي الأكبر الذي يواجه رئيس الفيدرالي جيروم باول يتمثل في صياغة رسالته للأسواق بدقة، بحيث يوازن بين التأكيد على أن مسار التضخم يسير في الاتجاه الصحيح، وبين طمأنة المستثمرين بأن قرار الخفض لا ينبع من مخاوف تباطؤ اقتصادي أوسع.
عوامل ارتفاع الذهب
وخلال 2025، استفاد الذهب بقوة من تزايد الإقبال على الملاذات الآمنة، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، إلى جانب مشتريات قياسية من البنوك المركزية التي واصلت تعزيز احتياطاتها للتحوّط من مخاطر العملات والتضخم. كما شهدت صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) تدفقات ضخمة تعكس اهتمامًا واسعًا يمتد من المؤسسات المالية الكبرى إلى فئات المستثمرين الشباب.
وبالنظر إلى عام 2026، يشير بادامي إلى أن السؤال لم يعد حول قدرة الذهب على ترسيخ مكانته، بل حول إلى أي مدى يمكن للأسعار أن تواصل مسارها الصاعد إذا استمرت حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي. ويضيف: «مع استمرار البنوك المركزية في شراء الذهب بوتيرة متزايدة، قد لا يكون مستوى 5000 دولار هدفًا بعيد المنال».
مختتما تحليله بالتأكيد على أن العوامل التي دفعت الذهب إلى مستويات تاريخية في 2025 – من توترات جيوسياسية إلى ضغوط تضخمية – لا تبدو مرشحة للانحسار قريبًا، خصوصًا في ظل حالة الضبابية الممتدة على الساحة العالمية في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. ويقول: «كل ذلك يجعل الذهب خيارًا أول للمستثمرين الباحثين عن الأمان والاستقرار في العام المقبل».