كشف تحليل بيانات تقرير حديث صادر عن وزارة الثقافة خريطة المسرح والفنون الأدائية في السعودية، حيث تتصدر الرياض المشهد ب49 فرقة مرخصة، تليها الشرقية ب28 فرقة، ثم مكةالمكرمة ب26 فرقة. ويعكس هذا التوزيع تقدّم هذه المناطق في النشاط المسرحي، وفي المقابل تبرز فجوة واضحة مع مناطق أخرى ما زالت بلا حضور مسرحي مثل الجوف ونجران وتبوك والحدود الشمالية، ما يضعها أمام فرص وتحديات في تطوير هذا القطاع. مثلث القوة تشير بيانات التقرير إلى أن الرياض، باعتبارها مركزًا ثقافيًا نشطًا، تحتضن العدد الأكبر من الفرق المسرحية، مستفيدة من البنية التحتية والمؤسسات الثقافية القائمة. أما الشرقية، فترتبط بنشاط اقتصادي واسع يتيح فرصًا لدمج المسرح ضمن الفعاليات والتراث البحري والصناعي، فيما تستفيد مكةالمكرمة من طابعها التراثي والثقافي في تقديم عروض يمكن أن تعكس الهوية المحلية. هذا التنوع يشكل نطاقًا مسرحيًا قويًا يعكس تعددية المشهد الثقافي الوطني. السياحة الثقافية يمثل دمج المسرح في السياحة الثقافية مجالًا واعدًا، سواء في مكةالمكرمة عبر عروض ترتبط بالتاريخ والتراث، أو في الشرقية التي يمكن أن تستثمر بيئتها البحرية والصناعية في إنتاج عروض نوعية. وتشمل فرص الدمج كذلك إنشاء مسارح صغيرة في المواقع السياحية، وإطلاق مهرجانات موسمية تعزز من حضور الفنون الأدائية وتفتح مسارات اقتصادية جديدة. مستقبل بلا فرقة أكد ل«الوطن» مسرحيون ومنتجون فنيون أن غياب الفرق المسرحية عن مناطق مثل الجوف ونجران وتبوك والحدود الشمالية لا يعني غياب الإمكانات، بل يعكس الحاجة إلى دعم أكبر في التدريب والتمويل والبنية التحتية. ويرى المختصون أن إطلاق مبادرات حكومية وخاصة، مثل معاهد التدريب أو المهرجانات المحلية، يمكن أن يسهم في تأسيس فرق جديدة ويحوّل هذه المناطق إلى مراكز مسرحية مستقبلية تكمل الخريطة الوطنية للفنون الأدائية.