تحذّر الأممالمتحدة من أن السودان يواجه أزمة إنسانية غير مسبوقة مع اقتراب جهود الإغاثة من الانهيار الكامل في شمال دارفور، في ظل استمرار القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتراجع التمويل الدولي، وتدهور الأوضاع الأمنية. العمليات الإنسانية وذكرت المنظمة الدولية للهجرة في بيان إن «المستودعات شبه فارغة، وقوافل المساعدات تواجه انعدامًا أمنيًا كبيرًا، ولا تزال القيود المفروضة على الوصول تحول دون إيصال المساعدات الكافية». وأكدت أن استمرار تدهور الأوضاع قد يؤدي إلى توقف كامل للعمليات الإنسانية، محذّرة من «كارثة أكبر» إذا لم يُضمن التمويل العاجل وتأمين الممرات اللوجستية. وقالت المديرة العامة للمنظمة، إيمي بوب، إن فرق الإغاثة لا تصل سوى إلى «جزء بسيط من المحتاجين» بسبب انعدام الأمن ونفاد الإمدادات، مشيرة إلى أن الوضع تجاوز مرحلة الخطر إلى الانهيار الوشيك. كارثة وفرار وأدى استيلاء قوات الدعم السريع مؤخرًا على مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، إلى مقتل المئات ونزوح عشرات الآلاف نحو مناطق أكثر أمانًا. وأكدت منظمات الإغاثة أن ما يقرب من 90 ألف شخص فرّوا من المدينة والقرى المجاورة سيرًا على الأقدام عبر طرق غير آمنة، دون غذاء أو ماء أو رعاية طبية. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الوضع «ما زال متقلبًا للغاية»، رغم تراجع حدة الاشتباكات، مشيرًا إلى استمرار نشاط الطائرات المسيّرة والقتال المتقطع، ما يعرّض المدنيين لخطر النهب والتجنيد القسري والعنف الجنسي. أزمة غذاء ومياه وفي مخيم ديبا نايرة قرب طويلة، تروي سهيبة عمر (20 عامًا): «نحصل فقط على وجبات الغداء من مطابخ محلية. لا يوجد مصدر قريب للمياه، ونتخلص من النفايات في العراء، مما يعرّضنا لأمراض مثل الكوليرا». وحذرت منظمة أطباء بلا حدود من أن سوء التغذية بين الأطفال بلغ «معدلات مذهلة»، حيث يعاني أكثر من 70 % من الأطفال دون الخامسة من سوء تغذية حاد، وأكثر من ثلثهم في حالة حرجة. وأشارت إلى أن الأرقام المسجلة لا تعكس «الحجم الحقيقي للأزمة» نظرًا لعدم وصول المساعدات إلى جميع المناطق. كما أكدت المنظمة الدولية للهجرة أن العنف امتد إلى مناطق أخرى مثل غرب دارفور وكردفان، مما أجبر ما لا يقل عن 39 ألف شخص على النزوح. جذور الحرب وتعود جذور الحرب الحالية إلى عام 2023 حين اندلع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بعد خلافات داخلية على ترتيبات الانتقال الديمقراطي عقب انتفاضة عام 2019. ومنذ ذلك الحين، خلّف الصراع ما لا يقل عن 40 ألف قتيل و12 مليون نازح، وفق بيانات منظمة الصحة العالمية. ويُقدّر مراقبون أن الأرقام الفعلية أعلى بكثير، نظرًا لصعوبة الوصول إلى العديد من المناطق المتضررة. جهود متعثرة وعلى الصعيد الدبلوماسي، تكثّفت التحركات الإقليمية لتجنب انهيار شامل للوضع الإنساني. فقد التقى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع رئيس أركان الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان في بورتسودان، مؤكدًا دعم بلاده الكامل للقوات المسلحة السودانية ورفضها للانتهاكات في دارفور. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر صحفي إن «الوقوف إلى جانب السودان مسألة مبدأ»، مشددًا على دعم مؤسسات الدولة الوطنية، وفي مقدمتها الجيش، في مواجهة ما وصفه ب«التمرد المسلح». ناقوس الخطر وفي ظل الانقسام السياسي، والانهيار الإنساني، وغياب التمويل الكافي، تُحذّر الأممالمتحدة من أن السودان يقف على حافة كارثة غير مسبوقة، إذا لم تُفتح الممرات الإنسانية ويتم الالتزام بالهدنة المقترحة. وتشير التقديرات الأممية إلى أن أكثر من 24 مليون سوداني بحاجة إلى المساعدة العاجلة، في حين تتراجع قدرة المنظمات الدولية على الاستجابة مع استمرار القتال وتقلّص الموارد. ومع غياب أي انفراج سياسي واضح، تتجه الأنظار إلى مؤتمرات المانحين المقبلة في بروكسل والدوحة، وسط ضغوط متزايدة لإنقاذ ما تبقى من العمليات الإنسانية في السودان قبل أن تنهار بالكامل. 1. تحذيرات أممية من توقف عمليات الإغاثة في شمال دارفور بسبب نقص التمويل وانعدام الأمن. 2. نزوح أكثر من 90 ألف شخص من الفاشر، و%70 من أطفال المخيمات يعانون من سوء تغذية حاد. 3. مصر تدفع نحو هدنة إنسانية عبر مبادرة الرباعية بمشاركة واشنطن والرياض وأبوظبي. 4.الأممالمتحدة تؤكد أن السودان يواجه أخطر أزمة إنسانية منذ اندلاع الحرب عام 2023.