يواصل مشروع الأمير محمد بن سلمان، لتطوير المساجد التاريخية دوره في العناية بالمساجد، واستعادة الدور الديني والثقافي والاجتماعي لها، والمحافظة على إرثها الإسلامي، حيث دخل مسجد القبب التاريخي بمحافظة أبوعريش، ضمن المرحلة الثالثة لتطوير المساجد التاريخية، والذي يعد قيمة تاريخية عريقة، وآية عمرانية فريدة، ويمثل منارة ثقافية لأهالي المحافظة، جعلته أحد المساجد المستهدفة. رصد ميداني ورصدت "الوطن"، في جولة ميدانية، الاستعدادات لتطوير الجامع، حيث بدأ تطويق مدخل الجامع، وإخلاء مقتنياته، ووصول معدات التنفيذ بدءا في الأعمال التطويرية، والتي تستمر مدة 12 شهرا، وتبلغ القيمة المالية لمشروع التطوير 5.575.449.33 ريال، ويعد مسجد القبب ثاني مسجد بمحافظة أبوعريش يدخل مرحلة التطوير، بعد تأهيل وتطوير مسجد العباسة التاريخي سابقا، ويسعى مشروع تطوير المساجد التاريخية إلى ملاءمة المتغيرات الطارئة على المسجد بين الحقب التاريخية القديمة والحديثة، وتتمثل أبرز مشاريع تطوير المسجد في: إعادة صياغته التاريخية، بطراز إسلامي فريد، والتشجير، وتوفير مواقف، ومواقع جلوس، وممرات، والحفاظ على الخصائص التاريخية للمسجد، والحفاظ على هويته العمرانية، وتعزيز مكانته كدور للعبادة ومنارة للعلم. قيمة تاريخية يعد جامع القُبب في محافظة أبوعريش، من أشهر المساجد التاريخية في منطقة جازان، حيث يعود تاريخ بنائه إلى عام 1248، قبل نحو 4 قرون، وقام ببنائه الشريف حمود بن محمد الخيراتي أبومسمار، ويمتاز الجامع الواقع غرب مدينة أبوعريش بجمال معماري يدل على مهارة وإتقان في البناء، وهو عبارة عن بناء مستطيل غير مرتفع ، تبلغ مساحته نحو 450 مترًا مربعًا ويتميز ب18 قبة كروية تاريخية، مبنية من الآجر وجرى ترتيبها على 3 صفوف كلها بحجم واحد بقطر يبلغ نحو 4 أمتار، وجدران الجامع سميكة ومبنية من الجص وغيره من مواد البناء القديمة، ويصطف داخل الجامع 15 عمودًا اسطوانيًا، من الأعمدة الحجرية الضخمة والقصيرة، وتتقوس من الأعلى، وترتكز عليها القباب الكروية، فيما تضم مقدمة الجامع محرابًا ضيقًا داخل الجدار السميك، وبجانبه منبر يمثل تجويفًا في الجدار، وتعلو ركنه الجنوبي الشرقي مأذنة صغيرة.