منذ أن تولَّى الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - زمام إمارة منطقة المدينة المنوَّرة وضع نصب عينيه أن تكون هناك نهضة شاملة في مدينة المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم- تتوافق ورؤية المملكة العربيَّة السُّعوديَّة 2030م من النَّاحية الاجتماعيَّة والثَّقافيَّة والاقتصاديَّة ولعلَّ النَّهضة الاقتصاديَّة كانت من أهم أولويَّاته من خلال المشاريع التَّنمويَّة العديدة التي دشَّنها ؛ ليعزِّز مكانة المدينة المنوَّرة باعتبارها وجهة استثمارية وحضارية رائدة. من بين تلك المشاريع النَّهضويَّة الَّنمويَّة: مزاد الإبل في الحناكيَّة الذي يعد حدثًا اقتصاديًّا وظاهرة ثقافيَّة مهمَّة تقام في محافظة الحناكيَّة بالمدينة المنوَّرة سنويًّا فقد وجه منذ قدومه باعتماد المقر الحالي في محافظة الحناكيَّة؛ ليكون مقرًّا دائمًا للمزاد ومخصصًا لاستضافة الفعاليَّات والأنشطة المرتبطة بمزاد الإبل سنويًّا ممَّا شكل حراكًا اقتصاديًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا في المنطقة ولم يكن هذا المزاد حِكرًا على الإبل التي لها مكانة مرموقة و دورًا مهمًا في التُّراث السُّعودي؛ بل يُعد رمزًا للهُويَّة الوطنيَّة والثَّقافة العربيَّة الأصيلة؛ بل أسهم في نمو الاقتصاد على الأصعدة كافة؛ فقد عزَّز الحركة الاقتصاديَّة من خلال مبيعات الإبل بمختلف ألوانها واستفاد مُلَّاك الإبل من هذا الحراك الاقتصادي الكبير بعرض ما لديهم من نواد الإبل بالبيع والشِّراء والاقتناء وهذا يساعد في الحفاظ على التُّراث الثَّقافي المرتبط في الإبل والثَّقافة البدويَّة، إضافة إلى ذلك أنَّه جذب المستثمرين لاكتشاف فرص استثماريَّة جديدة في قطاع الإبل ونشر الوعي بأهميَّة هذا القطاع ودوره في الاقتصاد الوطني، كما أنَّه أسهم في تعزيز السِّياحة في المنطقة وخلق فرص عمل للشَّباب في محافظة الحناكيَّة خاصَّة في المنطقة بشكل عام، بإلاضافة إلى أنَّه وفَّر فرصًا للأسر المنتجة بعرض منتوجاتهم في السُّوق المصاحب للمزاد. كل هذه المظاهر النَّهضويَّة الاقتصاديَّة التي تشهدها المنطقة كانت بتوفيق من الله، ثمَّ بفضل جهوده ونظرته الثَّاقبة التي تضع مصلحة الوطن والمواطن في المقام الأوَّل.