الذكاء الروحي هو قدرة الفرد على فهم وتفسير التجارب الروحية، والبحث عن المعاني العميقة في الحياة، ويتضمن هذا النوع من الذكاء القدرة على الارتباط بالقيم والمعتقدات الروحية، وفهم الذات والتواصل مع الآخرين على مستويات أعمق. ويُعتبر الذكاء الروحي جزءا من الذكاء الشامل للإنسان، حيث يسهم في تحقيق التوازن والانسجام الداخلي لدى الأفراد. حقيقة إن الأشخاص الذين يتمتّعون بالذّكاء الرّوحيّ يُعتبرون من الشّخصيّات المميّزة الّتي تحمل قيّما أخلاقيّة واجتماعيّة غنيّة، ويتميّزون بالتّفكير العميق في كلّ ما يحيط بهم، وبتبني قيّم الحبّ والعدالة والوعي وقبول الآخر. كما أن لديهم قدرة كبيرة على التّحلّي بالصّبر، ويتجنّبون الانزلاق نحو الخوف عند مواجهة التّحدّيات، حيث يتعاملون مع المواقف بوعي وإدراك عميق. الذّكاء الرّوحيّ يساعد الأفراد على تحقيق أهدافهم، وإدارة مشاعرهم، ومواجهة الأزمات بثقة، ويقلّل من الشّعور بالضّياع أو الفشل، فالشّخص الّذي يعاني مشاعر الاكتئاب قد يتعلّم من خلال التّأمل أو الكتابة اليوميّة كيفيّة التّعرّف على أنماط تفكيره السّلبيّة، ممّا يمكنه من تعديلها، وتحسين حالته النَّفسيَّة، والشّخص الّذي يعمل في عمل يتماشى مع قيمه الرّوحيّة يشعر بالرّضا، ممّا يساعده على مواجهة التّحدّيات بشكل أفضل. كما أنّ الأفراد الّذين يمتلكون ذكاءً روحيّا أعلى يكونون أكثر قدرة على التّكيف مع الضّغوط والمواقف الصّعبة، فالشّخص الّذي يواجه فقدانا، كثيرا ما يستخدم فلسفة روحيّة، لمساعدته على تقبل الألم، والتّعامل معه بطريقة صحيّة. ولا بدّ من التّقوي بالطاعات، لتحمل الشدائد ومقاومة الهشاشة النَّفسيَّة، حيث تعتبر الطاعات والعبادات من أهمّ الوسائل الّتي تعزّز القوّة النَّفسيَّة، وتساعد الأفراد على مواجهة التّحدّيات، وهذه بعض النّقاط الّتي توضح أهمية ذلك: تعزيز الإيمان: الطّاعات تقوي علاقة الإنسان بالله، مما يمنح الفرد شعورا بالاطمئنان والثّقة في القدرة على تجاوز الصّعوبات. الرّاحة النَّفسيَّة: ممارسة العبادات، مثل الصّلاة والدّعاء، توفّر مساحة للاسترخاء والتّأمل، ممّا يساعد على تخفيف الضّغوط النَّفسيَّة. المساندة الرّوحيّة: الطّاعات تسهم في بناء شخصيّة قويّة، حيث يجد الإنسان الدّعم الرّوحيّ في الإيمان، ممّا يعزّز القدرة على الصّمود أمام الأزمات. القدرة على التّحمّل: من يلتزم بالطّاعات يتعلّم الصّبر والمثابرة، وهما من الصّفات الأساسيّة الّتي تساعد في مواجهة الأوقات الصّعبة. تقوية العلاقات الاجتماعيّة: المشاركة في الأنشطة الجماعيّة، مثل الصّلاة في المسجد أو العمل الخيريّ، تعزّز الرّوابط الاجتماعيّة، وتقلّل من الشّعور بالوحدة، ممّا يساعد على مقاومة الهشاشة النَّفسيَّة. تنمية المهارات: الطّاعات تعزّز من مهارات، مثل التّركيز والانضباط، ممّا يسهم في تطوير شخصيّة متوازنة، وقادرة على التّعامل مع التّحدّيات. في المجمل، تعتبر الطّاعات بمثابة حصن نفسي يمنح الأفراد القوّة، والقدرة على مواجهة مختلف الصّعوبات، ممّا يجعلهم أقلّ عرضة للهشاشة النَّفسيَّة.