كان اللقاء الذي أجراه الأمير تركي الفيصل في جامعة الملك سعود قبل أيام، لقاء ثريا كما هي عادته، وقد حظي اللقاء بحضور كبير ومميز. وقد شمل الشأن الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، وتم إدارة الحوار بشكل مميز للاستفادة من المعرفة الكبيرة والعمل السياسي الذي عمل فيه سموه خلال سنوات عمره العملية، والذي أدار الحوار كان حريصا على الاستفادة القصوى من شخصية ومعرفة وخبرة سموه، والحقيقة أنه كان له ما أراد. وما لفت انتباهي وانتباه المشاهدين لهذا الحوار أنه من الدرر التي حظي بها لقاؤه، عندما سئل عن وسائل التواصل الاجتماعي وما تشكله من أهمية إعلامية، وأهميتها في تكوين التوجه السياسي والاقتصادي والثقافي للمجتمعات. أثنى على دورها الإيجابي في تغيير رؤية المجتمعات في كثير من دول العالم، مستشهدا بأثرها الإيجابي في تغيير التوجهات العالمية عن عدالة القضية الفلسطينية. وهنا يطرح السؤال المهم: هل تمت الاستفادة من هذه الوسيلة المهمة، الاستفادة الإيجابية داخليا وخارجيا في مملكتنا الحبيبة، ونقل الواقع الحقيقي لنهضة هذا البلد العظيم، وما وصل إليه من تقدم علمي وتقني وحضاري في مختلف المجالات، ونقل الصور التاريخية لعراقته من خلال إبراز المعالم التاريخية والاكتشافات الأثرية التي تقدر أعمارها بآلاف السنين، والتي تعطي الصورة الحقيقية لإنسان هذا البلد وجذوره العريقة الممتدة عبر التاريخ؟ وإذا ما وصلنا إلى تنظيم متقن للاستفادة من وسائل التواصل المجتمعي والذكاء الاصطناعي، نكون بذلك قد أعطينا الصورة الحقيقية على (المستوى الداخلي) لمجتمعنا بمختلف أجياله، عن أهمية بلادنا والمقومات التي تتمتع بها، والاعتزاز والفخر بها، وأنه يجب على كل مواطن أن يكون على المستوى الذي وصلت إليه هذه البلاد. وعن الاستفادة بالشكل الصحيح على (المستوى العالمي) نكون قد أوصلنا للعالم بأسره صورتنا الحضارية بمختلف صورها، لنزيد من قدرة دولتنا حفظها الله على إسماع العالم الصوت الذي يجب أن يسمعوه. وهنا المطالبة الملحة بتنظيم عال من الإتقان للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي، بشكل يرقى بمملكنا الغالية وشعبها العريق، ويجنب بلدنا سلبيات هذه التقنيات التي إذا ما استخدمت بشكل سيئ سيكون الأثر مدمرا للمجتمع بمختلف فئاته.