تأتي مناسبة اليوم الوطني والمملكة جمعت المجد من أطرافه، وحققت المنجزات تلو المنجزات، بخطط تنموية واضحة انطلاقًا من رؤية وطنية متكاملة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، -حفظهما الله-؛ لتحقق النمو والازدهار، ولتكون وطنًا يشار إليه بالبنان. وما تعيشه المملكة اليوم هو امتداد لتاريخ صنعه رجلٌ عظيم وقائد حكيم هو الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - رحمه الله - الذي كان له الفضل بعد الله سبحانه وتعإلى، في تأسيس دولة على شرع الله، رايتها التوحيد، ودستورها كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، تنعم بالأمن والأمان والاستقرار، غايته بناء دولة حضارية ذات قوة فاعلة على المستويين المحلي والدولي. وأكمل المسيرة أبناؤه البررة من بعده، لتصل المملكة اليوم إلى عصرها الزاهر في ظل قائد مسيرتها وحامي بلادها ومصدر فخرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -. ويحتفل أبناء الوطن ومن يقيمون على أرضه اليوم، بهذه المناسبة الوطنية وهم ينعمون برخائه، ويتمتعون بنموه، معتزين بشموخه، ومتفاخرين بإنجازاته، وطامحين بمستقبل يحقق أحلامهم ويرسم طريقًا ذا خُطى ثابتة للأجيال المتعاقبة، تحت ظل قيادة حكيمة سارت بالوطن إلى مصاف الدول المتقدمة، وسخرت كل السبل لراحة المواطن والمقيم، ليعيشوا بكرامة وعزة وسلام وأمان. ندوة «الرياض» وبمناسبة الذكرى الخامسة والتسعين لليوم الوطني تلقي الضوء على أهم المنجزات والشواهد التنموية في هذه الذكرى الوطنية العظيمة الملك عبدالعزيز أسس القيم السامية والمصالح العاليا لبناء الوطن أ. نوال * في قلب الجزيرة العربية ارتفعت راية المملكة العربية السعودية منذ التأسيس رمزاً للوحدة والعزة والكرامة، وحملت معها مشروعاً وطنياً متجددا يستند إلى ثوابت راسخة، وينطلق نحو آفاق المستقبل، واليوم مع رؤية المملكة (2030) تتجسد تلك القيم في مشروع حضاري شامل بعيد صياغة علاقة الوطن بالعالم، ويفتح أبواب التنمية والابتكار أمام الأجيال القادمة. إن هذه الندوة تأتي لتؤكد أن الراية ليست مجرد شعار يرفرف في السماء بل هي هوية وانتماء، وأن الرؤية ليست مجرد خطة اقتصادية بل مشروع وطني شامل. ندوة اليوم «المملكة راية ورؤية» ليست للاحتفاء فحسب بل هي مساحة لقراءة العمق السعودي الذي جمع بين أصالة الجذور وقوة الحاضر وجرأة التطلع إلى المستقبل، هذه الندوة تأتي لتكون مساحة حوار حي نبحث فيها عن رحلة في عمق المشروع السعودي، من الحرمين الشريفين إلى منصات الحوار العالمي، من التاريخ والهوية والأمن إلى الفكر والعدالة، ومن جودة الحياة إلى الذكاء الاصطناعي، حيث يلتقي الماضي بالحاضر في لوحة وطنية واحدة تجسد تألق مملكنا على مدى (95) عاماً من الراية إلى الرؤية. ضيوفنا الكرام أهلاً بكم في ندوة الرياض المملكة راية ورؤية، حيث نصنع معا حواراً يليق بحاضر الوطن ومستقبله، ويسعدنا في هذا اللقاء ان نعرّف بكم: الدكتور إبراهيم النحاس، عضو مجلس الشورى، وعضو هيئة التدريس بقسم العلوم السياسية - جامعة الملك سعود، ومحلل في الشأن السياسي. والعقيد تركي بن مقبل الحربي، المتحدث الرسمي لرئاسة أمن الدولة، والمقدم مهند بن سعود الطيار، المتحدث الرسمي للمباحث العامة، والأستاذ سليمان الخطاف، مستشار الرئيس التنفيذي لبرنامج جودة الحياة، والدكتور ماجد الشهري، مدير مكتب مستشاري معالي الرئيس والمتحدث الرسمي للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، والبروفيسورة الجوهرة بنت فهد الزامل، عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان - سابقاً -، والخبير في التخطيط والسياسات الاجتماعية، والدكتورة بسمة التويجري، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة مهلاً للاستشارات المالية. ترحب بكم جميعاً. وكذلك نرحب بمديري التحرير في جريدة الرياض. الأستاذ خالد الربيش، مدير تحرير الشؤون الاقتصادية، والأستاذ صالح الحماد مدير تحرير الشؤون السياسية والأستاذ عبدالله الحسني مدير تحرير الشؤون الثقافية، والأستاذ سليمان العساف نائب رئيس القسم الرياضي، والزملاء الصحفيين ناصر العماش، والمصور بندر بخش، ومحدثتكم نوال الجبر مديرة تحرير ورئيسة القسم النسائي. يسعدنا حضوركم ومشاركتكم في هذا اللقاء الوطني المهم، وتبدأ بافتتاح الندوة بكلمة من الأستاذ خالد الربيش مدير تحرير الشؤون الاقتصادية. الرياض أرض خصبة لقادة العالم للتشاور وحل الخلافات أ. خالد الربيش السلام عليكم.. نرحب بكم جميعا، وبعضكم ضيف دائم معنا وآخرون يحضرون لأول مرة معنا، ندوة «الرياض» ندوة قديمة والهدف منها الوقوف على بعض القضايا والموضوعات والمناسبات الوطنية، بقصد التوثيق، والاستفادة من مخرجاتها، ولعل عنوان ندوة اليوم بمناسبة اليوم الوطني الذي هو فرصة لاستذكار توحيد المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى تسليط الضوء في هذه الندوة على الرؤية وما تحقق فيها. فالكثير من مجالات الرؤية حقق مستهدفه قبل أن نصل ل (2030)، وهذا الأمر في الحقيقة تحقق بتوفيق الله عز وجل ثم حكمة القيادة لهذه البلاد من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الذي يقود هذه الرؤية باقتدار. ولعلنا اليوم نسمع من هذه القامات الكبيرة المشاركة في الندوة عن موضوع رؤية المملكة بمناسبة اليوم الوطني. أ. نوال د. إبراهيم النحاس، كيف استطاعت المملكة أن تتجرد من السلبيات الناتجة عن التحولات الدولية والانتقال إلى موقع صانع القرار الذي يضع معادلات جديدة في السياسة الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط؟ د. إبراهيم النحاس المملكة العربية السعودية منذ أن رفع رايتها عالياً الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - رحمه الله - أسسها على قيم أصيلة وثابتة انطلاقاً من الدين الإسلامي وقيمة الراسخة، بالإضافة إلى القيم العربية الأصيلة التي تأسست عليها المملكة، وهذه القيم تقوم بأساسها على خدمة المصالح العليا لأبناء المملكة العربية السعودية، والامة العربية، والأمة الإسلامية، وهذه الأسس التي تأسست عليها هي التي جنبت المملكة العربية السعودية الكثير من السلبيات التي مر بها المجتمع الدولي، لأن هذه القيم لم تقم إلا على خدمة المصالح وليس على الأيديولوجيات الحزبية أو الفئوية أو الطائفية أو المذهبية، التي حتما ستقود هذه الأيديولوجيات أي دولة إلى اتجاهات سلبية وبالتالي التحزبات غير المرغوبة في المجتمع الدولي. وكذلك التحزبات التي تؤدي إلى انقسامات داخلية. لذا فالقيم السامية والعليا التي تأسست عليها المملكة جعلتها تذهب في اتجاهات إيجابية وبناء على المستويات الداخلية، ما جعل المجتمع السعودي داخلياً مترابطاً ومتماسكاً. وهذا مكن القيادة الرشيدة للمملكة خلال تاريخها الطويل منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز وحتى عهدنا الحاضر بأن ترسم هذه السياسات اتجاهات إيجابية، وتستطيع التعامل مع جميع الدول في مختلف الأقاليم ومناطق العالم على أساس المصالح العليا للمملكة العربية السعودية بما يخدم المصالح العربية والإسلامية أيضا. وتلك الأسس العظيمة أخذت بها الرؤية الطموحة المملكة العربية السعودية (2030) التي اعتمدها مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو سيدي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الذي كلف من قبل القيادة الرشيدة بتنفيذها على أرض الواقع، ما مكنها أن تبنى على ذلك التاريخ الطويل لتصبح رائدة على المستويات الدولية وإن تكون فاعلا رئيسا في صناعة القرار السياسي على المستويات الدولية. ولذلك وجدنا الرياض عاصمة رئيسة في الإقليم وعلى المستويات الدولية وصناعة القرار، ووجدنا قادة العالم ورؤساءه يأتون إلى الرياض للتشاور وتبنى السياسات مع قيادة المملكة العربية السعودية انطلاقا من الحكمة والعقلانية والقرارات الرشيدة التي أثبتت فعاليتها على جميع المستويات الدولية ونجاحها وتمكنها بعد ذلك من تحقيق الأمن والسلم والاستقرار على جميع المستويات الدولية. الأمن والانفتاح المتوازن وجهان لعملة واحدة أ. نوال * العقيد تركي، كيف يمكن أن يجتمع الأمن والانفتاح في النموذج السعودي؟ o العقيد تركي شكرا لصحيفة «الرياض» على الدعوة المقدمة لرئاسة أمن الدولة للمشاركة بهذه الندوة، ونحن ممتنين جدا لكم كيف يجتمع الأمن والانفتاح؟ في ظني أن سياق السؤال يعطي إيحاء أن الأمن والانفتاح متناقضين، أو أنهما يعملان بالضد، بينما في الحقيقة الأمن والانفتاح وجهان لعملة واحدة، والدليل أني أجلس بينكم اليوم في الندوة، وشريك مع الصحافة والإعلام والاقتصاد وكل المجالات. الأمن لا يختلف مع الانفتاح ولا يتضاد معه في كل الجوانب، ولكن إذا أردت الإجابة عن السؤال بشكل أعمق، فمن المهم أن نتوقف عند مفردة الانفتاح. ماذا نقصد بالانفتاح في النموذج السعودي. هذه الكلمة كثيراً ما تتردد، الانفتاح الذي تعيشه المملكة هناك من يتناوله بشكل إيجابي وهناك من يتناوله بشكل سلبي، لكن الانفتاح من المنظور الصحيح عرفته الدولة واختزلته في كلمتين، وموجودة في الرؤية أيضا، مجتمع حيوي. الانفتاح الذي نعيشه اليوم في كافة جوانبه يتركز في هاتين المفردتين فنحن اليوم نعيش مجتمعا حيويا يحقق الرفاه والازدهار للمواطنين والرعايا الموجودين على هذه الأرض المباركة، ونحن في الأمن تحديدا نلعب دورا رئيسا جدا في هذه الرفاهية وهذا الازدهار من خلال شيء مهم جدا نمثله ونحققه في كوننا حماة للقيمة وبالفعل نحن اليوم في الأجهزة الأمنية وفي المنظومة الأمنية نحمي القيمة، والقيمة الأساسية التي نحميها هي الوطن واستقراره، نحن نؤمن في الأجهزة الأمنية إيمانا كاملا بأن هذه القيمة قيمة سامية ووجودية وسموها لدينا كمنظمة وكعناصر لم يأت من فراغ بل انطلق من توجه متأصل لدى القيادة الرشيدة - حفظها الله - لأنها قيمة عليا وليست عابرة ولعلي أتوقف عند شاهد على ذلك فالجميع يتذكر أثناء جائحة كورونا حين وجه سيدي خادم الحرمين الشريفين بأن تقدم الرعاية الصحية لجميع المخالفين لنظام العمل والإقامة، وأيضاً من لا تشملهم أهلية العلاج، هذا التوجيه يبرز لنا إيمان القيادة بالسقف الأعلى والجوهري لفكرة الأمن، والتي هي حياة الإنسان، ورغم صعوبة الجائحة وتحدياتها والحسابات الاقتصادية المرتبطة بها. كان الهاجس الأكبر لدى القيادة هو أن لا يشعر إنسان على هذه الأرض بالخوف وعدم الأمان، وهذا منطلق الأمن الذي تعيشه المملكة، والأمن يدعم جوانب الانفتاح اليوم وهو أكبر قوة دافعة لضمان الاستمرارية والاستدامة ليس في قطاع الأعمال فقط بل حتى في جوانب الحياة الأخرى، وهذا هو المبدأ الأساسي الذي تنطلق منه اليوم أغلب بل جميع الأجهزة الأمنية. أ. نوال د. مهند، كيف تتحول مكافحة التطرف إلى أداة قوة ناعمة؟ د. مهند أتوجه بالشكر إلى مؤسسة اليمامة الصحفية متمثلة بجريدة «الرياض» على دعوتها لنا اليوم والمشاركة في ندوة الرياض» التي تمتد إلى أكثر من 20 عاما. القومة الناعمة عندما نسمع هذه العبارة دائما يتبادر إلى أذهاننا ممتنع، وعكس هذه القوة الصلبة واذا تحدثنا عن القوة الصلبة سنتحدث دائما عن الأجهزة الأمنية ثم الإجراءات القانونية والتدخلات العسكرية. إذن سيتبادر إلى ذهننا الخطر بشكل عام والعمل الذي تقوم به الأجهزة الأمنية من تحييد للخطر وكشفه قبل وقوعه والقضاء عليه، وهذه الإجراءات مكلفة للدولة والأجهزة الأمنية والمجتمع بشكل عام. المملكة صانعة القرار السياسي كيف يمكن أن نمارس مكافحة التطرف كقوة ناعمة؟ من خلال تبني المجتمع بشكل كامل والاجهزة الامنية ايضا مكافحة التطرف بالحوار وبث ثقافة الاندماج المجتمعي، ومواجهة التهديدات والحوار الوطني والانفتاح على اطياف المجتمع كافة. إن الاجهزة الحكومية كافة تقدم ندوات ومؤتمرات فقبل اسبوعين كانت هناك ندوة كبرى أو مؤتمر دولي برعاية خادم الحرمين الشريفين في جامعة أم القرى وجميع الجامعات السعودية والمؤسسات الحكومية اقامت ندوات ومؤتمرات في إطار حراك فكري تعد من القوة الناعمة لدى المؤسسات المجتمعية في مواجهة ومكافحة التطرف. وفي السياق ذاته، وفي رئاسة أمن الدولة نصدر نموذجا ناجحا ومميزا في مكافحة التطرف من خلال مركز الاصلاح والتأهيل، وايضا أنشأت الرئاسة الادارة العامة لمكافحة التطرف، لسن سياسات وتشريعات بالشراكة مع جميع الاجهزة الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص في مواجهة الفكر المتطرف. مركز الاصلاح والتأهيل يمثل نموذجا رائدا في مواجهة الفكر المتطرف كقوة ناعمة من خلال الحوار والاقناع وكشف الشبهات ومواجهة الشبهات الدينية والعقدية التي تلتمس في أذهان بعض الشباب أو الأشخاص الذين اوقفوا في سجون المباحث العامة. المركز يقدم نموذجا من خلال ثلاث مراحل: المرحلة الاولى هي مرحلة المناصحة التي تتم داخل دور التوقيف حيث يتم تقديم برنامج أو ثلاثة مسارات هي: شرعي ونفسي واجتماعي فالمسار الشرعي يتولى كشف الشبهات الدينية ومواجهة الحجة بالحجة ومحاولة إيضاح جميع الشبهات العقدية التي تولدت في فكر الطرف الاخر ثم مرحلة التأهيل التي تتم داخل المركز «مركز الاصلاح والتأهيل» ويقوم المستفيدون بممارسة نموذج اشبه بما قبل الخروج وهي استراحات فيها أماكن اقامة جماعية ويتم من خلالها أخذ دروس ومحاضرات متعددة لتهيئة المستفيد في خروجه إلى المجتمع والاندماج معه ثم تأتي المرحلة الثالثة وهي مرحلة الرعاية اللاحقة. هذه المراحل المترابطة مع بعضها البعض تقدم نموذجا رائدا في مواجهة الفكر المتطرف. حظي المركز باشادات عالمية، وزار المركز خلال العام الماضي اكثر من 100 وفد اجنبي رفيع المستوى من ضمنهم وزراء ومسؤولون لأجهزة كبيرة. هذا يعكس الأدوار التي تقوم بها الرئاسة ويقوم بها المركز، وكذلك فإن الاشادات الدولية والزيارات من المنظمات الدولية تبين قدرة الدولة في تصدير نموذج يحتذى به من جميع دول العالم. أ. نوال * أ. سلمان، هل جودة الحياة مشروع داخلي فقط أم نافذة لتعريف العالم بالمملكة المعاصرة؟ أ. سلمان * أشكركم على الاستضافة، وأتشرف أن أكون هنا، بداية تعلمت من العقيد تركي كيف أفكك السؤال، لذا سأفكك السؤال، عندما نقول جودة الحياة ما المقصود بها؟ هل نقصد البرنامج الذي نعمل عليه كأحد برامج رؤية المملكة (2030)، أو نقصد مفهوم جودة الحياة الذي هو امتداد للتنمية الوطنية الشاملة والتي بدأت قبل (95) سنة، منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز. في عام (1970) في عهد الملك فيصل - طيب الله ثراه - بدأت الخطط التنموية الخمسية والتي استمرت لتسع دورات إلى أن ظهرت رؤية المملكة (2030) في الدورة العاشرة، فتزامن الرؤية في هذا التوقيت يؤصل ويؤكد أنها امتداد لتنمية شاملة لم تقف ولن تقف. برنامج جودة الحياة هو أحد هذه البرامج الذي جاء ليمكن خطة رؤية المملكة (2030) من الجانبين الاجتماعي والاقتصادي، فالبرنامج يتميز بأنه ينظر إلى محورية الإنسان في تقديم الخدمات، إلى جانب الخدمات الأساسية في الأمن والصحة والتعليم والخدمات التي لا يمكننا العمل من دونها والتي لها روابطها المتخصصة، وفي برنامج جودة الحياة نأتي بعد ذلك.. ولو نظرنا إلى استخدام المصطلحات المختلفة عما سبق فمصطلح جودة الحياة يستخدم بدل تنمية الأفراد أو رفاهية الأفراد، وهذا يدل على نضج تجربة المملكة.. فمشروع جودة الحياة يستهدف التنمية المحلية الوطنية الشاملة، جهود سعودية جبارة لاعتراف العديد من الدول بالدولة الفلسطينية ويركز بشكل كبير على الفرد واحتياجاته من الخدمات الأساسية كأحياء سكنية وأماكن جغرافية مطوّرة ومناسبة ولائقة، ووسائل الترفيه بتنوعها وتطورها، وكذلك إبراز ثقافته على نحو مجد اقتصادياً، وأيضاً ممارسة الرياضة والتي تنعكس على الفرد والمجتمع انعكاسات صحية وذات قيمة، وكل هذه الأمور تنتج فرصاً اقتصادية نسعى من خلالها إلى جلب الخارج، وكما ذكر العقيد تركي بأن كل من تطأ قدمه المملكة فإنه عميل استثماري لنا، لذا علينا الاهتمام به، سواء كان مواطناً أو مقيماً وافداً أو مقيماً مميزاً أو زائراً بفيزا سياحية، ونحن ننظر في تقديم الخدمات بعد سنين، والأساس في ذلك المواطن السعودي فهو الذي سيقوّم الاقتصاد ويمكّن هذه التنمية، لكن إذا كان للزائر من الخارج مساهمة في هذه التنمية فأهلاً به، لذا فمن مستهدفات رؤية (2030) أن تشكل السياحة (10 ٪) من الناتج المحلي الإجمالي، وهذا الرقم ليس بسيطاً بالنسبة لدولة في (2018) أطلقت التأشيرة السياحية بطموحات كبيرة، وقد بدأنا نرى الأرقام تتحقق على أرض الواقع بشكل أسرع، مما كنا نتخيله، ونحمد الله على أن الممكّنات موجودة ومدننا قابلة، والإنسان السعودي جاهز، والضيافة والترحاب في أصولنا وأسلوبنا كعرب، وكل ما فعلناه وجهنا هذا كله في الاستثمار الاقتصادي. أ. نوال * وشعار اليوم الوطني ال(95) عزز الجوانب الأصيلة في الإنسان السعودي رجلاً كان أو امرأة. * د. ماجد الشهري، اهتمام المملكة بالذكاء الاصطناعي ومخرجاته، كيف يضعها على الخارطة الدولية ويرسخ مكانتها في هذا المجال؟ د. ماجد * سؤال مهم جداً، يمكن أن نؤصل له ونعود قليلاً بالتاريخ نادراً في زياراتي للجهات الحكومية المختلفة في العالم أن يكون لها تاريخ مثل التاريخ الذي نملكه في المملكة العربية السعودية في الخدمات الرقمية وخدمات الذكاء الاصطناعي، فاليوم لدينا في (سدايا) متحف، وهذا نادراً ما نشاهده، ربما يرى ذلك في شركات (سيلكون فالي)، لكن حتى بعض الدول المتقدمة لا تملك تاريخاً في التحول الرقمي يتجاوز ال(20) أو (30) سنة، بينما المملكة العربية السعودية وهي تحتفل في يومها الوطني (95) يعود تاريخ تعاملها مع التحول الرقمي إلى عام (1979) أي ما يقارب (46) سنة، ومنذ ذلك الوقت أنشأت المملكة في وزارة الداخلية مركز المعلومات الوطني، والتي عبّرت عن رؤية ثاقبة لصانع القرار في ذلك الوقت، وكان وزير الخارجية حينها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله -، فكان قرار القيادة السعودية في وجوب استخدام التقنية في الخدمات الرقمية الحكومية، في ذلك الوقت تنبه المسؤولون أنه يجب أن يكون كل مواطن لديه سجلاً مدنياً، وهو ما نراه اليوم، فكل منا لديه الهوية الرقمية مكونة من عشر خانات، وقد لا يعلم أحدنا أن الكثير من الدول تفتقد لهذا الرقم، وحتى الدول الذي تملكه فإنها تملكه منذ سنوات معدودة، وأنا شخصياً ولدت وهذا الرقم موجود، وبهذا الرقم يمكن ربط كل الخدمات التي يستفيد منها المواطن كالخدمات الصحية والتعليمية والمالية والحكومية، وحتى خدمات الهاتف، وغيرها من التقنيات المربوطة بالسجل المدني، في حين توجد دول لا تملك هذه الرفاهية في البيانات المربوطة بنفسها.. هذه الأمور مكّنتنا أن نكون على الخارطة الدولية في الخدمات الحكومية، فالمملكة العربية السعودية كحكومة لديها اهتمام واسع جداً وتم إثباته في المؤشرات الدولية التي تقيس وضع المملكة وحالة الذكاء الاصطناعي فيها مقارنة بالدول الأخرى، وهذا ليس صادراً عن سدايا أو جهة أخرى في المملكة العربية السعودية، بل عن جهات مختصة بالذكاء الاصطناعي كجامعة ستارفورد التي وجدت أن المملكة في التمكين النسائي وفي مجال الذكاء الاصطناعي هي الأولى عالمياً، ووجدوا أن نمو الوظائف في الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية الثالثة عالمياً، وأن المملكة الثامنة على مستوى العالم في وعي المواطنين بأهمية الذكاء الاصطناعي وتحديداً من الناحية الإيجابية، فمثلاً هناك شركة (تورتوز) وهي شركة بريطانية لديها مؤشر عال للذكاء الاصنطاعي، وجدت أن الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي التي أطلقها سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - عام (2020) كانت الاستراتيجية الأفضل على مستوى العالم في الجانب الحكومي، وما زالت تقريباً على مدى ثلاث سنوات، كل هذه المؤشرات أتت من جهات خارجية اطلعت على ما يجري في المملكة العربية السعودية، ووافق أن هذه الأرقام تعكس فعلياً الريادة التي تقدمها المملكة العربية السعودية في التحول الرقمي وتحديداً في الذكاء الاصطناعي، هذا المركز المرموق انعكاس إيجابي لما ذكره الإخوة الذين تحدثوا عن الأمن وجودة الحياة والسياحة، إضافة إلى قطاعات أخرى.. فكل هذه المحاولات تمكّن اليوم بالذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية لتؤدي أعمالها - إن شاء الله - بالشكل المطلوب بما يخدم الوطن والمواطن ويحقق فائدة أمنية واقتصادية على المملكة العربية السعودية. رؤية 2030.. تعزيز للانتماء وإبراز للهوية أ. نوال * د. الجوهرة، كيف جسدت الراية السعودية رمزاً للوحدة الوطنية؟ وما انعكاسها الثقافي في الفعاليات الوطنية؟ د. الجوهرة: * أشكر صحيفة «الرياض» على هذه الندوة عن اليوم الوطني، وهي صحيفة قديرة ومرجعية كبيرة لنا كسعوديين وأشكركم على هذه الدعوة الكريمة، وسعيدة بلقاء هذه الكوكبة الكبيرة التي يشعر الإنسان أنه صغير أمامها.. ولا شك أنها منظومة بعضها من بعض. * تجسد الراية السعودية التي تحمل شهادة التوحيد والسلم رمزاً وطنياً عميقاً يعكس الوحدة الوطنية والدينية منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وقد مرّت بتطورات كبيرة من الدولة السعودية الأولى إلى الدولة السعودية الثانية إلى أن وصلت شكلها الأخيرة عام (1355ه). الراية وصلت إلى شكلها النهائي جامعة بين التوحيد والقوة والنماء لهذه البلاد، وفي شعبان (1444ه) أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - إعلان يوم العلم في (11) مارس من كل عام، ولا شك أن هذا الأمر الملكي له رؤية بعيدة المدى ويعزز الوعي المجتمعي ويربط تاريخ توحيد المملكة. رؤية (2030) تتجلى في الفعاليات، من خلال تعزيزها الانتماء الوطني وإبراز الهوية الثقافية في المناسبات المتعددة مثل اليوم الوطني ويوم العلم، وهو نموذج حي لتجسيد رؤية (2030) حيث تسهم الرؤية في تمكين المجتمع كافة وتحديداً إشراك الشباب والقطاع الخاص في فعاليات اليوم الوطني، مما يعزز لدينا المسؤولية المجتمعية ويربطنا بتراثنا، كما يدعم كل ذلك الابتكار والتراث من خلال دمج التقنيات الحديثة مع الحرف اليدوية، وكذلك يدعم الاقتصاد الإبداعي ويبرز الهوية الثقافية ويعزز الوحدة الوطنية.. ولا شك أن إقامة الفعاليات ورفع العلم السعودي فيها يذكر الجميع بوحدة الهدف تحت قيادتنا الحكيمة.. كما تسهم المبادرات مثل مبادرة السعودية الخضراء، ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر في دعم التنمية الاقتصادية لحماية البيئة، وتدمج هذه المبادرات من خلال هذه الفعاليات الوطنية، وذلك كمساهمة الصغار في غرس الأشجار في اليوم الوطني، فهذا يؤسس أجيالاً جديدة تستشعر أهمية الراية والفعل الوطني الذي تقوم به، خاصة أن أنظار العالم متوجهة إلينا للاستثمار والسياحة، وهذا كله عندما يطرح عن طريق وسائل التواصل أو غيرها.. فالتفاعل في الفعاليات الرسمية عبر رفع الراية في المدارس والقطاعات الحكومية والخاصة، إضافة إلى إقامة المسابقات والاحتفالات والأغاني والمسارح يُستمد من الراية السعودية ومعانيها الرمزية، ودمج التراث بالتقنيات الحديثة، وهذا كله يعكس مدى شمولية البلاد، إضافة إلى المجال الصناعي حين نرفع شعار صنع في السعودية، وندمجها مع الراية السعودية، كما أن دمج الراية السعودية في التقنية الحديثة يحقق توازناً بين الأصالة والطموح في المستقبل لتصبح مثالاً في تعزيز الهوية الوطنية. ريادة سعودية في التحول الرقمي أ. نوال * د. بسمة التويجري، كيف تقود المملكة تدفقات رؤوس الأموال في مشروعات كبرى داخلية وخارجية، ودور الصناديق السيادية لدى صندوق الاستثمارات العامة، في رسم مسار جديد لأسواق المال العالمية. د. بسمة * شكراً على الدعوة الكريمة في هذه المناسبة الوطنية الجميلة ونحن نحتفي اليوم بالوطن، وهو فرصة لتعداد الإنجازات وإبرازها للعالم. * رؤوس الأموال بعضها يتدفق داخلياً وبعضها يتدفق نحو استثمارات خارجية، بالنسبة لرؤوس الأموال الداخلية، لا يخفى على الكثير منا أن صندوق الاستثمارات العامة هو الذراع الاستثماري الأول أو الصندوق السيادي الأول في المملكة، ومن المعلومات عن هذا الصندوق أن صافي الأصول المدارة لصندوق الاستثمارات العامة وصل إلى (913) مليار دولار في نهاية (2024). وهذا الرقم ليس سهلاً أبداً، وهو بزيادة (19 ٪) عن السنة السابقة، والصندوق محافظ على عائد محفظي عن الحقوق الاستثمارية في المتوسط (7٫2) ويعد من العوائد الجيدة في عالم الاستثمار، ومن الأشياء الأخرى التي تتوجه لها الاستثمارات الداخلية هي سوق الملكية (سوق الأسهم)، ويعتبر السوق السعودي في المرتبة (12) على مستوى العالم من حيث القيمة السوقية والتي تصل ل (8٫9) تريليونات ريال، وهذه الإحصائية تمت في أغسطس (2025)، وملكية المستثمرين الأجانب المؤهلين في سوق الأسهم السعودي بلغت (323٫9) مليار ريال، ومتوسط قيمة التداول اليومي نحو أربعة مليارات، ومن يتابع الأيام الأخيرة من السوق يجد أن السيولة قليلة فيه وهذا التراجع نتيجة فصل الصيف وقلة المتداولين إضافة لعوامل أخرى، ومن الاستثمارات الداخلية أيضاً الاكتتابات العامة للشركات، والسوق السعودي نشيط جداً في هذا المجال، ففي الربع الأول لسنة (2025) كان هناك (13) اكتتاباً جديداً وقد أضافت للسوق (1٫9) مليار دولار، وكان يوجد من أول السنة أي النصف الأول للسنة (22) طرحاً جديداً للاكتتابات، وقد غذت السوق بقيمة (2٫9) مليار ريال، عندما نتكلم عن الأسواق لا نستطيع إهمال سوق مهم جداً وهو سوق الدين، سوق الصكوك والسندات، والمملكة العربية السعودية مهتمة جداً بهذا السوق، وهناك إصدارات كثيرة للسندات آخرها كان الأسبوع الماضي، حيث أصدرت حكومة المملكة إصداراً جديداً للسندات بقيمة (5٫5) مليارات دولار، وهناك أيضاً الائتمان الممنوح للشركات من قبل البنوك، وكما نعلم أن معظم الشركات تلجأ وتحصل على التمويل من البنوك المحلية، فهذا الائتمان متصاعد والبنوك تقوم بدور كبير جداً في هذا المجال، بالنسبة للمشروعات الكبرى التي تقوم بها المملكة ك (نيوم) وغيرها، كما أن هناك توجه للاستثمار في الترفيه الرقمي والألعاب الإلكترونية، بالإضافة إلى إطلاق شركة (هيومن)، والتي هي شات جي بي تي السعودية، وهو مما يدل على اهتمام المملكة العربية السعودية بالنواحي الرقمية والذكاء الاصطناعي. * وبالنسبة للشق الآخر للسؤال وهو: كيف تعيد الصناديق السيادية تشكيل أسواق المال العالمية. فإن ذلك يكون من خلال عدة أمور، كابتكار أدوات التمويل السيادي، وقلنا إن السعودية تقوم باستمرار بإصدار أوراق مالية جديدة، وتنويع مصادر الدين والتمويل، فالسعودية بالإضافة إلى السندات والصكوك أصدرت ما يسمى بالأوراق التجارية، وهذه أداة مالية جديدة، بالإضافة إلى شراكات جديدة تسعى المملكة إلى إنشائها مع الشركات العالمية، والتي تعد مصدراً لجلب رأس المال، وكذلك الريادة الإقليمية في أسواق الدين، فالسعودية قادت إصدارات السندات والصكوك في الخليج بقمية (47) أو (48) مليار ريال، فهذه الأمور كلها تعبر عن توجهات رؤوس الأموال سواء في الداخل أو الخارج. أ. نوال * د. إبراهيم النحاس، إذا كانت الطاقة هي لغة النفوس في القرن العشرين، فما اللغة التي تستخدمها المملكة العربية السعودية اليوم لتعزيز موقعها في النظام العالمي الجديد؟ د. إبراهيم * نعم، الطاقة في مرحلة معينة كانت هي المحرك الرئيس لمعظم السياسات الخارجية للمملكة العربية السعودية نظراً لتميز المملكة في تصورها الإنتاج العالمي سواء للتصدير الخارجي أو الاستهلاك الداخلي، وهذا العامل الذي تميزت به المملكة بالإضافة إلى عوامل أخرى أصبح يُزاحم في وقتنا الحاضر من قبل سياسات أخرى للمملكة وذلك نتيجة للبناء الكبير الذي بنيت عليه السياسة الخارجية السعودية منذ عهد الملك المؤسس وحتى وقتنا الحاضر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو سيدي الأمير محمد بن سلمان أضافت أبعاداً أخرى للسياسة الخارجية السعودية بالإضافة لعامل الطاقة، كالمتعلقة بصناعة السلام العالمي، وهذه السياسات أصبحت المملكة رائدة فيها على جميع المستويات الدولية، والذي جعل منها مكاناً مناسباً لعقد المفاوضات بين الدول المتصارعة سياسياً وعلى رأس هذه الدول تأتي الولاياتالمتحدة الأميركية وجمهورية روسيا الاتحادية، اللتين وجدتا في المملكة العربية السعودية وفي الرياض عاصمة مناسبة للالتقاء والتفاوض والتفاهم حول الخلافات السياسية وحلها، وبالتالي السياسة والدبلوماسية والسلام التي تميزت بها المملكة جعلها رائدة على المستويات الدولية، وهذا نابع بالطبع من الاتزان والحكمة والعقلانية والقرار الرشيد الذي تتخذه المملكة العربية السعودية ما جعلها رائدة في حل النزاعات الإقليمية والدولية وعلى رأسها تأتي القضية الفلسطينية، والذي مكّن المملكة من عقد مؤتمر دولي مع جمهورية فرنسا لحل الدولتين في نيويورك، ما ساهم من جعل القضية الفلسطينية أن تصبح قضية عالمية، كما مكّن دولاً أخرى من الاعتراف بالدولة الفلسطينية كدولة مستقلة، وهذا يحسب للمملكة العربية السعودية واتزانها في سياساتها الخارجية، مع اعتبار السلام عاملاً رئيساً في إدارة السياسة الخارجية السعودية وتفعيلها، كما يأتي بعد الطاقة وأهميتها توازن أسعار الطاقة الدولية والعالمية وحرص المملكة على ذلك، وحرصها على أن تستفيد من هذه الطاقة الدول المصدرة والدول المستهلكة بما يمكن من بناء اقتصاداتها، ويمكن الدول المصدرة من الاستفادة من العوائد المالية، وبالتالي نجدها تنتهج سياسة متزنة على جميع المستويات إلا أن صناعة السلام تأتي رمزية حقيقية في هذا الوقت. دمج الراية في التقنية يحقق توازناً بين الأصالة والطموح أ. نوال * العقيد تركي، كيف (يحفظ) الأمن المشروع السعودي كقوة إقليمية وعالمية؟ العقيد تركي * إذا تكلمنا عن الأمن وأبعاده، فهناك معادلة مهمة جداً، إذا تحققت لدينا القدرة العالية والاحترافية فالنتيجة ستكون استجابة ناجحة، ولله الحمد المعادلة هذه موجودة في المملكة ومتحققة، فدائماً هناك استجابة ناجحة، هذه المعادلة منحت العمل الأمني وأجهزته الثقة، سواء في البيئة المحلية للمجتمع السعودي وكذلك في البيئة الإقليمية والدولية، مرت المملكة بتحديات أمنية صعبة جداً، وعلى قدر هذه التحديات كانت استجابتنا عظيمة وخلاّقة، وفيها أبعاد إنسانية كثيرة، ودوماً ما كانت استجابة الأجهزة الأمنية في المملكة على خلاف ما هو معتاد في المجال الأمني التي تتركز فيه الاستجابة بالجوانب الميدانية فقط، المملكة في تجربتها الأمنية لم تكن استجابتها محصورة دوماً في الجانب الميداني، على سبيل المثال في مجال مكافحة الإرهاب، القصص التي مررنا فيها في رئاسة أمن الدولة، كان لدينا نموذج ريادي في المعالجة فعلى مستوى التشريعات مثلاً، الاستجابة التشريعية كانت جداً مميزة، ونحن من أوائل الدول في العالم التي امتلكت وشرّعت نظاماً خاصاً لمكافحة جرائم الإرهاب وتمويله، في حين أن بعض دول العالم الأول لا تمتلك نظاماً خاصاً لجرائم الإرهاب والتمويل، وهذا يعد فجوة وتحدياً لديها، وعندما نأتي للمجال الفكري، كما ذكر زميلي المقدم الدكتور مهند، فنحن ليس لدينا الأسبقية في المعالجة الفكرية على مستوى العالم فقط، بل نمتلك الريادة، فقد نكون الدولة الأولى على مستوى العالم التي خلقت ذراعاً فكرياً تنفيذياً أمنياً، فالكل عالج المشكلات الأمنية بإجراءات أمنية إلا في المملكة عملنا في خطين متوازيين عبر المعالجة الميدانية والمعالجة الفكرية، وأيضا ولدينا في المملكة كمثال المركز الوطني لأمن المسافرين، فهو مركز طوع القدرة التقنية والبيانات الضخمة بشكل مميز جداً لخدمة الأمن والوقاية في منع الكثير من حالات الاشتباه وضمان السلامة الجوية في المملكة والمنطقة، إضافة للتعزيزات التي وفرها في مجال تسهيلات السفر، وهذا النموذج منحنا بالضرورة التقدير والاحترام من دول العالم، وأصبح ينظر لنموذجنا كنموذج محترف ونموذج ريادي، واليوم نجد أن الأمن ومشكلاته وقضاياه معقدة ومتشابكة جداً، فمهما بلغت أي دولة من قدرات لن تواجه هذه القضايا المعقدة بشكل منفرد، وهنا برزت المملكة كشريك دولي يحظى بالتقدير والثقة، فعلى مستوى المنظمات الدولية لدينا عضوية كاملة في مجموعة العمل المالي (فاتف) من عام (2019) كأول دولة عربية انضمت بعضوية كاملة لها، ولدينا عضوية في منظمة الإيغمونت، كما أن الممثل الإقليمي لهذه المنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من المملكة، ومن الكفاءة الأمنية لرئاسة أمن الدولة، وفي عام (2017) قامت المملكة بعمل مميز جداً في جال مكافحة الإرهاب حيث ساهمت بإنشاء مركز دولي (مركز استهداف تمويل الإرهاب) ومقره الرياض، وتتولى رئاسته بالشراكة مع وزارة الخزانة الأميركية، وعضوية دول مجلس التعاون الخليجي. الأمن يقوم على مبادئ كما ذكرت كالتقدير، والثقة، والأدوار التي قدمتها المملكة ومبادئها في المعالجة وثباتها جعلها ليس فاعلاً سياسياً واقتصادياَ فحسب بل فاعلاً أمنياً وشريكاً يراهن عليه في تعزيز حالة السلم والأمن الدوليين على مستوى الدول كافة. المملكة الثالثة عالمياً في نمو وظائف الذكاء الاصطناعي أ. نوال * أ. سلمان الخطاف، كيف يعيد البرنامج تعريف مفهوم الرفاه في المنطقة العربية؟ أ. سلمان مفهوم الرفاه في المنطقة العربية، نحمد الله أن التأثير الذي نلمسه تأثير عالمي وليس على مستوى المنطقة العربية فقط فالممارسات التي تم اتخاذها في المملكة العربية السعودية للتنمية الشاملة بشكلها الحديث ونتكلم فيه عن جودة الحياة والتي بدأت بارادة سياسية حقيقية وحوكمة برؤية 2030 واضحة وشفافة والممكنات التنفيذية التي أتيحت لطالما كانت موجودة لكن الاتاحة لها بخطة واضحة وبارقام كما في رؤية 2030 كانت تجربة فريدة. لقد درسنا التجارب العالمية ولعل من أبرز التجارب التي رأينا فيها التحول الوطني كانت في 2001 في تجربة طوين بلير وعندما نطلع على تجربة طوني بلير أو تجربة سنغافورة أو ماليزيا وغيرها من التجارب التي حصل فيها تحول وطني شامل سوف نجد أنها تبدأ دائما بمحورين أو ثلاثة أو أربعة لأن بدايتها كانت وعودا انتخابية ولم تكن بارادة سياسية حقيقية لتنهض بالبلد كلها مرة واحدة فدائما تبدأ بوعود ومن ثم تحقيق عدد منها بينما في المملكة العربية السعودية فالقصة مختلفة فكل اهداف رؤية 2030 ال 96 من المستوى الثالث على الاهمية نفسها وعلى المستوى نفسه من الحوكمة وعلى المستوى نفسه من التنفيذ والمتابعة هذا ما جعل تجربتنا تختلف عن تجارب الاخرين بشكل كبير. أ. نوال * أ. ماجد، حدثنا عن مساهمة المملكة في صياغة الأجندة الدولية للذكاء الاصطناعي من خلال إطلاق المبادرات مثل ميثاق الرياض وإنشاء مركز (آي كير) المعتمد من اليونسكو ومشاركتها في المحافل العالمية الكبرى. أ. ماجد بالتأكيد خلال السنوات الماضية ومنذ إنشاء سدايا عام 2019م في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، كانت هناك تحركات داخلية في المملكة العربية السعودية بدعم وتمكين من القيادة كي تصنع المملكة أجندة الذكاء الاصطناعي ليس على المستوى المحلي وعلى مستوى المنطقة فحسب بل على المستوى العالمي، ولعل أهم أداة قدمتها (سدايا) للعالم هي القمة العالمية للذكاء الاصطناعي وكانت النسخة الأولى منها عام 2020م تحت رعاية سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان. وأتذكر في تلك القمة في سبتمبر حيث ما تزال تداعيات جائحة كورونا فكان هناك تحديد للاشخاص المجتمعين في مكان واحد فكان عدد الحضور في تلك القمة بضعة مئات فلا يجتمع أكثر من 50 شخصا في القاعة بحكم التنظيمات في ذلك الوقت وحينا كنا نعرف العالم ونعرف أنفسنا بالذكاء الاصطناعي فكنا نصوغ الذكاء الاصطناعي وكانت هناك مبادرات عالمية مختلفة مع شركات ومنظمات غير ربحية واتذكر جلسة مع الأممالمتحدة لمناقشة إنشاء مركز يعنى بالذكاء الاصطناعي على مستوى العالم وكانت هناك محادثات مع منظومة ITU وهي منظومة مهتمة بالاتصالات على المستوى العالمي عن الذكاء الاصطناعي على مستوى الدول وكيف يمكن الذكاء الاصطناعي للجميع كان هناك عدة نقاشات حينها ثم اجتمعنا في النسخة الثانية لهذه القمة وأيضا برعاية كريمة من سمو سيدي في عام 2022م ووجدنا تحقيقا لكثير من الوعود التي قدمتها المملكة وتم مشاركتها مع الحضور من دول عديدة وممثلين عن الجامعات والشركات المنظمات الحكومية وغير الربحية وفي النسخة الثالثة لهذه القمة عام 2024 كان هناك 25 إعلانا دوليا وبعض هذه الإعلانات لم تكن من المملكة بل من جهات دولية تأتي إلى المملكة لتعلن مستقبل الذكاء الاصطناعي من أرض قاعة الملك عبدالعزيز للمؤتمرات على سبيل المثال كان هناك إعلان من سدايا والمملكة العربية السعودية ومنظمة اليونسكو بشأن إنشاء المركز الذي ذكرتيه قبل قليل وهو (أي كير) وهو مركز دولي للابحاث الاستراتيجية لاخلاقيات الذكاء الاصطناعي وهو المركز الوحيد الذي يعنى باخلاقيات الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم. ففي الرياض نرسم للعالم خريطة مهمة جدا لاخلاقيات الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم وهناك ميثاق الرياض الذي تم توقيعه من قبل 40 دولة كانت موجودة في المملكة العربية السعودية للمشاركة في القمة. وكانت عبر شراكة ما بين سدايا والاييسكو لتصوغ مستقبل الذكاء الاصطناعي أخلاقيات وتبين المجالات التي يجب أن تنتبه لها الدول في صناعة هذه التقنيات حول العالم وتحديدا في دولهم لقد كانت هناك العديد من الشراكات والعديد من الإعلانات وكانت أرض المملكة العربية السعودية التي جمعت كل هؤلاء المسؤولين من الدول والشركات واللغات المختلفة في مدينة الرياض. مركز الإصلاح والتأهيل نموذجاً رائداً في مواجهة الفكر المتطرف أ. نوال د. الجوهرة، كيف تطورت السردية الوطنية من رمزية الراية إلى رؤية 2030؟ حتى تمثل إطارا استراتيجيا لتحقيق التنمية المستدامة ومواجهة تحديات العولمة. د. الجوهرة الراية السعودية كانت وما زالت الأساس في بناء الهوية السعودية الوطنية وتعزيز الانتماء رؤية 2030 قامت بتحول كبير ونوعي في السردية الوطنية تجاوزت الرمزية إلى خطط عمل مدروسة وفق أهداف الرؤية في تحقيق جودة الحياة لمجتمع حيوي واقتصاد مزدهر وتقليل الاعتماد على النفط وتمكين القطاع الخاص من خلال السياحة والتكنولوجيا والطاقة، والبنية التحتية وجذب الاستثمارات الأجنبية. تلعب رؤية 2030 دورا محوريا رئيسا في مواجهة تحديات العولمة والتنمية المستدامة من خلال عدة محاور منها التنويع الاقتصادي وحماية البيئة وتعزيز الشمولية والعدالة الاجتماعية من خلال تمكين المرأة وتمثيل الشباب لأدوار أكبر والحفاظ على الهوية الوطنية الثقافية وقد أشار العقيد تركي إلى الانفتاح والمقصود به وخير من أدار الانفتاح بشكل متوازن هي المملكة العربية السعودية إلى جانب المحافظات على قيمها وتراثها ومبادئها ومواطنتها واصالتها اضافة إلى أن انفتاحها كان برتم سريع وعال وموسع ولكنه كان متزنا جدا اذا قرأناه قراءة اجتماعية متأنية فقد كان انفتاحا متوازنا ومحققا لاهدافه على أعلى المستويات وفي الحقيقة أرى عجزا في إجاباتي لأنني أتحدث عن المملكة وتاريخها. قامت رؤية 2030 بمواجهة العولمة بشكل مدروس من خلال المحاور الاستراتيجية والتي منها التنمية المستدامة والعادات الاجتماعية والتحول الرقمي والحوكمة. وأيضا لعبت دورا على المستوى الدولي للمملكة من خلال العلاقات الدولية وقد تطرق لذلك الدكتور النحاس. واختم بالقول إن الرؤية حافظت تماما على الهوية الثقافية السعودية، محققة كل اهدافها في هذا الانفتاح من خلال تفعيل الرؤية ونقل المملكة من صورة إلى صورة متطورة مع الحفاظ على كل الهدوء فيها فاعتقد انه نموذج يحتذى به في الانتقال من مرحلة إلى مرحلة. أ. نوال د. بسمة التويجري، كيف ترين تحفيز القطاع الخاص السعودي ليكون شريكا رئيسا في الاقتصادي الوطني مع التركيز على نمو الشركات الناشئة وتمكين المرأة والشباب في سوق الاعمال وبناء بيئة أعمال تنافسية. د. بسمة سؤالك مهم جدا، الحكومة السعودية ولفترة طويلة قامت بدور رعوي حيث تقدم الخدمات لجميع المواطنين لكن مع تزايد أعداد السكان ومع تشعب الخدمات كان لا بد من أن يكون للقطاع الخاص دورا وركزت رؤية 2030م على هذا الموضوع وقالت إن القطاع الخاص يجب أن يكون له دور في الناتج المحلي الاجمالي لا يقل عن 65 ٪ وقد ساهم القطاع الخاص حتى الآن ووفق احصائية العام 2024م بنسبة 41 ٪ أي أننا لسنا بعيدين عن المستهدف 65 ٪ وما زال أمامنا عدة سنوات على الوصول لعام 2030م. فلا شك أن القطاع الخاص يلعب دورا كبيرا في الاقتصاد لكن كيف تحفز القطاع الخاص ونجعله يلعب دورا فاعلا في الواقع حصلت مشاريع الخصخصة حيث أسند لهذا القطاع أدوارا كبيرة لتقديم خدمات كثيرة وبالتالي استفاد القطاع الخاص من عملية الخصخصة وقيامه بهذا الدور وتأدية الخدمات لدينا اكثر من 200 فرصة خصخصة في القطاعات مثل التعليم والمياه والنقل والطاقة وغيرها من المجالات. بالنسبة للشركات الناشئة كان في السابق كل خريجي الجامعات يبحثون عن وظيفة حكومية لاعتقداهم أنها الامان والحل الافضل لكن مع زيادة دور ريادة الاعمال ووعي الشباب بان ريادة الاعمال عامل مهم جدا يسهم في تعزيز الاقتصاد ظهر الكثير من الشركات الناشئة وظهر مفهوم ريادة الاعمال كمفهوم حيوي ويعتمد عليه الشباب كثيرا في حياتهم. نجاحات باهرة وطموحات واعدة عدد الشركات الناشئة لدينا في المملكة يصل لاكثر من 1600 شركة ناشئة نشطة في السوق السعودي حسب احصائيات عام 2024م معظمها في التقنية المالية والتجارة الالكترونية والصحة الرقمية وهذه كلها تصب لدى (سدايا) كما ظهرت بعض المسرعات وحاضنات الاعمال فاغلب المشروعات في السابق كانت تفشل لاسباب بسيطة فلا يوجد من يعطي المشورة لانجاح تلك المشروعات لذلك فان المسرعات وحاضنات الاعمال قامت بهذا الدور ما انعكس على نجاح المشروعات وتقليل نسبة فشلها اما تمكين المرأة وما اداركم ما تمكين المرأة؟ فنحن فخورين كثيرا بسمو ولي العهد والحكومة الرشيدة لانها اعطت النساء فرصة جديدة من التمكين سواء في العمل الحكومي او في القطاع الخاص فظهرت الكثير من القيادات النسائية وزادت نسبة مساهمة المرأة من 17 ٪ في 2016 إلى 35،5 ٪ في نهاية 2024 وبذلك تجاوزنا مستهدف الرؤية البالغ 30 ٪. فالمرأة لها مساهمات كبيرة فرائدات الاعمال وهن السيدات اللاتي لديهن مشاريعهن الخاصة يشكلن 45 ٪ من المشروعات الموجودة في المملكة. بالنسبة لتمكين الشباب وحسب آخر إحصائية فان 63 ٪ من سكان المملكة اقل من 35 سنة وطبعا يشكل هذا عبئا كبيرا في التدريب والتأهيل والتعليم حتى تصل هذه الشريحة المهمة من الشباب إلى اهدافها وتحقيق عائد اقتصادي. واما موضوع الابتكار والتقنية فهناك توجه كبير في هذا المجال خاصة في المشاريع الشبابية واغلبهم متجه إلى شركات تقنية. أما عن التنافسية فان الاصلاحات التنظيمية الكبيرة التي حصلت سواء على مستوى ريادة الاعمال او مستوى الخصخصة وغيرها فمثلا يمكن للشخص اصدار السجل التجاري باقل من 24 ٪ ساعة وهذه واحدة من المزايا التي تحفز الشباب وهناك جذب للاستثمارات الاجنبية حيث ارتفعت إلى نحو 13،5 مليار دولار في 2023م والمستهدف هو 100 مليار فنحن بعيدين عن المستهدف لكن - إن شاء الله - سوف يتحقق هذا المستهدف. إذن المملكة تقود تحولا جذريا عن طريق تحفيز القطاع الخاص بكل المعطيات التي ذكرناها. أ. هاني وفا بالتأكيد هذه الندوة مختلفة كونها تختص باليوم الوطني، وقد سمعت كلاما جميلا من الأساتذة الكرام. لكن عملية الربط بين الراية والرؤية الواضح من عنوان الندوة (المملكة راية ورؤية) ونحن في الذكرى 95 كيف نستطيع قراءة بناء بلد في هذه المدة والتي لا تمثل شيئا في تاريخ الأمم ولكننا في 95 عاما هذه أصبح لدينا وطن مختلف من جميع النواحي وطن أصبح يشار إليه لأنه علامة بارزة في المجتمع العالمي فقراره تجاوز المحلية والاقليمية إلى العالمية وهذا ليس من المبالغات، بل مما نراه واقعا في كثير من الأمور ولكن كيف نستطيع الربط بين الراية والرؤية عبر تلك السنوات التي مرت على تأسيس المملكة إلى وقتنا الحالي؟ وكيف يمكننا رواية هذه القصة للأجيال القادمة عن بدايات بلدنا الصعبة في ظروف سياسية واجتماعية معقدة. ولكن الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - قام بعمل مازال قائما حتى الآن ألا وهو توحيد المملكة، فأنا أراه شخصيا أهم مشروع توحيدي ليس في العالم العربي وإنما في العالم بأن تجمع هذا الوطن بأطرافه المترامية تحت راية واحدة كيف يمكن أن ننقل للأجيال القادمة هذه الصورة وهي بأننا كنا تحت راية ومازلنا تحتها ولكن انظروا إلى أين وصلنا؟ د. إبراهيم الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - عندما أسس هذه الدولة نعم كانت دولة بسيطة على جميع المستويات ونتحدث عن التحديات العظيمة التي كانت في المنطقة فيما يتعلق بوجود القوى العظمى في جوار المملكة فكانت التحديات كبيرة جدا. الملك عبدالعزيز عندما أسس هذه الدولة كان همه الرئيس بناءها داخليا وخارجيا وأن تملك قرارها السيادي كاملا فبحكمة القيادة وبرؤية رشيدة تمكن من أن يتعامل مع الجوار الاقليمي على أساس المصالح المشتركة التي تربط هذه الدولة الناشئة بالمصالح الدولية العظمى وبرؤية ثاقبة للتوازنات الدولية لاي الاتجاهات التي سوف يذهب لها هل هي الاتجاهات الشرقية أو الغربية في ذلك الوقت وايضا الصراعات الدولية وكيفيك التعامل معها وفي التوقيت نفسه كان هم الملك عبدالعزيز أيضا تنمية الدولة المترامية الأطراف التي كانت تفتقد لجميع مصادر التنمية الداخلية وللموارد التي تمكنه من بنائها وبالتالي برسم الاستراتيجيات الخارجية وبحسن ادارة العلاقات الدولية مع القوى الرائدة على المستويات الدولية تمكن بذكاء كبير جدا وبتوفيق من الله عز وجل وبحكمة وعقلانية وقرار رشيد من أن يبنى ويؤسس لعلاقات متقدمة جدا مع القوة الأولى في المجتمع الدولي وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية هي تلك القوة الصاعدة في ذلك الوقت وعن طريق هذه العلاقات المتقدمة استطاع جذب الاستثمارات المتقدمة للمملكة العربية السعودية فيما يتعلق بالتعليم والصحة والبنية التحتية فاستطاع بتلك الرؤية من بناء الأسس الرئيسة التي قامت عليها المملكة وينمي المجتمع لينتقل بعد ذلك من دولة بسيطة إلى دولة متقدمة جدا لتعلن رؤيتها 2030 في وقتنا الحاضر بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي الأمير محمد بن سلمان وبالتالي تسعة عقود من البناء المتصل والمتواصل الذي عملت عليه القيادات الرشيدة للمملكة رحمة الله على من ذهب منهم وحفظ الله من هو موجود وفيما يتعلق بالتنمية الداخلية وصلنا إلى مستويات متقدمة لنكون من الدول الرائدة ومن ضمن مجموعة العشرين وفي المجالات الدولية اصبحت المملكة من الدول الأولى في المجتمعات الدولية بتعدد علاقاتها الثنائية وبريادتها في قيادة المجتمع الدولي والتأثير به على جميع المستويات هذه المكانة الكبيرة والصفوف الاولى التي وصلت لها المملكة تثبتها الأرقام والحقائق والريادة الدولية التي مكنتها من أن تكون المحطة الأولى في الزيارات الخارجية لرئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية وفي ذلك إعلان للمجتمع الدولي بأن المملكة استطاعت أن تتقدم على جميع المستويات وأيضا بأن يبحث عن فرص متقدمة للاقتصاديات الأميركية والذكاء الاصطناعي والذي سوف تصبح المملكة دولة رائدة ومؤثرة في المجتمعات الدولية. وبالتالي الراية التي رفعها الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - لتكون هذه المملكة دولة أولى على جميع المستويات الدولية وصلت إليها بفضل السياسات الحكيمة التي تبناها والتي ثبت عليها أبناؤه الملوك حتى وقتنا الحاضر، والآن حفيد الملك عبدالعزيز الأمير محمد بن سلمان يسير على ذلك النهج فهذا الثبات مكن هذه المملكة من أن تكون دولة رائدة ومؤثرة وعظيمة على جميع المستويات الدولية. زيادة نسبة إسهام المرأة من 17 ٪ في 2016 إلى 35،5 ٪ في 2024 العقيد تركي - مداخلة * أود التوقف عن الإشارة الجميلة جدا من سعادة رئيس التحرير، طالما نتكلم عن راية فلنعد إلى لحظتها الأولى، الملك عبدالعزيز قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية كان له موقف سياسي عظيم لا بد أن تعرفه الأجيال الحالية. وأن يكون مدخلا للدراسات السياسية من وجهة نظري، بصيرة سياسية عظيمة يوم أن قرر أن يكون في الصف الآخر والطرف الآخر في الحرب العالمية، هذا الكلام مضى عليه فترة طويلة وهذا الموقف ينم عن بصيرة سياسية عظيمة استطاعت أن تستبصر الموقف السياسي والتفاعلات غير المنضبطة والمرعبة جدا في الحرب العالمية الثانية وأيضا المبدأ السياسي الذي تكرسه الراية السعودية. حيث ختم البيان بكلمة وعبارة عظيمة جدا (باستثناء الأماكن المقدسة) فهي لا تحارب ولا تحارب. فمن سبق الملك عبدالعزيز إلى هذا المبدأ السياسي في ظني أنه لم يسبقه أحد في منع استخدام المقدسات واستخدام اسم الله في إيذاء البشرية وفي الأزمات، نجد أيضا الراية حاضرة في تجليات عدة في عهد حكومة الملك سعود والملك فيصل والملك خالد وبقية الملوك - رحمهم الله جميعا - ففي كل تلك المواقف ثبتت فيها الراية وثبت فيها صدق مواقف المملكة. وحتى عهدنا الحالي ومن تلك المواقف التي اتخذتها المملكة في عاصفة الحزم وإعادة الأمل أيدت بقرارات دولية فرايتنا تعكس بالفعل قيم حقيقية، وأتوقع حتى في الاقتصاد وحتى في السياسة وهذا قدرنا وما زلنا لا نعيش حالة مترفة، البيئة المحيطة بالمملكة بيئة ملتهبة جدا وما إن تنطفئ نار حتى تندلع أخرى أكثر ضراوة، ومع ذلك نجد مواقف المملكة السياسية ومنطلقاتها مبنية على مبدأ وهذا انعكس على المبادئ الاقتصادية، حيث حققنا مراكز مرموقة وفي مجال الذكاء الاصطناعي أصبحنا وجهة موثوقة للعالم وكذلك في السياسة. د. ماجد * استوقفتني هاتين الكلمتين (راية ورؤية)، فعلا وجدت أن من أجمل ما قدمته الحكومة في المملكة العربية السعودية حتى أن كل واحد في داخل المملكة أو خارجها يرغب في العمل والشراكة مع المملكة العربية السعودية وذلك لوضوح الرؤية والتي أعلن عنها منذ تسع سنوات تقريباً فمنذ إطلاق الرؤية وحتى (2030) يستطيع كل واحد على هذه الأرض أن يعرف التوجه الاقتصادي والسياحي وقد يكون الأمني والسياسي للمملكة، بناء على حقائق و(كي دي آيس) معلنة، يستطيع أي شخص في المملكة أن يحصل على المعولمات من مصدرها الموثوق. ولدينا في المملكة سياسات تدعم حرية المعرفة وحرية البيانات. هذه السياسة باختصار تسمح لكل شخص أن يبحث البيانات المفتوحة في المملكة من أي قطاع ومن أي وزارة ومن أي جهة حيث يطلبها أن لم تكن معلنة فتقوم بدراسة هذه البيانات وطلبها وتوظيفها ووضعها في منصة البيانات المفتوحة التي يوجد فيها اكثر من 12 ألف مجموعة بيانات. كل هذا الوضوح والرؤية الثاقبة من المسؤولين عن رؤية السعودية (2030) وعلى رأسهم سمو سيدي، سينعكس إيجابا على المستقبل الاقتصادي. سمعنا اليوم نتائج الامن ونتائج الاقتصاد، وغيرها، كل هذه النتائج جاءت بناء على عمل مؤسسي. فكلنا اليوم في المملكة نعمل كفريق واحد سواء في القطاع الحكومي او القطاع الخاص او القطاع الثالث، كل هذه المجالات لم تستطع الوصول لهذا التناغم إلا بوجود راية واحدة ورؤية ثاقبة تجمعنا، أنا أعتقد أن هذا سيستمر إن شاء الله للأجيال القادمة. * خالد الربيش اسمح لي أستاذ سلمان، كثير من المجالات لم تكن قبل الرؤية مثل ما هي بعد الرؤية فالثقافة والترفيه والسياحة، وحتى الرياضة التي حظيت باهتمام كبير وكذلك الثقافة سيكون لها منتدى كبيرا في نهاية هذا الشهر لأول مرة وربما على مستوى العالم وهو إسهام اقتصادي واستدامة للثقافة من خلال توفير مصادر اقتصادية، عندما نأتي لجودة الحياة فبتأكيد هي تشمل كل واحدة من هذه البرامج، لكن البعض ينظر إلى جودة الحياة على أنها أمر مكمل وليس أساسيا في الحياة، لذا هنا سؤال يطرح، لماذا لا تشعر الناس بمخرجات واهمية جودة الحياة، وإلى أي درجة يمكن أن يسهم هذا البرنامج في تعزيز الانتماء الوطني للسعودية؟ السؤال الثاني للدكتور ماجد، لا شك أن المملكة وصلت اليوم إلى مرحلة متقدمة جدا وضخمة جدا في (AI) وما هذه المؤتمرات التي تقام والمنظمات التي تنقل مقراتها للرياض إلا دليل على ذلك، كيف يمكن المواءمة بين هذا التقدم السريع وبين إرثنا وتراثنا الوطني خصوصا أن نسبة كبيرة من المستخدمين لها من الشباب والمراهقين؟ وكيف يمكن جذبهم إلى قيمنا الأصيلة خصوصا والندوة اليوم عن اليوم الوطني. * سلمان بخصوص نقطتك الأولى، فعلا قطاعات كثيرة قبل رؤية المملكة (2030) لم تكن عليها كما هي اليوم، والذي يقرأ خطة جودة الحية كبرنامج أول ما أطلق، سيجد أن خطة البرنامج جاءت لتحوكم وتبنى القطاعات بعضها أنشأتها من العدم وبعضها كان ناشئا وموجودا ويدار بطريقة ما، وهنا أبين كيف نبني قطاعا في خمس نقاط أساسية تعلمناها من الممارسة، أولا: الإجراءات الهيكلية، إنشاء كيان حكومي يختص بالقطاع الفلاني، ولنأخذ الثقافة مثلا، أسست الوزارة ووضعت استراتيجية وطنية، وانشئت الهياكل الإدارية والجهات التابعة ومنظومة الثقافة كلها بالشكل الجديد، ثانيا: كيف يمارس القطاع الخاص أعماله في هذا القطاع، مع وجود كيان مرخص لا بد من معرفة دوره وتسهيل عمل القطاع الخاص. ثالثا: التمويل، فالقطاعات الجديدة التي ليس لها تاريخ حين تذهب إلى البنك فإنه لا يمولها إلا إذا أثبت أن دراسة الجدوى منطقية، فنحتاج إلى إنشاء صناديق، لذا أنشأنا صندوق التنمية الثقافي وصندوق التنمية السياحي وصندوق للترفيه، ثم نأتي للكفاءات البشرية: هل لدينا الكفاءات البشرية للازمة لتفعيل قطاع ثقافي ضخم في المملكة فيه ثقافة وفنون وترفيه وسينما وموسيقى وعلوم آثار، فأنشأنا برامج الابتعاث لليونسكو وحصلوا على شهادات احترافية، إضافة إلى برامج في جامعات مرموقة في هذه الاختصاصات، واستفدنا من علاقتنا مع فرنسا في العلا في تجهيز الكفاءات البشرية اللازمة. «جودة الحياة» يستهدف التنمية المحلية الوطنية الشاملة ثم المتابعة والتمكين: وهذا ما تقوم اليوم به، فيوجد اليوم منظومة ثقافة متكاملة لا يحتاجون إلى جودة الحياة بل يستمرون في تنمية القطاع، حيث أسس كل ما يحتاج إلى تأٍسيس، ودورنا اليوم المتابعة والتمكين في بعض المبادرات النوعية التي سوف تحدث فارقا هنا وهناك، او كان التركيز على منطقة الرياض وكيف نخرج منها، نحتاج إلى القليل من التمويل او مبادرات لم تكن موجودة في الخطة كيف نتفاعل معها، والتفاعل هو الذي يقودني إلى جودة الحياة، ولماذا لا تتفاعل الناس بشكل كامل، ما صار في الثقافة حصل في الترفيه والسياحة والرياضة، الا ان الرياض لم تبدأ من الصفر بل كان هناك إعادة هيكلة لها حيث كانت هيئة ثم أصبحت وزارة. أما لماذا لا تتفاعل الناس ولا تشعر بجودة حياتها بالشكل الكافي، الناس يشعرون بالأمن وعندنا مؤشرات مع زملائنا في الأجهزة الأمنية، حيث وصلت نسبة الثقة بالأجهزة الأمنية أكثر من (99 %)، وهناك مؤشرات دولية عن الشعور في مدننا بالأمن اثناء السير ليلا وحصلنا فيها على تقييم عال جدا، وهذه المؤشرات تستهدف الأجانب والنساء بشكل خاص والحمد لله ارقامنا في مستوى الامن ممتازة جدا، لكن مفهوم جودة الحياة ليتحقق بالشكل الأمثل، اعتقد انها قناعة ذاتية، ونحن بحاجة إلى أدوات إعلامية كثيرة من اجل ان نسمع من الجمهور بشكل كبير حيث نطلق كل شهر او شهرين حملة واحيانا الحملات تتزامن مع بعض، نحن يهمنا صوت الشارع جدا وان نسمع المواطن وما الذي يقلقه حتى نقوم بمبادرات تعالج ذلك، والا فإن جميع المنظومات تعمل بالشكل الأمثل. ملامسة الاحتياجات في حياة الناس هي التي تحدث فارقا، والحمد لله الأساس موجود. وبدأت تظهر البرامج المختصة بالتعليم والصحة إلى جانب الترفيه وبإذن الله التحول فيها ضخم لكنه بحاجة إلى الوقت، واليوم نسمع من الناس عن مشكلة الزحام في الرياض، لاحظوا حتى شكاوانا باتت الرفاهية سمة لها، وهذا يدل على تحقيقنا لنسبة كبيرة في جودة الحياة. طبعا الرحلة لا تنتهي ودائما الانسان كلما اعطيته أكثر يريد المزيد وهذه الطبيعة البشرية، نسعى ونطمح للأفضل وقد تعلمنا من قادتنا هذا الشيء، فكثير من المستهدفات ذات ارقام عالية لأننا لو وضعنا أرقاما بسيطة سيكون تخاذلا. يبقى الدور الإعلامي والذي من خلالها يتم إيصال الرسائل الاتصالية بالشكل المناسب والسماع من الجمهور بالشكل المناسب وكيف يدار هذا التفاعل، وهذا ما نحاول تكثيف العمل فيه، وهذا ما من شأنه زيادة الانتماء الوطني وسيزيد من خلق الوظائف. فاليوم منظومة جودة الحياة من ثقافة ورياضة وترفيه وسياحة. فهذه القطاعات مجتمعة عندما بدأ البرنامج عام (2018) كان حجمه اقتصاديا لا يتجاوز (2) مليار ريال، بينما تجاوزنا اليوم (21) مليار في اقل من عشر سنوات. هذا يعني أن القطاع الخاص ضخ أموالا ضخمة كاستثمار لك ان تتخيل ان (21) مليار كم وظيفة خلقت. فأعتقد ان هذه القطاعات فيها وظائف كثيرة جدا وفيها اقتصاديات وفيها أموال. د. ماجد * كان السؤال عن المواءمة بين الإرث والقيم الأصيلة وبين التقدم التقني الحاصل، نحن في سدايا عن نشأتها كان هناك ثلاث أذرع، ذراع ابتكاري وهو معني بالأمور التقنية الحديثة والحول الحديثة واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطويعها لخدمة المواطن والوطن، وهناك ذراع تشغيلي وهو معني باستضافة البيانات ومراكز البيانات وتطوير المنصات الوطنية ك (توكلنا - احسان) وغيرها. والذراع الثالث وهو مهم جدا لكن لا يشار له باستمرار وهو الذراع الخاص بالأنظمة والسياسات وحماية البيانات وغيرها من الأمور التي ترتبط بشكل مباشر وغير مباشر بالإرث والقيم الموجودة في المجتمع. كنا من أوائل الدول حين أطلقنا وثيقة خاصة بأخلاقيات البيانات او اخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وتعني ان كل حلول الذكاء الاصطناعي يجب ان تكون متميزة بالشفافية والمسؤولية وعدم التحيز وبكل الاخلاقيات المعتمدة لبناء نظام ذكاء اصطناعي موثوق ومن الأمثلة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي تطبيق علام ان نموذج علام، وعملنا على هذا النموذج وكنا من أوائل دول المنطقة بعد ثورة الشركات المختصة في الولاياتالمتحدة. فأطلقنا نموذج علام كنموذج سريع يحاكي في الأساس قيمنا وكل ما هو سيادي لدينا في الوطن مما يرتبط بالدين والشريعة واللغة المفاهيم والقيم كان لدينا فريق من الخبراء إضافة إلى الفريق التقني كانت تخصصاتهم في العلوم الإنسانية (الشريعة – الفقه – التفسير اللغة العربية واللغات المختلفة وعلماء السياسية والاجتماع والاقتصاد) ودورهم التأكد من تنفيذ هذه القيم في الإجابات المباشرة من علام، كنا نستطيع ان نطلق علام للمواطنين من الشهر الأول لكن جلسنا اكثر من عام نراجع ونتأكد من وجود هذه القيم وتغطيتها على كل النواحي والاقسام بحيث يجيب عنها بشكل لا يضر بالمجتمع او الشخص الذي يبحث عن إجابة سليمة. وقد رأينا في بعض الدول عدم الاهتمام بالقيم وإطلاق بعجالة لهذه التطبيقات مما أحدث نتائج سلبية اثرت على المستخدمين الأوائل لهذه الحلول وتأثرت الشركات التي استخدمت وقيمت هذه الحلول، ونحن في المملكة وتحديدا في سدايا نراعي الجانب الابتكاري والرغبة في الخروج، وفي الوقت نفسه الحكمة في عدم الخروج حتى بعد التأكد من تمكين هذا الحل من قيمنا التي نعتقدها في المملكة العربية السعودية. * عبدالله الحسني أنا سعيد جدا بهذه الندوة النوعية المختلفة، وأتفق مع سعادة رئيس التحرير عندما أثنى على المشاركين والجهات المتنوعة التي ينتسبون لها، ولأول مرة امن الدولة والمباحث يشاركان في الندوة، في مغايرة للصورة النمطية عن جهة أمنية تحفظ أمن البلد في الداخل والخارج، وإنما كشريك ثقافي استفدنا في الحقيقة من طروحات سعادة العقيد الحربي والمقدم مهند، وأعتبر هذه الندوة ندوة المفاهيم وتوضيحها والدلالات وتوسيع أفق كلمة الأمن والانفتاح بهذا الشكل الذي أعطى صورة نموذجية للأمين، وعندما نستدعي كلمة الانفتاح فهي ليست حديثة عهد وإنما هي منذ عهد تأسيس المملكة. فالملك عبدالعزيز أسس المملكة على التسامح والعدل والقيم، وكان منفتحا على محيطه والعالم الخارجي رغم ضعف الإمكانيات في ذلك الوقت، ونعلم كيف استعان ببعض العقول في الدول المجاورة ليكونوا في تأسيس وزارات الدولة، واعتقد أنه ملمح جميل يجب أن نفهمه وهو استمرارية هذا الانفتاح وما يسمى بتوارث القيم، وكما إشارة الإخوة أن الانفتاح لا يكون إلا في ظل الأمن والاستقرار. وما نشاهده اليوم من انفتاح على الداخل والخارج ما هو إلا ثمرة هذا الاستقرار وهذا النمو. والانفتاح كما نعلم هو الانكشاف على الآخر وتجاوز حدود الانغلاق، ونحن دولة ليست منغلقة على نفسها ولكنها محافظة على هويتنا دون ذوبان، كما يعني الانفتاح التواصل الحضاري مع الخارج، لذا لدينا مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري. وأصبحت المملكة ثقافيا وسياحيا وجهة تشرئب الأعناق اليها في جميع الدول. ولفت نظري إشارة الأستاذ سلمان بجودة الحياة، وكيف أن الرؤية كانت منسحبة على جميع القطاعات وليست على قطاع معين، لذا نجد بفضل الله الرفاهية للجميع، وسدايا لديها الرفاهية الرقمية وهي حاضنة لحضورنا التقني المشرف بابتكاراتها، ووجدنا أثر ذلك اثناء جائحة كورونا. وكذلك فإن الثقافة أصبحت من جودة الحياة ومن ضمن استراتيجية وزارة الثقافة ان تكون الثقافة ضمن التحول الوطني وأن تصبح الثقافة نمط حياة. فأعتقد أن الرفاهية أصبحت منسحبة على جميع القطاعات بفضل هذه الرؤية التي قضت على البيروقراطية، وأصبحت ممكنة، وكل هذا مع الحفاظ على الهوية وتعزيزها دون ذوبانها ودون اهتزاز المنظومة القيمية. ضيوف الندوة د. إبراهيم النحاس العقيد تركي الحربي المقدم مهند الطيار أ. سلمان الخطاف د. ماجد الشهري البروفيسورة الجوهرة الزامل د. بسمة التويجري حضور الندوة هاني وفا خالد الربيش صالح الحماد عبدالله الحسني نوال الجبر سليمان العساف ناصر العماش