واصلت ثلوثية الأديب محمد بن عبدالله الحميد - رحمه الله - لقاءها الشهري مع مرتاديها وتنوع موضوعاتها، وكان لقاء شهر سبتمبر مع الدكتور سعيد بن متعب بن كردم القحطاني، الأستاذ في قسم الفقه وأصوله بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد، في طرح علمي مميز بعنوان «بلدية القاضي والتقنين من التردد للتمكين - كلية الشريعة بأبها نموذجاً للتأثير». استعرض الضيف موضوع اعتماد المملكة العربية السعودية المذهب الحنبلي تطبيقًا لأحكام القضاء وطريقًا لوجود مرجعية موحدة للقضاء تقطع بها طرق التنازع، وكيفية جعله مرجعًا للقضاء الشافعي الذي كان يحكم به القضاة، وجعل ذلك مدخلًا في كون القاضي من أهل البلد وأثره كشرط كمال في القاضي، بالتوازي مع جهود كلية الشريعة في أبها لتأهيل القضاة من أبناء المنطقة تأصيلًا بكتب المذهب، بالتوازي مع فتح أفق للقاضي بدراسة الفقه المقارن عبر دراسة آيات وأحاديث الأحكام، وتوليهم القضاء ونجاحهم باعتبار معرفتهم بالعادات والأعراف المؤثرة في إصدارهم للأحكام. ونوّه القحطاني بسبق الكلية إلى دراسة الأنظمة التي كانت سبيلًا لاعتماد العمل بالأنظمة العدلية التي تطبق الآن، وما لها من نجاح وتيسير على الناس إجرائيًا وقضائيًا. وخلص في نهاية الأمسية إلى وجوب العناية برصد تاريخ القضاء في المنطقة قبل وأوائل العهد السعودي، وكذلك جمع ما يكون من وثائق قضائية وحفظها. وقد حفلت الأمسية بعدد من المداخلات من الحضور المنوّع، وفي نهاية الجلسة كرّم أبناء الأديب الراحل محمد الحميد المحاضر بدرع الثلوثية تقديرا له .