قبل أكثر من 10 سنوات كتبت مقالا بعنوان «آثارنا المهملة»، ناقشت فيه أهمية الاستفادة من غاري «ثور وحراء» كمعلمين سياحيين، وتوظيفهما في نشر الوعي الديني وربط المسلمين بدينهم، وبيان معاناة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه. واقترحت حينها إنشاء مسرح أسفل الاثرين يستقبل الزوار قبل الصعود إلى الجبل، للتعرف على معالم الجبل والغار، حيث يتلقى الزائر في المسرح أسفل الجبلين نبذة تسجيلية بالصوت والصورةعن الأثر وتاريخه، وأنهما أثران لابد من التأكيد على تقديرهما وليس تقديسهما، لتعميق الإيمان في نفوس المسلمين وتصحيح العقيدة، وهو ما يبدو أن وزارة السياحة قد أخذت بالفكرة، وتعمل على الاستفادة من الأثرين حاليًا. وقد سبق لي، إبان عملي مديرًا لشرطة العاصمة المقدسة في 1423ه، أن اقترحت من خلال ما رفعته للجهات المختصة على ضرورة الاستفادة من طريق المشاة بين عرفات ومزدلفة ومنى للتعريف بهما، فغالبية المسلمين يعرفون تلك المشاعر من خلال ما يعرض في التلفاز، وقلة من الحجاج من يستخدمه، ولذلك فإن إعادة تأهيل الطريق وتجهيزه بعربات نقل بتمويل من القطاع الخاص لكبار السن سيؤدي للاستفادة من الطريق على طوله للزوار، كما أنه يمكن إنشاء مسارح جانبية على امتداده، خصوصًا في المساء ليرتاح فيها الزائرون، ويتلقون نبذة عن المشاعر والتطور الذي وصلته في عهد هذه الدولة المباركة وتاريخها، كل ذلك بشكل موثق وتسجيلي. إضافة إلى ما يقدم من إرشادات توعوية بمناسك الحج، بشكل معد إعدادًا جيدًا، بلغات مختلفة، ولما ينبغي أن يكون عليه المسلم في أخلاقه وتعاملاته وسلوكه، ودوره الحضاري في الإسهام في الحضارة الإنسانية يعد أمرًا مهمًا، وهو ما آمل أن تدرس فكرته وتُقيَّم، ويتم تطويرها بما يحقق المنفعة.. والله من وراء القصد. * مدير شرطة العاصمة المقدسة / سابقًا