لم يقتصر طموح المرأة السعودية في الحصول على الوظيفة فحسب، سواء طبيبة تعالج المرضى وتضمد الجراح، أو مهندسة تبهر في أعمالها الهندسية كتخطيط الطرق أو تصاميم المجمعات التجارية أو الأبراج الشاهقة، كل واحدة في مجال تخصصها الهندسي أو صحافية، سواء في العمل الصحفي أو كتابة المقالات وطرح القضايا، وإيجاد الحلول عبر الصحف، سواء المطبوعة أو الصحف الإلكترونية والمجلات، أو محامية تمارس دورها الترافعي في القضايا المختلفة في أروقة المحاكم السعودية، والتي أثبتت جدارتها في ذلك. بل أصبح للمرأة السعودية دور كبير في المشهد الثقافي، الذي كان في السابق يقتصر على المثقفين من الرجال، وعدد قليل من العنصر النسائي المثقف، خاصة النخبوي من أساتذة الجامعات، أما الوقت الحاضر فإن المرأة السعودية أخذت مكانها وموقعها الثقافي، من خلال العضوية في مجالس وإدارات الجمعيات الأدبية في مدن ومحافظات المملكة العربية السعودية. فأصبح للمرأة السعودية، دور كبير وفعال، من خلال حضورها في المشهد الثقافي. وأصبحت هناك أمسيات لبعض الشابات السعوديات، سواء شعرية أو أدبية، يقدمها ويديرها العنصر النسائي، وأصبح بدون مبالغة حضور الفتيات للأمسيات الأدبية أو الشعرية، يفوق عدد الرجال الأعضاء أو الحضور. وهذا يدل على أن المرأة السعودية قادرة بثقافتها وعشقها للقراءة على النهوض بالجانب الثقافي، وأكبر دليل على ذلك غزارة الإنتاج الأدبي للفتاة السعودية، والشاهد على ذلك منصات التوقيع في معرض الرياض الدولي للكتاب، والذي يقام في عاصمة الثقافة والمثقفين مدينة الرياض، فترى منصات التوقيع يتسيدها العنصر النسائي في الإنتاج الأدبي المختلف والمتنوع، بين الشعر والرواية، وغيرها من الكتب الأدبية. في نادي بصير الأدبي بمدينة بريدة لاحظت أن الشابات السعوديات اللاتي يعملن كعضوات في النادي، وفي مقدمتهن رئيسة النادي نجاح العمري، لديهن الحرص والاهتمام بالجانب الثقافي، والحديث عن أبرز الكتب والإصدارات الجديدة فأصبح النادي يشهد حراكًا مستمرًا دون توقف، وحماسًا منقطع النظير، وتعطشا للمعرفة لم يقتصر على استضافة ضيوف من خارج النادي، فأصبحن عضوات النادي هن من يقمن أمسيات أدبية، ويدرن الحوار . حقيقة أصبحت المرأة السعودية في زمن عراب الرؤيا والقائد الملهم، الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- لها حضورها المميز والملفت في كافة المجالات، وكانت على قدر الثقة التي أولتها القيادة لها، سواء في المحافل الدولية أو الداخلية، أو أي عمل مناط بها، فهي على قد المسؤولية التي حملت بها أو تحملتها، فالمرأة السعودية حضورها ملفت أيًا كان هذا الحضور.