تشهد غزة سلسلة من الهجمات المتكررة التي استهدفت مدنيين أثناء بحثهم عن الغذاء، في وقت بدأت فيه القوات الإسرائيلية استخدام روبوتات عسكرية لزرع متفجرات لتأمين تقدمها، وهو ما أثار تحذيرات من أن الهدف النهائي يتمثل في تهجير السكان قسرًا من شمال القطاع. وفي أحدث هذه الهجمات، قُتل أربعة فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية أثناء محاولتهم الوصول إلى موقع لتوزيع المساعدات في جنوب مدينة غزة، وفق ما أفاد به مستشفى العودة وشهود عيان. وأكد الشهود أن الحادثة وقعت في منطقة ممر نتساريم، التي تُستخدم بانتظام من قبل السكان كطريق للوصول إلى مراكز الإغاثة. ويأتي هذا التطور في ظل مؤشرات متزايدة على عملية عسكرية إسرائيلية وشيكة في شمال القطاع، وسط تدهور إنساني حاد يتجلى في تفاقم المجاعة وارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين بشكل متواصل. تفاصيل الحادث وبحسب روايات السكان، فتحت القوات الإسرائيلية النار بشكل مباشر على الحشود التي كانت تنتظر توزيع المساعدات من مؤسسة غزة الإنسانية، وهي جهة مدعومة من إسرائيل، قبل أن يبدأ الافتتاح الرسمي للموقع. ولم يصدر أي تعليق من الجيش الإسرائيلي أو من المؤسسة الإنسانية المعنية بشأن الواقعة. وهذه الحادثة تضاف إلى سلسلة من الهجمات التي استهدفت مدنيين أثناء بحثهم عن الطعام، حيث تشير وزارة الصحة في غزة إلى مقتل أكثر من 2000 فلسطيني وإصابة نحو 13500 آخرين خلال محاولاتهم الحصول على المساعدات منذ بداية الحرب. والوزارة أكدت أن حصيلة الوفيات في الحرب بلغت حتى الآن 62.686 شخصًا، بينهم أعداد كبيرة من النساء والأطفال، فيما سُجلت 289 حالة وفاة مرتبطة بسوء التغذية، بينهم 115 طفلًا. تصعيد عسكري وفي مخيم جباليا المكتظ شمال مدينة غزة، تحدث السكان عن ليلة مليئة بالانفجارات والغارات الإسرائيلية. ويأتي ذلك بعد إعلان الجيش الإسرائيلي تعزيز قواته بالآلاف استعدادًا لعملية عسكرية واسعة تهدف إلى السيطرة على المدينة، التي تصفها إسرائيل بأنها أحد آخر معاقل حركة حماس. وأسامة مطر، أحد النازحين، قال إنه شاهد أحياء كاملة تحولت إلى أنقاض، فيما وصف الوضع بأنه يشبه ما حدث في رفح سابقًا. أما المُعلّم سليم ظاهر فأكد أنه رأى روبوتات عسكرية إسرائيلية تزرع متفجرات لتأمين تقدم القوات، محذرًا من أن الهدف هو تهجير السكان قسرًا من شمال القطاع. كارثة أكبر ورغم التهديدات بعملية عسكرية وشيكة، لم تصدر أي خطة واضحة لإجلاء مئات الآلاف من المدنيين نحو الجنوب. وكثير من السكان المنهكين من النزوح المتكرر لا يثقون بوعود الأمان في المناطق التي تُسمى «إنسانية»، معتبرين أنها بدورها أهداف متكررة للهجمات. ويرى محللون أن العملية المرتقبة قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق، حيث تهدد حياة مئات الآلاف ممن يفتقرون للغذاء والماء والدواء، في وقت تستمر فيه المعارك وتتصاعد المخاوف من مجاعة واسعة النطاق. حيث أعلنت الأممالمتحدة للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي مؤخرًا أن مدينة غزة دخلت مرحلة المجاعة رسميًا، وسط تحذيرات من انتشار الأزمة إلى مناطق أخرى مثل دير البلح وخان يونس خلال الأسابيع المقبلة، إذا استمر الحصار والقيود المفروضة على دخول الغذاء والدواء. في المقابل، ترفض إسرائيل هذه التقارير وتصفها ب«المضللة». أبرز السيناريوهات المحتملة للعملية العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة 1 - تصعيد عسكري واسع وسيطرة ميدانية • قد تبدأ إسرائيل بعملية برية وجوية موسعة للسيطرة على مدينة غزة ومخيم جباليا. • هذا السيناريو يتضمن استخداما كثيفا للقصف الجوي والمدفعي مع تقدم بري بطيء، مدعوم بروبوتات ومتفجرات لتمشيط المنطقة. • النتيجة المحتملة: ارتفاع كبير في أعداد الضحايا المدنيين، وتدمير أحياء كاملة على غرار ما حدث في رفح وخان يونس. 2 - تهجير جماعي للسكان المدنيين • مع تقدم القوات، من المرجح أن تضغط إسرائيل لإجبار المدنيين على النزوح جنوبًا. • قد يُستخدم القصف المكثف كأداة لدفع السكان للخروج من شمال القطاع. • هذا السيناريو يعني نزوح مئات الآلاف نحو مناطق مزدحمة بالفعل، ما يفاقم أزمة الغذاء والمأوى. 3 - تفاقم المجاعة وانهيار الخدمات الإنسانية • استمرار الحصار بالتزامن مع العملية سيؤدي إلى منع وصول المساعدات لمئات آلاف المدنيين. • تقارير الأممالمتحدة حذرت من أن المجاعة قد تنتشر إلى دير البلح وخان يونس في غضون أسابيع. • هذا السيناريو يجعل الوضع الإنساني كارثيًا مع وفيات جماعية مرتبطة بالجوع والمرض. 4 - مواجهة مطولة مع مقاتلي حماس • قد تواجه القوات الإسرائيلية مقاومة شرسة من حماس عبر الأنفاق والشبكات المسلحة تحت الأرض. • هذا سيؤدي إلى إطالة أمد العملية وتحويلها إلى حرب استنزاف، مع خسائر بشرية ومادية على الجانبين. • احتمال توسع المعركة إلى مناطق أخرى داخل غزة يظل قائمًا. 5 - تدخلات وضغوط دولية متزايدة • مع ارتفاع أعداد القتلى المدنيين وتوسع المجاعة، قد تزداد الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف العملية أو التخفيف منها. • هذا السيناريو قد يؤدي إلى طرح مبادرات لوقف إطلاق النار مؤقتًا أو فتح ممرات إنسانية، لكن فعاليتها تبقى محدودة إذا لم تُرفع القيود الأساسية. 6 - تداعيات إقليمية أوسع • العملية قد تُشعل جبهات أخرى مع فصائل إقليمية داعمة لحماس، مثل حزب الله في لبنان أو جماعات في سوريا والعراق. • أي توسع للنزاع إقليميًا قد يفرض على واشنطن وحلفائها التدخل بطرق أعمق، ما يرفع مستوى المخاطر في المنطقة.