تنتشر على منصات، مثل «تيك توك» و«إنستغرام»، مزاعم تفيد بأن النساء يحتجن إلى نوم أطول من الرجال، أحيانًا، بساعة أو ساعتين إضافيتين. لكن الأبحاث العلمية تشير إلى أن الفروق بين الجنسين في هذا المجال أكثر تعقيدًا مما تبدو عليه. وأوضحت دراسات، تعتمد على تتبع النوم عبر الأجهزة أو تخطيط الدماغ، أن النساء ينامن في المتوسط نحو 20 دقيقة أكثر من الرجال، ويقضين وقتًا أطول في مرحلة النوم العميق. إلا أن ذلك لا يعني أن كل امرأة تحتاج فعلًا إلى هذا الفارق الزمني، تمامًا كما لا يعني أن كل النساء أقصر من الرجال على الرغم من المعدل العام. اللافت أن النساء، على الرغم من هذا التفوق الكمي، يعانين أكثر مشاكل جودة النوم، ويُشخصن بالأرق بنسبة أعلى. ويُعزى ذلك لتأثير عوامل بيولوجية، مثل تقلب الهرمونات، خاصة خلال الدورة الشهرية والحمل وفترة ما قبل انقطاع الطمث، فضلًا عن الضغوط النفسية والمسؤوليات الاجتماعية المتراكمة. كما تبرز حالات صحية مثل القلق، والاكتئاب، واضطرابات الغدة الدرقية كعوامل مقلقة تؤثر سلبًا على النوم. لذا، فإن تحسين نوم النساء يتطلب مقاربة شاملة تتجاوز عدد الساعات، لتشمل الرعاية الصحية والدعم الاجتماعي، وتوزيع الأعباء اليومية بعدالة، فالنوم الجيد ضرورة وليس ترفًا.