تحلو في فصل الصيف الرياضة المائية وعلى رأسها السباحة، للتخفيف من حرارة الجو. وهناك ارتباط وثيق بين الصيف والشوطئ وممارسة السباحة في كل الثقافات. برغم أن وقت السباحة في البحر هو حرية شخصية فإنه يفضل تجنب السباحة بعد التاسعة صباحًا حتى الثالثة بعد الظهر، تفاديًا لضرر الأشعة فوق البنفسجية. في السباحة العديد من المنافع الصحية والنفسية، فهي تعزز «صحة القلب»، شأنها شأن التمارين الهوائية الأخرى. وتظهر الأبحاث أن السباحة مرتبطة بتحسن في ارتفاع ضغط الدم وكل مايتعلق بصحة القلب والأوعية الدموية. كذلك تعزز حجم الرئتين وتساعد في تحسين الوظائف التنفسية، تحسن الذاكرة والمزاج، فدراسة في علم النفس توصلت إلى «أن جلسة واحدة من السباحة، أدت إلى تحسين الحالة المزاجية، أكثر من جلسة واحدة للرقص». ونظرًا لإفراز مواد كيميائية للسعادة في الدماغ، وتحديدًا «الإندورفين والدوبامين والسيروتونين»، فإن السباحة المنتظمة تقلل من مستوى التوتر، وتكافح الاكتئاب، تساعد على النوم، وجيدة لصحة العظام ولتخفيف الآلام المزمنة. الرياضة عامة من الأمور التي تحسن الصحة وتطيل العمر - بإذن الله-، ووفقًا لإحصائية صدرت عام 2017 في إنجلترا، كان السباحون أقل عرضة بنسبة 28% للوفاة المبكرة و41% أقل للوفاة بسبب أمراض القلب والسكتة الدماغية مقارنة بمن لا يسبحون. برغم كل فوائد السباحة فإن الغرق أحد مخاطرها، بالذات على الأطفال وغير مجيدي السباحة، فهي ثالث سبب للوفاة عالميًا. الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 1-4 سنوات هم النسبة الأكبر من الضحايا، وأحيانًا كثيرة يحدث الغرق نتيجة عدم إتباع تعليمات السلامة والتحذيرات. وحسب إحصائية منظمة الصحة العالمية هناك نحو 300 ألف وفاة غرق سنويا حول العالم، يمثل الأطفال دون الخامسة ما يقارب ربعها. وأظهر تقرير نشرته CDC الأمريكية عام 2024، أن الأغلبية العظمى (80%) من حالات غرق الأطفال حدثت في المنازل، وهو ما يعني أن 4 من كل 5 أطفال، معظمهم تقل أعمارهم عن 7 سنوات، غرقوا في حمام سباحة منزلهم أو في مسبح صديق أو جار أو أحد الأقرباء. الغريب أن غرق الأطفال يحدث في المسابح أكثر منه في البحر والمسابح العامة، ربما بسبب أن المسابح الخاصة في المنازل لا يخصص لها شخص معيّن، مهمته مراقبة سلامة الموجودين في الماء، كذلك الشعور بالأمان، لأن المسبح صغير وغير عميق، رغم أن الأطفال من الممكن أن يغرقوا في كمية قليلة من الماء. إنشغال أحد الوالدين بجهازه المحمول أو في محادثة اثناء وجود طفله في المسبح، كفيل بألا يشعر بغرق طفله، فالغرق يحدث في ثوان، وغالبًا ما تكون حالات الغرق صامتة، لأنهم يعجزون عن طلب المساعدة. دائمًا يجب توخي الحذر ومراقبة الأطفال أثناء وجودهم في المسبح، كذلك يجب توفير أطواق النجاة حول المسبح، والحرص على أن يكون المسبح محاطًا بسياج، حتى لا يتسلل الطفل إليه في غفلة من عائلته. على كل البالغين تعلم الإسعافات الأولية ومن بينها الإنعاش القلبي الرئوي لإنقاذ أي شخص على مشارف الموت. من المهم كذلك تعليم الأطفال السباحة في سنواتهم الأولى، وفقًا لدراسة نشرت عام 2009 انخفض خطر الغرق لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1-4 سنوات ممن شاركوا في دروس سباحة بنسبة 88%. أقترح أن يكون تعليم السباحة إلزاميًا في المدارس، كحصة أسبوعية ضمن حصص الرياضة.