هما قمرا السماء وأنت نجم قدم الفرزدق إلى المدينة في سنة مجدبة، فمشى أهل المدينة إلى عمر بن عبدالعزيز، فقالوا له: أيها الأمير، إن الفرزدق قدم مدينتنا في هذه السنة الجدبة، التي قد أهلكت عامة الأموال التي لأهل المدينة، وليس عند أحد منهم ما يعطيه شاعرا، فلو أن الأمير بعث إليه فأرضاه وتقدم إليه ألا يعرض لأحد بمدح ولا هجاء. فبعث إليه عمر: إنك يا فرزدق قدمت مدينتنا في هذه السنة الجدبة، وليس عند أحد ما يعطيه شاعرا، وقد أمرت لك ب 4 آلاف درهم، فخذها ولا تعرض لأحد بمدح ولا هجاء. فأخذها الفرزدق ومر بعبدالله بن عمرو بن عثمان، وهو جالس في سقيفة داره عليه مطرف خز أحمر، وجبة خز أحمر فوقف عليه وقال: أعبد الله أنت أحق ماشٍ وساعٍ بالجماهير الكبار نما الفاروق أمك وابن أروى أبوك فأنت منصدع النهار هما قمرا السماء وأنت نجم به في الليل يدلج كل سار فخلع عليه الجبة والعمامة والمطرف وأمر له ب 10 آلاف درهم. فخرج رجل كان حضر عبدالله والفرزدق عنده، ورأى ما أعطاه إياه وسمع ما أمره عمر به ألا يعرض لأحد فدخل إلى عمر بن عبدالعزيز فأخبره، فبعث إليه عمر: ألم أتقدم إليك يا فرزدق ألا تعرض لأحد بمدح ولا هجاء! اخرج، فقد أجلتك ثلاثا فإن وجدتك بعد ثلاث نكلت بك فخرج وهو يقول: فأجلني وواعدني ثلاثا كما وعدت لمهلكها ثمود