يصف خبير التنظيمات الجهادية حسن هنية حجم وعدد المقاتلين المتشددين الأردنيين في سوريا بقوله «لو عصروا حالهم ما بيوصلوا 600 مقاتل في سوريا». لكن هنية يعتبر هذا العدد كبيراً جداً بالمقارنة مع سكان الأردن، ويعتبره محل تساؤل وبحث. ويرى هنية الذي كان أحد أعضاء تنظيم القاعدة في أفغانستان وخاض قتالا ضد السوفييت في ثمانينيات القرن الماضي، أن الأردن كان يتغاضى في بداية الأحداث في سوريا عن مرور المقاتلين لكنه بدأ يتشدد بالتعاطي معهم، على قاعدة أن من يريد الوصول إلى سوريا عبر حدود الأردن توجه له تهمة التسلل إلى بلد عربي يصل بموجبها إلى محكمة أمن الدولة. ولا يُخفي الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية هنية خلال حديثه ل «الشرق»، أن الساحة السورية أصبحت نقط جذب للمقاتلين من التنظيمات الإسلامية المتشددة؛ حيث يوجد ثلاثة تنظيمات تتبع النهج الإسلامي في التعاطي مع الأزمة السورية، الأول يتبع لجماعة الإخوان المسلمين ويتمركز في شمال سوريا، والثاني يتبع لجبهة النصرة التي يصل عدد مقاتليها إلى حوالي 10 آلاف مقاتل منهم ألف عربي، وتنظيم دولة العراق الإسلامية التابع لتنظيم القاعدة الذي يصل عدد مقاتليه إلى 18 ألف مقاتل، 60% منهم من المقاتلين العرب والأجانب، بحسب هنية. تيار السلفية الجهادية في الأردن قدم النصح للتيارات الجهادية في سوريا خاصة التنظيمات الإسلامية وطالبها بالانضواء تحت مظلة واحدة. رسالة متشددي الأردن لم تلق بحسب هنية أي موقف على الأرض فما زالت التنظيمات منقسمة ولكل واحد منها قيادة منفصلة عن الأخرى. ويقول هنية «أعتقد أن رسالة متشددي الأردن ستقابل باحترام من الجماعات المقاتلة في سوريا لكنها لن تطبقها؛ لأن لكل تنظيم فلسفته على الأرض».