تربة.. الصرام يقوِّي أواصر المحبة بين المواطنين ويحل مشكلاتهم المادية

صرام النخل أو جني محصول التمور يعد من أهم المراحل في حياة المزارع فهي خاتمة لموسم زراعي كامل مر بمراحل عدة طول العام وهي مرحلة التشويك ثم التلقيح ثم التعديل حتى يتدلى التمر ويتخلل هذه المراحل خطوات فرعية منها تشذيب «الجريد» وتنظيف النخلة من الشوك والليف.
وكان المواطنون قديماً يؤرخون للمواليد والأحداث بهذه المراحل فيقال مثلا ولد فلان سنة صرام النخل في عام كذا ويرادف هذه المراحل تغيرات اجتماعية واقتصادية في حياة المواطنين. «الشرق» تجولت في مزارع بتربة مازال أصحابها يعتمدون على طريقة الصرام القديمة في جميع مراحلها والأدوات القديمة المستخدمة فيها.
مرحلة انتقالية
وأكد فلاح البقمي أن صرام النخيل يعد منذ القدم مرحلة انتقالية في حياة المواطنين سواء أصحاب المزارع أو الآخرين حيث يتوافد البدو من جميع المناطق للمزارع للحصول على التمر إضافة للعمل في جني محصول التمور مقابل مبالغ مالية أو كمية من التمر مقايضة، إضافة إلى أنه يدر أرباحاً مالية كبيرة للمزارع الذي يقوم بعد بيع المحصول بتسديد ديونه وشراء سيارة أو بناء منزل. وقال: مازال بعض المواطنين يعتمدون على دخل مزارع النخيل في حياتهم.
مراحل الصرام
الصغار يشاركون في جني التمور
ويشير المزارع محمد البيشي أن عملية الصرام تمر بعدة مراحل وتستخدم فيها بعض الأدوات التي تتمثل في «الجحشة» وهي أداة من الحبال لتسلق النخيل الطويلة. وكذلك المحش الذي يقص به العرجون المحمل بالتمر والحبل ثم فرشة تسمى المسطح. وقال: نقوم بوضع التمور عليها ثم تنتهي بالتنقية، وهي أهم مراحل الصرام لأنها عملية دقيقة ويتم فيها تقييم التمر إلى درجات حسب الجودة كما يتم التقاط التمور الجيدة تمرة تمرة، ويساعدنا في ذلك عدد كبير من الأيادي العاملة في هذه المرحلة.
وأضاف البيشي قائلاً: بعد هذه المرحلة يتم تجميع التمور في خرائط أو أكياس خصصت لهذا الغرض أو كبسه في صفائح حديدية ومن ثم عرضه للبيع.
45 يوماً من العمل الجاد
من جهته يشير مشاري جاسر أن مرحلة صرام النخل تستمر من شهر إلى نحو شهر ونصف وتختلف حسب كثافة أعداد النخل التي في المزرعة وهذه المدة تمثل قمة الحركة والنشاط للمزارعين بصفة يومية من الصباح حتى المساء ويشارك في عملية الصرام الأبناء والعمال.
التراحم الاجتماعي
وأشار جاسر إلى أن هذه المرحلة تمثل له الشيء الكثير منذ أن كان يشارك مع والده في عملية الصرام لما يتخللها من تواصل وتراحم اجتماعي حيث يتم إهداء التمور للأقارب والجيران التي تعتبر هدية الموسم ولها تأثير كبير لذا يعتبر الصرام مرحلة مهمة لدى الجميع سواء من الناحية الاجتماعية والممثلة في الإهداء والتعاون أو الناحية الاقتصادية المتمثلة في بيع المحصول والاستفادة منه في تحسين الوضع الاقتصادي للمزارع وتحسين أوضاع المزرعة ولا يقتصر ذلك على بيع التمور الصالحة بل يتم الاستفادة من التمر التالف أيضاً وبيعه علفاً للماشية.
التمر بعد تنقيته من التالف يجمع بكميات تسمى العرمة