سيطرت قوات الجيش الحر على مطار «منغ» العسكري في ريف حلب أمس، بعد أشهر من حصاره، فيما تواصلت الاشتباكات في ريف اللاذقية بعد تقدم الجيش الحر أمس الأول، وسيطرته على عدة قرى سكانها من الطائفة العلوية، حيث استولت كتائب إسلامية أمس على قرية بيت الشكوحي، الموالية للنظام، ودارت اشتباكات حول قرية عرامو، التي تبعد 25 كيلو متراً عن القرداحة، مسقط رأس الأسد، وشنت طائرات الأسد عدة غارات جوية على القرى التي سقطت تحت سيطرة الجيش الحر، لا سيما إسترية، والبارودة، مستخدماً القنابل العنقودية. وقد سبق أن سقط خلال اليومين الماضيين صاروخان على المنطقة، أحدهما في نهر ديفة بين قريتي بيت سوهين وديفة، الذي يفصل إدارياً منطقة القرداحة عن منطقة المزيرعة، والثاني على مدرسة قرب طرجانو، ولم يسجل سقوط أي ضحايا. وما زال الغموض يلف مصير بعض أهالي قرى الساحل السوري، التي تعرضت لهجوم من قِبل كتائب إسلامية خلال اليومين الماضيين. وقال ناشط من محافظة اللاذقية ل»الشرق»: إن اقتحام تلك القرى يهدد بتحول الصراع في سوريا إلى صراع طائفي معلن، وهو ما يسعى إليه الأسد منذ بداية الثورة، مضيفاً أن النظام اليوم هو أحوج ما يكون إلى مثل هذه العمليات لأنها تعطيه الفرصة لتبرير أعداد القتلى المتزايد من أبناء الساحل السوري، وتتيح له في الوقت نفسه إبقاء مدينة اللاذقية قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر طائفياً في أية لحظة، خاصة أن أنصار الأسد زادوا من استفزازاتهم لأهالي المدينة، التي يسكنها ما يقارب مليون نازح من المدن والبلدات الأخرى عبر إطلاق النار العشوائي في شوارعها، مرجحاً أن النظام سيستخدم هذ العملية لشن عملية عسكرية واسعة النطاق على الريف الشرقي للمحافظة. ونوه الناشط إلى أن العمليات العسكرية صارت تخضع إلى مساومات مسبقة بين النظام والكتائب الإسلامية، وأحياناً كثيرة تجري عمليات تقدم وانسحاب دون أية معركة. وعلى النقيض رأى ناشط آخر أن ما يسمى بفتح معركة الساحل ليس دقيقاً لأن المعارك مشتعلة أصلاً في شمال شرق المحافظة منذ عام، مؤكداً أن الاستيلاء على قرى ذات غالبية علوية لا يفيد النظام بشيء، ويزيد من إحراجه أمام قاعدته الاجتماعية التي زاد توترها وخوفها، مشيراً إلى أن النتائج الإنسانية ستكون كارثية في حال انفجر الصراع الطائفي في المنطقة الساحلية. ونوه الناشط إلى أن عملية الهجوم الأخيرة شارك فيها نحو خمسة آلاف مقاتل، معظمهم من أبناء المنطقة الذين تعرضوا إلى عمليات تهجير قسري من مناطقهم وقراهم، وأن نسبة العناصر الأجنبية بينهم ضئيلة. مواطنون سوريون يتفقدون أضرارا أحدثها تفجير في حي جرمانا جنوبدمشق (رويترز)