كما أن لكل شيء طريقة مثلى وأسلوب قويم للتعامل، ولكل سلاح حدين، فإن ل”الهشتقة” طريقة وفن لا يتقنه إلا أذكياء المتوترين ونجباؤهم والعارفين بأسرار النزالات ومواسم الصيد السمين. و”الهشتقة” لمن لم يجره الزمن إلى تويتر، هي من فعل (هشتق يهشتق فهو مهشتق)، والهاش تاق hashtag مفردة إنجليزية تعني بالعربي”وسم”، وتستخدم كعنوان رئيسي لموضوع معين يطرح في الشبكة لتسهيل الوصول إليه وتوحيد الكتابة عنه. غير أن مجتمعنا الإلكتروني العظيم، أصبح “مهشتقجي” من الدرجة الأولى، وكل شيء عنده قابل للهشتقة، ولو أن بغلة عثرت في العراق لهشتقوها، ويبدو أن عشقنا الخفي لملاحقة الفضائح والزلل كشفه سلوكنا التويتري. والهشتقة في العرف السائد – محليا- ارتبطت – للأسف – بمشهد تعليق اسم شخص – مسؤولا كان أو من مشاهير القوم ووعاظهم مثقفيهم- والبدء بكيل الشتائم له والتجاوز عليه وفتح المجال للجميع للنيل منه بسبب أو بدون سبب، والبعض قد لا يعرف من هو المُهشتق – بفتح التاء-، ومع ذلك يشارك في المناسبة، عملا ب “من حضر الهاشتاق فليهشتق” – بكسر التاء. هذا يعني أن الهشتقة أمر سيء، ولذا – إن كنت متوترا- فرطب لسانك دائما بذكر الله ثم بالدعاء “الله لا يهشتقنا”، فلن يرحمك أشقياء تويتر، لو وضعت بين أيديهم، وسيخرجون القديم والجديد، وستكون لعبة بين أيديهم وأيقونة للسخرية والضحك والتشفي. لكن الحقيقة التي لا مناص منها، أنه ليس كائنا من كان تستطيع أن تهشتقه، فالعالم التويتري أكثر وعيا من محاولة شخص ناقم تأليب الرأي العام وفتح النار على أحدهم بلا سبب يستحق، إلا إذا ضمنت أن يكون لديك حجم جيد من المشاركين، وإلا فإن هاشتاقك سينقلب عليك، وستصبح أنت الهاشتاق.