حِوارٌ تَعْلِيمِيٌّ

مُبَجِّل: لماذا تسْرَحُ عِندما أشرَح؟.
مُوفٍ : شرحُك عَسِير يا أستاذ.
مُبَجِّل: بَلْ قُلْ إِنِّك منشغلٌ بهاتفكِ.
مُوفٍ : العَالمُ أصبح هواتفاً ذكية.
مُبَجِّل: غباء يهُد ما نبنِي.
مُوفٍ : نُبدِع فيها رغم دقتها وتعقيدها.
مُبَجِّل: لأنها ألعابٌ تافهة.
مُوفٍ : أليسَ اللعِبَ تعلُماً؟.
مُبَجِّل: ليِسَ في مدرستِنا يا (بيل جيتس).
مُوفٍ : فبأي مدرسةٍ تنصحُني؟.
مُبَجِّل: كالبَقَرِ مُتشابهات، والمُهم تفتيِح المُخ!.
مُوفٍ : أنا أبذُل جُهدي.
مُبَجِّل: جُهدُك مُبعثَر.
مُوفٍ : لَمْلِمهُ لِي.
مُبَجِّل: يهمِسُون بأنَّ الدروسَ الخُصوصية متوفِرة.
مُوفٍ : وبِمنْ تنصحُني؟.
مُبَجِّل: إنهم أكثرُ منَّ الهمِ على القلبِ، والأفضلية لمن يستحق التبجيلا.
مُوفٍ : هل تقصد زميلك «فرجار».
مُبَجِّل: إِلاّ حادُ الطباعِ هذا.
مُوفٍ : فنَحوي؟.
مُبَجِّل: تشكِيلهُ مُربِك.
مُوفٍ : ففقِيه.
مُبَجِّل: كثير الترداد، جَارح.
مُوفٍ : فعَالِم؟.
مُبَجِّل: مُلخصاته تفتقد البراهين.
مُوفٍ : فمُناخٍ؟.
مُبَجِّل: فوهَة بُركان.
مُوفٍ : فلم يتبق إلا أنتَ.
مُبَجِّل: كُنت أتمنى ذلكْ.
مُوفٍ : يا خسارة يا أستاذ.
مُبَجِّل: ولا خسارة ولا يحزنون، فقط دعني أعيدُ ترتيب جدولي، لابن من أبنائي.
مُوفٍ : أشكُر أبوتك.
مُبَجِّل: أنا تحت أمر أبيك، أليس هو من صحِبكَ أمس بسيارته الفارهة؟.
مُوفٍ : هُو بعِينه.
مُبَجِّل: عينُ هيبة، ما شاء الله، وماذا يعمل؟.
مُوفٍ : مُدير بالعِلاقات.
مُبَجِّل: وهل له عِلاقة بالجوازاتِ؟.
مُوفٍ : علاقاته متينة في كلِ فج.
مُبَجِّل: حتى تصاريحِ الحجِ، والصحة؟.
مُوفٍ : والمرور، والجمارك، والجوازات، والهاتف، والخطوط.
مُبَجِّل: ما شاء الله، هذا بادٍ على ملامِحه.
مُوفٍ : هل ألمِحَ لهُ بشيء؟.
مُبَجِّل: لاحقاً يا بني.
مُوفٍ : حقاً، وبكم تُعطيني الدرس؟.
مُبَجِّل: ليِسَ بين الخيرين حِساب، أنا سأعامِلُك مثل بقيةِ زملائِك الراقيين المُحترمين.
مُوفٍ : احترامُك لهُ منزلته.
مُبَجِّل: وأين يقعُ منزِلُكم؟.
مُوفٍ : في حيِ «الرياحين».
مُبَجِّل: أوه، هذا بعيد عن مسارِي، وربما يفوتني العشاء.
مُوفٍ : أمي أمهرُ طباخة.
مُبَجِّل: أنعِم، وأكرِم، وهل تُبجِلون الهَبِر؟.
مُوفٍ : من الجو، والبر، والبحر.
مُبَجِّل: والمُقبلات؟.
مُوفٍ : بدايات تُشعل مُتعة النهايات.
مُبَجِّل: إذاً نبدأ مُنذُ اليوم.
مُوفٍ : هل تفضل الشاي، في البداية؟.
مُبَجِّل: أنا من عشاق «الكابتشينو»، و«السحلب»، ولا مانع من عصير منجا بالفراولة، وبعد العشاء تعودت أن أحبِسَ بكوبٍ من الشايِ الأخضرِ مع قليل من النعناعِ، والليمون.
مُوفٍ : نسيت أن أقول أن بيتنا مشهور بالحلوى.
مُبَجِّل: سقى الله سَائِغ الشام، ولا هانت لذائذ فِرنسا.
مُوفٍ : وماذا سندرسُ يا أستاذ؟.
مُبَجِّل: دعها بالتساهيلِ، فالمزاج الرائق، ربما يدفعنا لمنهج التعلُم باللعبِ.
مُوفٍ : فهل تفضل أن نلعب بالحبل؟.
مُبَجِّل: هذا مُنهك للبدن، وجهاز «بلاي ستيشن» سيفي بالغرضِ.
مُوفٍ: لُعبة «الكلمات المتقاطعة»؟.
مُبَجِّل: بل «قطاع الطرق» فهي أكثر حماساً وواقعية.