مصدَّات «قبلية» للمتسلِّلين.. أمير جازان يوجِّه المشايخ بالتعاون مع الأمن.. وقبائل يمنية: نحن مستعدون

جازان – يزيد الفيفي
الحبسي: بعض القبائل تقف ضد هذا المشروع لمحدودية فهمها لنتائجه المرجوة.
الثابتي: أفراد قبيلتنا في اليمن يعملون ليل نهار لرد المتسلِّلين.
اللواء المشيخي: حملاتنا الأمنية بجازان قبضت على 45420 متسلِّلاً في ثلاثة أشهر.
وجه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، محافظي المحافظات الحدودية الجنوبية بالاجتماع بمشايخ القبائل وحثهم على الوقوف ضد قوافل المتسللين، والتعاون مع الجهات الأمنية في الإبلاغ عن أي متسلل أو متعاون مع المتسللين في نطاق قبائلهم، وذلك للحد من المخاطر الناجمة عن كثافة المتسللين عبر الحدود بطريقة غير شرعية، كما وجه بتوفير جميع الإمكانيات للجهات الأمنية في تلك المحافظات سواء من الأفراد أو الآليات، وقال محافظ فيفاء عليوي بن قيض الإعنزي «قمنا بالعمل على تنفيذ توجيهات سمو أمير المنطقة، وتم الاجتماع بمشايخ القبائل في محافظة فيفاء وإبلاغهم بالتوجيهات، وأبدى الجميع استعدادهم للتعاون مع الجهات الأمنية، وقد أثمر ذلك نتائج إيجابية من خلال القبض على المتسللين، كما أنه تم دعم الجهات الأمنية في محافظة فيفاء بعشر دوريات أمنية، إضافة إلى جهود شرطة فيفاء والمجاهدين الذين ساهموا في الحد من المتسللين بشكل واضح، غير أنه في حال لم يتم التعاون من أحد المشايخ سيتم الرفع للجهات المعنية بذلك لاتخاذ الإجراءات المناسبة حياله».
حشود كبيرة
مصلح الثابتي
وتواصلت «الشرق» مع شيخ قبيلة آل ثابت اليمنية المتاخمة للحدود السعودية «شرق منطقة جازان» الشيخ مصلح جابر الثابتي، للاستفسار عن الصور ومقاطع الفيديو التي تم تداولها في الأيام الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي لأعداد كبيرة من المتسللين الأفارقة تتجه من قبيلة آل ثابت اليمنية إلى الحدود السعودية، حيث قال الثابتي «إن ما تم تداوله صحيح وأعداد المتسللين على أرض الواقع أكثر عدداً وضرراً سواء على السعودية أو اليمن، وكان هناك توافد لحشود كبيرة من تلك الجماعات متجهين إلى الحدود السعودية خلال الأيام الماضية لم يسبق لها مثيل على الإطلاق، ومعظمهم من الجنسية الإثيوبية، ولديهم نساء يعانين من أمراض خطيرة، حيث اتضح لنا ذلك جلياً من خلال تساقط بعضهن أرضاً خلال السير، وعند منعهم من العبور ومطالبتهم بالعودة إلى الخلف كان بعضهم يحتج بالنساء لمرضهن الشديد وحاجتهن للراحة».
طرق وعرة
وأضاف الشيخ الثابتي «يقوم أفراد قبيلتنا هذه الأيام بجهود كبيرة، ويعملون ليل نهار لرد هؤلاء المتسللين من المرور عن طريق آل ثابت، إلا أن لديهم إصراراً عجيباً على العبور، حيث يسلكون طرقاً لا نقدر نحن أبناء القبيلة على الوصول إليها نظراً لوعورتها الشديدة»، مؤكداً أن الخطر لا يهدد السعودية وحدها، بل يهدد اليمن أيضاً، وقال «نحن يهمنا أمن السعودية بشكل كبير جداً؛ كونها بلاد كل مسلم والاستقرار بها استقرار لقلوبنا وأنفسنا أولاً، ومن هذا المنطلق نعمل بجهود حثيثة رغم محدودية الإمكانيات على الحد من اختراق أراضينا من قبل المتسللين بطريقة غير شرعية، وخاصة من تلك الفئة التي لا نشك أنها مدعومة من جهات خارجية تستهدف المملكة؛ كون الوضع ليس عادياً البتة، كما أن واجب الجيرة والدين يحتم علينا الوقوف بكل قوة لحماية حدود المملكة من أي مغرض إن شاء الله».
تعاون المواطنين
مشبب الحبسي
وأكد شيخ قبيلة حبس في بني مالك في الداير بجازان الشيخ مشبب الحبسي، «لقد تم إطلاعنا على تلك الصور الملفتة وما تحتويه من أعداد كبيرة للمتسللين في وضح النهار، إلا أننا لا نستطيع النفي أو التأكيد بمضمون تلك الصور، وما نستطيع إيضاحه هو أن تلك الجموع يستحيل تسللها إلى المملكة بتلك الطريقة الجماعية، حتى ولو كانت الحدود دون حراسة أمنية أو مواطنين، بل إنها تقيم في الأودية المتاخمة للحدود السعودية وتقوم بالتسلل عن طريق جماعات وتكتلات تتراوح من العشرة إلى العشرين وأكثر من ذلك أو أقل، إلا أنه ومن خلال اطِّلاعنا، فالخطوط الأمنية المشكَّلة من قبل حرس الحدود والمجاهدين ثم الشرطة تقوم بجهود في محافظة الداير بإشراف وتوجيه من قبل محافظ الداير لحظة بلحظة، وقد أثمرت عن نتائج ملموسة فعلاً على أرض الواقع يتحدث عنها جُلُّ المواطنين وذلك خلال الأسابيع الماضية».
وعن دور المواطن قال الحبسي «إن المواطن يمثل الخط الأمامي الأول الذي هو بمثابة ساعد للجهات الأمنية، إلا أن دور المواطن يجب أن يكون بحدود وضوابط قانونية من خلال التنسيق مع الجهات الأمنية والتواصل معها والقيام بدور فعال دون تجاوزات قد تعرض المواطن للخطر أو المساءلة، فلكلٍّ دور في خدمة دينه ووطنه، ولكن ضمن إطار محدد وضوابط محددة تمثل سلسلة مترابطة أشد قوة من الحديد في حال تضافر الجهود بانسجام من كل الأطراف المعنية، وهذا فرس الرهان الذي نثق فيه بعد الله في حماية حدود وطننا».
دعم الجهات الأمنية
وأضاف الشيخ الحبسي «إن الحدود الجبلية الممتدة مع محافظة الدائر وحدها تزيد عن 120 كلم، جلها مناطق ذات تضاريس وعرة متداخلة مع حدود القبائل في بلد الجوار، وهذا ما يقف عائقاً حقيقياً ضد جهود الجهات الأمنية التي أرى أنها تحتاج إلى مزيد من الدعم، سواء من حيث الآليات أو الأفراد والإمكانيات لتحقيق نتائج أفضل من النتائج الحالية، هذا من جانب، الجانب الآخر: المشروع يحتاج إلى مدة ليست بالأسابيع أو الأشهر، بل قد تزيد، كما أن هناك قبائل مازالت تقف ضد هذا المشروع، بسبب محدودية فهم النتائج المرجوة من هذا المشروع، التي قد تساهم -أي تلك الاعتراضات- في طول الفترة الزمنية لإنجاز المشروع وتحقيق طموحنا، ونحن نتحدث عن حلول عاجلة إلى حين الانتهاء من ذلك المشروع، وعلاقتنا أخوية مع القبائل اليمنية ومازال التعاون مستمراً بين المشايخ ونظرائهم في الجانب الآخر وثماره مستمرة.
«حرس الحدود» ينفي
العقيد عبدالله بن محفوظ
ونفى الناطق الإعلامي في حرس حدود منطقة جازان العقيد بن محفوظ، ما نشرته بعض المواقع الإلكترونية من صور تحت عنوان «حشود من إثيوبيا تواصل الزحف نحو الأراضي السعودية عبر الحدود اليمنية» حيث أكد أنه لا حقيقة لما نشر، ولم ترد أي معلومات من المراكز الأمنية الحدودية أو ما يشير إلى ذلك، مؤكداً في الوقت ذاته أن الجهود التي يقوم بها منسوبو القطاع في محافظة الداير وغيرها من المحافظات الحدودية مع دولة الجوار كفيلة بالحد وبشكل كبير من مخاطر التسلل التي باتت تشكل هاجساً مقلقاً لدى المواطنين، وبيَّن أنه كان يقف شخصياً على الأوضاع في الميدان مع فريق إعلامي من عدة وسائل إعلامية مقروءة ومرئية طوال النهار، وقام بجولة من حدود محافظة الداير مروراً بتشوية وإلى الحدود الإدارية مع منطقة عسير، وتم خلالها إلقاء القبض على مائة متسلل دفعة واحدة، وجرى توثيق ذلك من قبل قناة إعلامية كانت تصور عملية القبض، كما أن المتسللين كانوا من عدة جنسيات إفريقية وعربية، ومتسلل واحد من الجنسية البنغالية كان متسللاً عبر الأراضي اليمنية، ولم يتم ضبط أي قطعة سلاح مع أحدهم كما أن هناك من الأمور ما نتحفظ على نشره إعلامياً لأسباب أمنية، غير أن خلاصة القول: نود أن يثق المواطنون في الله أولاً ثم في رجال الأمن ممثلين في قطاع حرس الحدود، كونهم في الخطوط الأمامية يقفون بكل بسالة في أداء مهامهم على أكمل وجه رغم الظروف التي تقف عائقاً أمامهم، من خلال التضاريس الوعرة التي يقوم من خلالها مشروع كبير تدفع فيه الدولة أموالاً طائلة لتأمين الحدود مع بلد الجوار، الممتد من الخوبة إلى حدود منطقة عسير، الذي ستصبح معه الحدود أكثر أمناً وبنسبة كبيرة جداً، وما كانت تلك الجهود إلا من أجل المواطن ثم الوطن أولاً وأخيراً.
49667 مخالفاً
اللواء عبدالله المشيخي
وأوضح مدير شرطة منطقة جازان اللواء عبدالله المشيخي، أن الحملات الأمنية التي تقوم بها مديرية شرطة منطقة جازان وإدارات شرط المحافظات التابعة لها، أسفرت في الثلاثة أشهر الأولى لعام 1434ه من القبض على عدد (45420) من الجنسيات العربية وعدد (4247) من الأفارقة، فيما بلغ العدد الإجمالي لمخالفي أنظمة الإقامة والعمل والمتسولين والمطلوبين في قضايا جنائية ومخالفي نظام العمل ومخالفي العمرة (49667). وتم القبض على عدد (49) سيارة ما بين مسروقة ومطلوبة ومنتهٍ عقدها، وعدد (124) دراجة نارية. كما تم القبض على (26) بلاطة حشيش و(106.45) كيلوجراماً من مادة القات، و(65) قارورة مسكر، وعدد (9) حبات كبتاجون، وتم القبض على عدد أربعة أشخاص من الجنسية العربية مقيمين بطريقة غير نظامية داخل منزل يديرون مصنعاً لصنع مادة الشمة، وعثر بحوزتهم داخل المنزل على أدوات المصنع (طاحون كهربائي كبير وعدد سبعة عشر كيساً من مادة الشمة)…وأشار اللواء المشيخي أن شرطة المنطقة تقوم بحملات أمنية في جميع المحافظات والمراكز بالمنطقة بصورة مستمرة للقبض على المخالفين بتوجيهات ومتابعة من أمير منطقة جازان حفظه الله لينعم المواطن والمقيم بنعمة الأمن والأمان في وطننا الغالي.
متسللون ضبطتهم الحملات الأمنية لشرطة جازان