«تعديل.. لا يوجد تعديل» هكذا حال التونسيين منذ 14 يوماً، إذ يكاد التحوير الوزاري أن يشل الحياة السياسية في البلاد. لكن رئيس الوزراء المكلف، علي العريض، أعلن أمس الأول أنه توصل أخيراً إلى تشكيل حكومته وأنه سيقدمها للرئيس المنصف المرزوقي. وأوضح العريض، في تصريحاتٍ صحفية في قصر الرئاسة بقرطاج، أن ملف الحكومة سيشتمل على تركيبة الحكومة والخطوط العامة لبرنامجها، واصفاً المفاوضات التي أجراها مع الأحزاب السياسية ب «الماراثونية». وبيَّن رئيس الحكومة المكلف أنه التقى رئيس الجمهورية وأطلعه على نتائج مشاورات الحكومة حتى مساء الخميس الماضي، وأكد اتفاق الأطراف المتفاوضة حول معالم برنامج يحدد مبادئ وأولويات هذه الحكومة. وبحسب مصادر، ستسعى الحكومة الجديدة إلى ضبط خارطة طريق سياسية تبحث ملفات الانتخابات المقبلة وتضع برنامجاً عاجلاً للتنمية المحلية ومقاومة الفقر والحد من غلاء الأسعار والنهوض بالاقتصاد الوطني. وفي سياق متصل، طالب حزب الجبهة الشعبية المعارض، الذي يقود تيار اليسار في تونس، ب «حكومة أزمة» لإنقاذ البلاد من الأزمة السياسية في ظل تعطل التعديل الوزاري حتى الآن وتعثر مقترح رئيس الحكومة المستقيل حمادي الجبالي بتشكيل حكومة تكنوقراط. واعتبر المدير التنفيذي لحزب الجبهة الشعبية، شريف الخرايفي، أن «تونس تعيش أزمة سياسية خانقة»، وأضاف «للخروج من الوضع الحالي نحن نقترح حكومة أزمة يكون لها برنامج واضح لإدارة المرحلة القادمة».