مازال خطر المقاتلين المتطرفين محدقاً بمنطقة غاو (شمال مالي) غداة تفكيك عبوة محلية الصنع تزن 600 كيلوجرام. وشهدت غاو الواقعة على مسافة 1200 كلم شمال شرق باماكو، التي استعادها جنود فرنسيون وماليون من المتطرفين دون معارك في 26 يناير الماضي، أول اعتداءين انتحاريين في تاريخ مالي، واشتباكات عنيفة في شوارعها بين الجيشين ومقاتلين متطرفين تسللوا إلى وسطها. وفككت القوات الفرنسية الأربعاء الماضي، بعد ثلاثة أيام من معارك وسط المدينة، عبوة ضخمة محلية الصنع تزن 600 كيلوجرام من المتفجرات عُثِرَ عليها في باحة منزل قريب من فندق يسكنه صحفيون أجانب. وسكن «عبدالكريم»، وهو قائد «الشرطة الإسلامية» في غاو خلال احتلالها من حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، في ذلك المنزل لعدة أسابيع. وحركة التوحيد والجهاد هي إحدى الحركات الثلاث التي سيطرت على شمال مالي لتسعة أشهر العام الماضي. وأفادت مصادر عسكرية أن المتطرفين كانوا يطلقون على المنزل اسم «المصنع»، حيث كانوا يعدّون فيه ويخزنون الذخيرة والمتفجرات، وهو ما أكده سكان الحي، وعثر الجنود الفرنسيون أيضاً داخل المنزل على قذائف وذخيرة. وأكد عسكريون فرنسيون أنهم عثروا أيضاً في منزل آخر قريب منه على كميات كبيرة من المتفجرات. وأفادت مصادر أمنية عن اعتقال عدد من المشتبه بهم إثر العمليتين الانتحاريتين في الثامن والتاسع من فبراير الجاري على مركز تفتيش للجيش المالي في مدخل غاو والمعارك التي وقعت في وسط المدينة في العاشر من نفس الشهر. وبينما لايزال خطر الاعتداءات والهجمات على الجنود الماليين والفرنسيين والأفارقة محدقاً بشمال مالي، عاد الكابتن حمادو هايا سانوغو، زعيم انقلاب 22 مارس 2012 على نظام الرئيس حمادو توماني توري الذي أسهم في سقوط شمال مالي بين أيدي المقاتلين الإسلاميين، إلى الواجهة بعد صمت دام شهراً، ونُصِّبَ رسمياً رئيس لجنة كُلِّفَت بإصلاح الجيش المالي المنقسم بين أنصاره وأنصار الرئيس المخلوع، وذلك بحضور الرئيس بالوكالة ديونكوندا تراوري ورئيس الوزراء ديانغو سيسوكو وكبار القادة العسكريين.