أكد عضو مجلس الشورى الدكتور سعد البازعي، ل»الشرق»، أن مجلس الشورى طرح قضية قيادة المرأة للسيارة على مدى 12 عاماً، مبيناً أن نظام المجلس لايتيح فرض واتخاذ قرار من هذا النوع أصلاً. وأضاف إن العضوات لن يتمكنّ من إعادة فتح القضية مجدداً إلا عبر المادة (23) من نظام المجلس، لافتاً إلى أن العضوات فيهن توجهات محافظة وأخرى منفتحة أكثر، ولسن على عقل وقلب واحد، متمنياً من العضوات أن لاتكون هذه قضيتهن، متوقعاً أن لاينشطن في الملفات المتعلقة بالأمن والسياسة الخارجية. وتابع «المادة 23 من نظام المجلس تعدّ الأهم حالياً، وتتيح لكل عضو أن يقترح تغيير نظام قائم أو يبتدع نظاماً جديداً، ويُطرح على جميع أعضاء المجلس، وإذا اقتنعوا به تتم إحالته إلى اللجنة المختصة لمناقشته وإعداد رأيها وتوصيتها عليه»، مشيراً إلى أن مشكلة مجلس الشورى أنه لايناقش تقارير من وزارات الداخلية والدفاع والمالية، وأضاف «لو كانت وزارة الداخلية تُرسل تقارير لجاءنا نظام المرور ويمكن من خلاله وضع ما يتصل بقيادة المرأة، وعلى الرغم من أن التقارير لاتصل، إلا أن المادة (23) تمكّن عضوات المجلس من المبادرة واقتراح آلية معينة مناسبة للمرأة، والقرار النهائي لمجلس الوزراء، وإذا لم يوافق عليه يُعيده للشورى». وأوضح البازعي أن الوقت حان للتخلص من هذا الملف الذي أصبح مزعجاً للجميع بالإذن للمرأة بقيادة السيارة وفق ضوابط معينة، حتى لاتصبح المملكة موضوعاً يتعاطاه الإعلام العالمي وكأنها قضية القضايا، وأضاف «رغم أهمية الموضوع إلا أنه ليس أهم قضايا البلاد من تحديات في التنمية، وأتمنى من العضوات أن لاتكون هذه قضيتهن، كما أن وجود المرأة في مجلس الشورى لايعني أن قضايا المرأة هي الأهم بالنسبة لها، وهي معنية بقضايا المرأة والرجل والطفل والتنمية، وكل ما يهمّ البلد هو قضية مهمة بالنسبة للعضوات». ولفت إلى أن من مزايا السماح للمرأة بالقيادة هو التخلص من عدد هائل من العمالة، مشدداً على أهمية دخول المرأة مجلس الشورى، مشيراً إلى أن العضوة لاتقود السيارة، لكن من حقها طرح الموضوع، وتأثير الموضوع إعلامياً أهم من تأثيره في القرارات التي تصدر عن المجلس. وذكر أن المجلس يناقش تقارير الدوائر الحكومية ويشرّع لقوانين وأنظمة جديدة، لكن من الصعب جداً الدخول في هذا الموضوع بالشكل الذي يتحيّنه كثيرون، ويعتقدون أن مجرد التطرق للموضوع مجدداً وإعادة طرحه سيحدث التغيير، منوهاً بأن القرار بيد القيادات في البلاد. وأكد البازعي على أن وجود المرأة في المجلس سيؤثر في قضية قيادة المرأة للسيارة عبر إبراز التناقض العجيب في السماح لها بحق المشاركة في مجلس الشورى وجميع المجالات، ورفض إتاحة الفرصة لها أن تخرج بنفسها دون أن يكون معها سائق يرافقها، وأضاف «هذا وضع غير طبيعي ومناقض للتطورات كافة التي نشهدها، ووجود المرأة في المجلس يبرز هذه المفارقة، ولعله يعجّل بالانتهاء من هذه القضية». وتوقّع البازعي أن لا تنشط المرأة في ملفات وشؤون تتعلق بالأمن والسياسة الخارجية، مشيراً إلى أن وجود المرأة تكاملي كون الرجل لا يستطيع أن يطرح جميع المواضيع بنفس الكفاءة، ورغم ذلك سيشهدن اختلافاً في الرأي وفق توجيهات مختلفة محافظة وأخرى منفتحة أكثر، وأضاف «النساء لسن على عقل وقلب واحد». وأوضح أن الجديد الذي ستضيفه المرأة للمجلس والمنتظر منها هو تعزيز قضايا معينة تتعلق بالتغيير الاجتماعي والأسري والتعليمي والصحة وحقوق الإنسان.