الدمام – سحر أبوشاهين «الصحة» تعجز عن توفير وظيفة لعشرات الصيادلة وتوظف 14 ألف فني صيدلي في عام واحد. السادة: بنص النظام لا يجوز لفني الصيدلة صرف الوصفة الطبية. الدار: ثلاثة أرباع مراكز الرعاية يديرها فنيون وأحتاج ل 26 صيدلياً. عجزت الخدمة المدنية خلال الأربع سنوات الماضية عن توفير وظائف لخريجات بكالوريوس الصيدلة اللائي لم يتجاوز عددهن ال 60 صيدلانية من المنطقة الشرقية في مستشفيات وزارة الصحة في المنطقة التي يتجاوز عددها 17 مستشفى وأكثر من 100 مركز صحي، وذلك بعد بدء العمل بنظام التوظيف المباشر، الذي يتيح العمل المباشر في مناطق وهجر نائية يضطررن فيها لترك أزواجهن وأطفالهن لسنوات غير معلومة المدة، قبل أن يتاح لهن النقل لمناطقهن، كما لم يتح نظام التشغيل الذاتي العمل، وظائف سوى لبعضهن، ومازالت البقية عاطلات عن العمل، رغم تقدمهن بطلبات توظيف لم تسفر عن نتيجة في مستشفيات القطاع الخاص. ورغم ما تنادي به وزارة الصحة من أن الأولوية في التوظيف للسعوديين من حملة المؤهلات المناسبة، فإن عدد الصيادلة غير السعوديين في مستشفيات وزارة الصحة في المملكة 334 صيدلانيا منهم 16 في الشرقية، وعدد غير السعوديين في المستشفيات الحكومية الأخرى غير تابعة لوزارة الصحة 747 صيدلانيا، وفي مستوصفات القطاع الخاص 39 غير سعودي. وقد بلغ عدد الصيادلة غير السعوديين في مستشفيات القطاع الخاص في المملكة 849 صيدلانيا، وعدد السعوديين 92 صيدلانيا، وذلك بحسب إحصاءات وزارة الصحة الرسمية لعام 1432ه. ورغم أن مديري صيدليات ومراكز صحية في الشرقية صرحوا بحاجتهم لكوادر صحية من حملة البكالوريوس، وأنهم رفعوا بهذا الاحتياج عدة مرات لمديرية الشؤون الصحية، إلا أن الوظائف لم يتم توفيرها، وبدورها أفادت وزارة الخدمة المدنية أنه لم يرفع لها أحد بوظيفة واحدة في المنطقة الشرقية خلال الأربع أعوام الماضية، وأنها ليست الجهة المخولة باستحداث الوظائف. مقابلة الوزير وفي غياب من يتحمل مسؤولية بقاء حاملات بكالوريوس الصيدلة بلا وظائف، لجأت مجموعة منهن لعمل دراسة ومسح باحتياج المنطقة الشرقية من تخصص بكالوريوس في الصيدلة، وأخذن الدراسة قبل أكثر من أسبوعين لمقابلة وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، حيث قابلهن المسؤول في الإدارة المالية بالوزارة مشعل العتيبي نظرا لسفر الوزير، ووعدهن بالنظر في أمرهن والرد عليهن في أول يوم من السنة الميلادية الجديدة 2013، وحين ذهبت إحداهن لمقابلته والوقوف على الرد، أبلغها بأن التوظيف ليس من مسؤولية الوزارة، وعليهن التقدم للحصول على وظيفة عن طريق التشغيل الذاتي. الوزارة: لا إفادة! د. خالد مرغلاني (الشرق) حاولت التواصل مع المسؤول في إدارة المالية في وزارة الصحة مشعل العتيبي واتصلت به ما يزيد على ال 20 مرة خلال عشرة أيام تقريبا إلا أن الموظفين في مكتبه يردون في كل مرة بأنه مشغول أو أنه في اجتماع أو خارج المكتب، كما تواصلت مع المتحدث الإعلامي في وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني الذي بدوره طلب التواصل مع مديرية الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية للوقوف على احتياجهم من حملة التخصص. الفنيون وحملة البكالوريوس أسعد سعود من جانبها ردت مديرية الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية على لسان ناطقها الإعلامي بالإنابة أسعد سعود قائلاً: «بشأن الاستفسار حول احتياج المراكز الصحية لبكالوريوس الصيدلة، نفيدكم أن طبيعة العمل بالمراكز الصحية لا تتطلب صيدلانيا ممن يحمل شهادة البكالوريوس، كون المحتوى الدوائي في الصيدليات التابعة لها من قائمة الأدوية الأساسية، وبالتالي الاحتياج في الأغلب يكون من فنيي الصيدلة، الذي يوجد عدد جيد منهم، في حين تحتاج المراكز الصحية الكبيرة والنموذجية والأقسام الفنية المشرفة على الدواء للصيدلة لحملة البكالوريوس». ويؤكد سعود أن هناك احتياجا إضافيا من الصيادلة لتلبية التوسع الذي يحصل في عدد المراكز الصحية وتغطية عمل الكوادر التي تبتعث داخلياً وخارجياً للحصول على التخصصات الدوائية المختلفة، ويتم التنسيق بالاحتياج للمراكز الصحية مع إدارة الرعاية الصيدلية وهي الجهة المسؤولة عن تقدير الاحتياج والإشراف على الجهتين المراكز الصحية والمستشفيات. 14 ألف فني زهراء علوي ناصر السادة وهي متخرجة منذ خمس سنوات (2007م) وعاطلة عن العمل، شرحت فحوى الخطاب الذي رفعنه للوزير وهن خريجات في الفترة بين 2007 و2012، فقالت «حملنا خطابنا للوزير ونحن مجموعة من 8 صيدلانيات لا نعمل من أصل 21 صيدلانية بلا وظيفة، تمكنا فقط من حصر أسمائنا وتسجيلها، في حين أنّ العدد الفعلي أكبر، حيث يبلغ عدد الخريجات بدرجة بكالوريوس الصيدلة في المنطقة الشرقيّة وحدها 15 خريجة سنويا، بعضهن وجد عملا في القطاع الخاص والبعض الآخر بلا عمل، وقد تضمنت الدراسة التي رفعنا بها للوزير أن أعداد الصيادلة السعوديين في المملكة يجب أن يصل إلى 17 ألف صيدلاني بحلول عام 1445، وذلك بحسب توصيات مجلس القوى العاملة، أي خمسة أضعاف العدد الحالي، منوهة إلى أن معرفتهن بهذا الاحتياج هو ما دفع بهن لاختيار هذا التخصص، بعد تخرجهن بمعدلات عالية من المرحلة الثانوية وفي ظل انعدام التوظيف تقريبا في قطاع التعليم. وتضيف السادة: «فوجئنا بعد تخرجنا بعدم توفر وظيفة واحدة في المنطقة الشرقية أو في أي مدينة رئيسة، وكل الوظائف المتاحة على نظام التوظيف المباشر موجودة في مناطق نائية، دون مراعاة لكوننا متزوجات وأمهات، وفي المقابل تم توظيف 14 ألف فني صيدلي من حملة الدبلوم في عام 2011م» متسائلة كيف تتوفر وظائف لهذا العدد ولا يمكن توظيف أقل من ربعه من حملة البكالوريوس؟! مؤكدة على أن كتاب «دليل الوصف الوظيفي للعاملين بالمستشفيات» والصادر من الإدارة العامة للمستشفيات في وزارة الصحة نص على الآتي: «الارتباط الوظيفي لفني الصيدلة يجب أن يكون بالصيدلاني المسؤول الحامل لبكالوريوس الصيدلة» كما جاء في نص المادة الثالثة والعشرين فقرة (ب) من نظام مزاولة المهن الصحية الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/59) بتاريخ 4/11/1426 «لا يجوز لفني الصيدلة صرف الوصفة الطبية إلا تحت إشراف صيدلي مرخص» وتؤكد زهراء السادة أن المسح الذي أجرينه كشف أن العديد من المراكز الصحية في المنطقة الشرقية يديرها فنيون بدون إشراف من صيدلاني من حملة البكالوريوس. هجر ومناطق نائية وذكرت زهراء آل خزام وهي متخرجة منذ ثلاثة أعوام ولا تعمل، أنها عملت لمدة ثلاثة أشهر في مستشفى خاص بالجبيل ولكن توقفت عن العمل لظروف حملها، ومنذ ولادتها لطفلها وحتى الآن لم تنجح في الحصول على وظيفة واحدة رغم تقدمها للعديد من الجهات سواء أكان لديوان الخدمة المدنية أو المستشفيات الحكومية الأخرى غير التابعة للوزارة أو القطاع الخاص، إلا أنها لم تحصل على عمل، وتقول: «لا مانع لدي من العمل في مدن أخرى كالرياض مثلا، ولكن حتى هذا الخيار غير متاح فجميع وظائف التوظيف المباشر تقع في هجر ومناطق نائية في الشمال والجنوب» القطاع الخاص ليس حلاً وأضافت بيان الصفار وهي متخرجة منذ عام 2010م وعاطلة أيضا «أنا متزوجة ولدي طفل، ولا أستطيع تركه والعمل في مناطق نائية» منوهة أنها تشعر بالظلم والقهر لبقائها طوال هذه المدة دون عمل رغم أنها تحمل مؤهلا صحيا عاليا، ويأتي تالياً لتخصص الطب في سلم الوظائف الصحية» وذكرت زميلتها الصيدلانية فاطمة النمر خريجة 2010م أيضاً، أنها عملت في القطاع الخاص في أحد مستشفيات القطيف الخاصة، حيث كانت تدير الصيدلية لوحدها دون أي مساعدة، ولم تجد طلباتها الكثيرة للإدارة بتوفير مساعد لها، ما جعلها تتقدم باستقالتها بعد فترة، مضيفة «لم أتوقع أن أبقى بلا عمل طوال هذه المدة ومع ذلك فلست نادمة على تركي لوظيفتي في المستشفى الخاص». الحاجة لحملة البكالوريوس وذكرت مديرة صيدلية مستشفى الأمل رنا الفرج أنها بحاجة ل 6 صيدلانيات إضافيات، وأنها رفعت بهذا الاحتياج أكثر من خمس مرات خلال العامين الماضيين دون نتيجة، منوهة إلى أن أفضلية حامل مؤهل البكالوريوس على حامل مؤهل الدبلوم يحددها صاحب الصلاحية بالنظر للأهلية في العمل خلال الثلاثة شهور التدريبية الأولى وبالنظر أيضا للخبرة، كما تقاس الجودة في العمل والإنتاجية وتمكن الصيدلاني سواء أكان مؤهل فني أو بكالوريوس في إدارة الصيدلية والتعامل وحل المشكلات الموجودة أو الطارئة، ويتم قياس ذلك بلجنة من نفس المستشفى تقيم أداء الموظف بعد ثلاثة أشهر ثم تعيد تقييمه بعد عام من العمل. مؤكدة على أن كل ذلك يؤخذ بالاعتبار قبل تحديد أفضلية أحدهما على الآخر، فقد يكون حامل مؤهل الدبلوم أفضل أحيانا والعكس صحيح. حاجة واضحة من جهتها أوضحت مسؤولة المراكز الصحية في القطيف الدكتورة وديعة الدار أنها بحاجة لما لا يقل عن 26 صيدلانيا في الوقت الحالي، وأنها رفعت بهذا الاحتياج ولم يتم توفير سوى صيدلانية واحدة منقولة من مكان آخر، ولاسيما في المراكز الصحية الكبيرة التي تخدم ما يصل ل 250 مريضا، منوهة على أن دليل العمل الصادر من وزارة الصحة ينص على ضرورة عمل الفني تحت إشراف الصيدلي. استحداث الوظائف عبدالعزيز الخنين وأوضح المتحدث باسم وزارة الخدمة المدنية عبدالعزيز الخنين أن استحداث الوظائف يتم بالتنسيق بين الجهة الحكومية ووزارة المالية، ويدرس الاحتياج الوظيفي ضمن خطة تتلاءم والمشاريع التي تنفذها الجهة الحكومية، فتستحدث وزارة المالية الوظائف وترفع بها للجهة الحكومية الطالبة للوظيفة التي بدورها ترفع بها للخدمة المدنية، ويكون دور الخدمة المدنية شغل الوظائف بأفضل المتقدمين لها في سوق العمل بحسب المؤهل المطلوب لشغل الوظيفة، منوها إلى أنّ التوظيف يكون مباشراً (كما هو في تخصص بكالوريوس الصيدلة) عندما يكون عدد الوظائف المطلوبة أكبر من عدد المتقدمين لشغلها، ويكون التوظيف بالمفاضلة حين يكون عدد طالب الوظائف أكبر من عدد الوظائف المتوفرة، منوها إلى أن وظائف الخدمة المدنية متحركة، وتشغل بالنقل أو الترقية أو الوفاة، موضحا أن عدم توفر وظائف لبكالوريوس الصيدلة في المنطقة الشرقية خلال الأربعة أعوام الماضية بسبب عدم تقدم الجهة الحكومية المعنية للخدمة المدنية بطلب كوادر صحية من حملة هذا التخصص خلال هذه السنوات الأربع، منوها إلى وجود وظائف بنظام التوظيف المباشر في مدن ومناطق أخرى في المملكة. لا حاجة للتوظيف فيما أوضح كل من مدير مستشفى الدمام المركزي الدكتور سعد الغامدي ومدير صيدلية مستشفى الجبيل العام الدكتور حسين مكي بأن لديهما اكتفاء حاليا من التخصص، حيث قال الغامدي «ليس لدينا احتياج حاليا، وسنحتاج المزيد من الكوارد بعد ثلاث سنوات بعد انتهاء العمل من المشاريع الجاري تنفيذها في المستشفى حاليا». في حين أضاف مدير صيدلية الجبيل «ليس لدي احتياج حاليا من تخصص البكالوريوس، وبحسب معايير الجودة في الهيئة السعودية لاعتماد المنشآت الصحية «السباهي» فإن من يدير صيدلية مستشفى يجب أن يكون حاملا لمؤهل البكالوريوس، في حين لا يوجد مانع من أن يدير صيدليات مراكز الرعاية الصحية الصغيرة فنيون، أما إذا كان مركز الرعاية الصحية بسعة أكبر، وبه عيادات تخصصية فيجب أن يدير صيدليته حامل لشهادة البكالوريوس، منوها إلى أن الوزارة تدرس حاليا نظاما جديدا يشترط أن تكون إدارة صيدليات جميع مراكز الرعاية الصحية حتى الصغيرة منها بيد صيادلة يشرفون على الفنيين العاملين بها.
