وزير الخارجية: قمة مكة وقفة صادقة لدرء الفتن التي تواجه الأمة الإسلامية

جدة – ماجد مطر, واس
الاستجابة السريعة لدعوة خادم الحرمين الشريفين مؤشر إيجابي
أكد وزير الخارجية، الأمير سعود الفيصل، أن دعوة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لعقد مؤتمر التضامن الإسلامي بصفة استثنائية اليوم وغداً في مكة المكرمة، تستهدف الوقوف وقفة صادقة لدرء الفتن التي تواجه الأمة الإسلامية والتصدي للمخاطر الجسيمة الناجمة عنها “بما في ذلك التطرف والتعصب والتحريض والعنف والخروج عن إجماع الأمة بتبني منهج مخالف لما جاءت به عقيدة الإسلام السمحة انطلاقا من الحرص على مبادئ الدين الحنيف وانتهاج مبدأ الوسطية”، حسب قوله. وعبر وزير الخارجية، في كلمةٍ ألقاها نيابةً عنه نائبه الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية أمس للتحضير للدورة الاستثنائية الرابعة لمؤتمر قمة التضامن الإسلامي في قصر المؤتمرات بجدة، عن بالغ ارتياحه للاستجابة السريعة التي حظيت بها دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد مؤتمر التضامن الإسلامي، وقال إن هذه الاستجابة تعد في حد ذاتها مؤشرا إيجابيا يعكس الرغبة الصادقة لدى جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي للتصدي للتحديات التي تواجهنا ولتعزيز أواصر التضامن الإسلامي بين دولنا خدمة لديننا الإسلامي الحنيف ولأمن وسلامة أوطاننا وشعوبنا. وقال وزير الخارجية إن “الواقع الذي تعيشه أمتنا الإسلامية ليس بخافٍ عليكم، حيث استشرت الفتن وبات التشتت والانشقاق والانقسام والتنافر تهدد كيان أمتنا الإسلامية ووصل للأسف الشديد إلى حد العداء والتناحر فيما بين المسلمين أنفسهم بل وأصبح هذا العداء أشد ضراوة من العداء للآخرين”. وأضاف “هذا الواقع المرير في حد ذاته لا ينعكس فحسب على أمن واستقرار أمتنا الإسلامية وشعوبنا بل ويفتح أيضا المجال لإضعاف أمتنا الإسلامية ويعطي مبررا للتدخل في شؤونها”. ومضى يقول “من هذا المنطلق جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد هذه القمة الإسلامية الاستثنائية للوقوف وقفة صادقة لدرء الفتن”. وشدد وزير الخارجية على الحاجة لاستعادة الأمة الإسلامية تضامنها والوقوف صفا واحدا أمام هذه التحديات التي تعترض مسيرتنا، لافتا الانتباه إلى أنه ومن هذا المنظور فإن الموضوع الرئيس المطروح على جدول أعمال القمة الإسلامية اليوم هو تعزيز التضامن الإسلامي الذي من شأنه أن ينعكس إيجابا على حل كل القضايا التي تعيق مسيرة العمل الإسلامي المشترك. وأكد أن خادم الحرمين الشريفين، وانطلاقا من حرصه على رفعة هذه الأمة وعلو شأنها والخروج بحلول عملية لإنجاح أهداف القمة، سيبحث – حفظه الله – هذه القضايا مع أشقائه قادة الأمة الإسلامية بكل شفافية بما في ذلك اقتراح الحلول التي من شأنها معالجة ما يعتلج في وجدان هذه الأمة وبما يمكنها من الوقوف صفا واحدا في محاربة الفتن الطائفية والمذهبية والعمل على تكريس احترام بعضنا البعض دولا وشعوبا وطوائف والتأسي بقوله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
من جانبه، أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلي، أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله- شَمِلَ منظمة التعاون الإسلامي على الدوام بدعمه مما كان له أفضل الأثر في تعزيز نشاطها في جميع المجالات. وتوجه أوغلي لوزير الخارجية الأمير سعود الفيصل باسمه وباسم أصحاب وزراء الخارجية بالدعاء وتمنياته لسموه بالشفاء العاجل وعودته إلى أمته وشعبه. وأوضح أوغلي أن العالم الإسلامي يشهد هذه الأيام تحولات مفصلية وحاسمة جداً في تاريخ الأمة الإسلامية تتطلب معالجتها قدراً عالياً من الحكمة والروية وإلى جهود مكثفة لوقف النزاعات. وقال “انبرى لهذا العمل الحميد الذي ينم عن حرص شديد على مصالح المسلمين خادم الحرمين الشريفين الذي يُجمع القادة المسلمون على أنه أجدر من يقوم به ويتفقون على صواب رأيه وحكمته، إذ دعا إلى قمة إسلامية استثنائية للتداول فيما ينبغي عمله واتخاذ القرارات التي تؤدي إلى تعزيز التضامن الإسلامي وإعادة اللحمة في مواجهة التحديات الخطيرة التي باتت تهددنا جميعا”. وأشار إلى أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين هذه تأتي مرادفة لمبادرته عام 2005 بعقد القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة التي عقدت في مكة المكرمة التي نجم عنها وضع برنامج العمل العشري الذي رسم خطوط الإصلاحات العديدة التي ينبغي تنفيذها لضمان تقدم الأمة الإسلامية. وعدَّ أوغلي مبادرة خادم الحرمين الشريفين بشير خير وتفاؤل لوقف تيار الخلافات والشقاق والالتفاف حول ما يجمع الأمة الإسلامية والابتعاد عن بواعث إذكاء الأحقاد والنزاعات من قضايا طائفية أو عرقية. وعبر عن أسفه أن سوريا باتت تعيش مأساة حرب طاحنة حُذر منها مراراً وتكرارا، واصفاً ذلك بأنه نتيجة متوقعة للتجاهل الذي قوبلت به مطالب الشعب وتطلعاته المشروعة. وتطرق الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إلى مدينة القدس الشريف حيث أعرب عن القلق لما تكابده من تطورات بالغة الخطورة وغير مسبوقة تستهدف بالدرجة الأولى هويتها الإسلامية والمسجد الأقصى، مؤكدا أن ذلك الأمر يتطلب إجراءات استثنائية للتصدي للانتهاكات قبل استفحال الأمور، كما أعرب عن قلقه لما يحدث مع طائفة الروهينجيا المسلمة في ميانمار من انتهاك لحقوقها في المواطنة، وعدّ أفرادها قوما لا وطن لهم مما يدعو لقرارات حاسمة، مؤكدا أن المنظمة تعمل على توقيع اتفاق لتقديم الدعم العاجل للمتضررين.