كشف وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عادل بن زيد الطريفي، عن عمل الوزارة حالياً على إنشاء مركزٍ إعلامي عالمي للمشاعر المقدسة، مشيراً إلى عدم هجوم قناة «حج فارسي» السعودية على أحد. وقدَّر الوزير عدد القنوات الفضائية التي نقلت خطبة يوم عرفة من مسجد نمرة ب 70 قناة عربية وأجنبية. ولفت، في تصريحاتٍ أمس الأول خلال جولة تفقدية لمقر «الثقافة والإعلام» في منى، إلى مشاركة نحو 250 إعلامياً أجنبياً في تغطية شعائر الحج في ظل رعاية كاملة من جانب الوزارة. فيما قدَّر عدد الإعلاميين السعوديين بأكثر من 1000 يعملون في الميدان ويعكسون بإصرارهم وأدائهم المميز حج هذا العام، واصفاً أدوارهم ب «المتميزة» في نقل الصورة الصحيحة عن الخدمات التي تقدِّمها المملكة للحجاج. وأرجع الوزير نشر عددٍ من الصحف الأجنبية تغطيات إيجابية عن الحج، على غرار ما كان في الأعوام الماضية، إلى جهود الإعلاميين في القطاعين العام والخاص سواءً داخل المملكة أو خارجها. وقال إنهم نقلوا قصصاً وتجارب تعكس إنسانية الإسلام وروحانية المكان، موضحاً أن المركز العالمي للمشاعر المقدسة المزمع إنشاؤه سيكون بوابةً رئيسةً العام المقبل لزيادة عدد الصحفيين الأجانب. فيما ذكر أن قناة «حج فارسي» السعودية ليست موجهة لمحاربة أو مهاجمة أحد، إنما غرضها نقل وقائع الحج كما هي على الأرض باللغة الفارسية وكذلك نقل كلمة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، والمؤتمرات الإعلامية التي تنظمها الجهات الأمنية والصحية وغيرها. وأوضح الدكتور الطريفي: «قمنا بالترجمة عبر «حج فارسي» باللغة الفارسية ولدينا الإخبارية تنطق باللغة الفارسية، استطعنا إيصال وجهة النظر أنه ليست لدينا مشكلة مع الحاج الإيراني، بل إن حكومة خادم الحرمين الشريفين ترحب بالحاج الإيراني أينما كان، إنما كانت الفتوى والمنع من خامنئي نفسه والحرس الثوري داخل إيران، وهم لا يشكلون المجتمع الإيراني بل جزءً منه»، لافتاً إلى صدور فتاوى من مراجع دينية شيعية أخرى أفتت بالحج وضرورة القيام بهذه الشعيرة المهمة من شعائر الإسلام. وأفاد الطريفي بالتقائه عدداً من الصحفيين الأجانب الذين تحدثوا من أنفسهم عن الخدمات في الحج. وأشار إلى حاجةٍ أمريكيةٍ كتبت مقالةً أمس الأول في صحيفة «نيويورك تايمز» رصدت فيها تجربتها مع روحانية الحج والخدمات المقدَّمة من قِبَل حكومة خادم الحرمين الشريفين، و»هذا الأمر وفي هذا الوقت تحديداً يقضي على تلك المزاعم التي تبثها جهات معينة غرضها تشويه صورة الحج في المملكة وتشويه صورتها». في سياقٍ متصل؛ أكد الطريفي أن عدد اللغات التي تبث بها وكالة الأنباء السعودية «واس» سيرتفع من 5 حالياً إلى 10 قبل نهاية العام الجاري. وأبان: «وسيُضَاف إليها عددٌ من اللغات منها اللغة اليابانية على سبيل المثال، ولدينا مشروع الإخبارية الكبير الذي ُأعلِنَ عنه في مشروع التحول الوطني، إذ يسعى إلى إخراج قناة الإخبارية في منظومة مختلفة تتعلق باللغة الإنجليزية والفارسية، كلغتين من أصل 3 رئيسة». ونوَّه الطريفي بدور «الثقافة والإعلام» وهيئة الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء السعودية في تدريب عددٍ كبيرٍ من الشبان والشابات السعوديين على التغطية الإعلامية بهذه اللغات. وأبرز، في ذات السياق، سعي الوزارة إلى التركيز على الخدمات والتطبيقات الحديثة، مشيراً إلى عددٍ من المشاريع سيتم الإعلان عنها، منها ورش الإعلام الوطنية التي تشمل هيئة الثقافة الجديدة التي أمر خادم الحرمين الشريفين بتدشينها، وتطوير وسائل الإعلام الحكومية، وصحافة الطفل والمرأة. ولفت الطريفي إلى تطورٍ في مقر الوزارة في منى بين العامين الماضي والجاري. وقال: «أتذكر العام الماضي لما زرنا أنا وأنتم هذا المكان؛ لم يكن البرج (برج هيئة الإذاعة والتليفزيون) بمثل هذه المواصفات، لكن بجهد الزملاء وبدعمٍ من حكومة خادم الحرمين الشريفين أيده الله؛ تمكنَّا من إنجاز هذا المكان في وقت ملائم جداً، وهناك تقنيات جديدة لاسيما على مستوى الإنترنت». وتابع: «كان لنا شرف مرافقة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى وادي السيلكون (في الولاياتالمتحدة)، تعلَّمنا الكثير، وكان معنا زملاء من الوزارة وهيئة الإذاعة والتليفزيون، تعلمنا كثيرا من التقنيات الحديثة التي بدأت في الظهور والصدور». ووفقاً للوزير؛ فإن «الثقافة والإعلام» عازمةٌ على تطبيق كثيرٍ من هذه التقنيات وتدريب الشبان والشابات عليها مع التركيز على اللغات لتكون المملكة نافذة العالم الأجنبي إلى اللغة العربية، مما سيسهم في إحداث نقلة نوعية للإعلام ويقلِّل الفجوات بين الإعلام العام ونظيره الخاص. وفي تصريحاته؛ رفع الطريفي الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد على ما يجده الحجاج من عنايةٍ وما يُقدَّم لهم من خدمات جليلة في جميع المجالات. وقال: «حتى هذا اليوم شهد أداء النسك نجاحاً باهراً، وتشهد المشاعر تطوراً في كل الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام»، لافتاً إلى وضوح توجيهات الملك سلمان للجميع أن يكون حج هذا العام مميزاً، و»هذا ما لمسناه في لجنة الحج العليا برئاسة سمو ولي العهد والتوجيهات التي تلقيناها منه في الأشهر الماضية، حيث راجعنا عدداً كبيراً من المسائل التي تتعلق بحج الأعوام الماضية والسنوات المقبلة». وأشاد الطريفي، في الوقت نفسه، بالإسهامات الكبيرة من قِبَل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، الأمير خالد الفيصل، إذ بذل جهوداً أكثر من رائعة لإنجاح حج هذا العام. إلى ذلك؛ استقبل الدكتور الطريفي، في مقر «الثقافة والإعلام» في منى أمس الأول، ضيوف الوزارة من المثقفين والمفكرين والكتاب والإعلاميين الذين قدموا من دول عدَّة لأداء فريضة الحج. ورحَّب الطريفي بالضيوف في بلدهم الثاني المملكة. وأعرب عن سعادته بلقاء رموز الإعلام الإسلامي، مؤكداً حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد على توفير كل الإمكانات لحجاج بيت الله الحرام وإقامة عديد من المشاريع في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة خدمةً لضيوف الرحمن ليؤدوا مناسكهم بكل يسرٍ وسهولة. وتمنى الطريفي للضيوف طيب الإقامة وموفور السعادة لهم في بلد الله الحرام، داعياً الله تعالى أن يكون حجهم مبروراً وسعيهم مشكوراً ودعاؤهم مستجاباً. بدورهم؛ أعرب الضيوف عن شكرهم وتقديرهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين ممثَّلةً في وزارة الثقافة والإعلام على حسن الاستقبال وتيسير أداء نسكهم. حضر الاستقبال المشرف العام على مكتب وزير الثقافة والإعلام، الدكتور أحمد الصمعاني، ورئيس هيئة وكالة الأنباء السعودية، عبدالله بن فهد الحسين، ورئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون المكلَّف، الدكتور عبدالملك الشلهوب، ووكيل «الثقافة والإعلام» للإعلام الخارجي، الدكتور عبدالمحسن فاروق إلياس. كان الصمعاني والحسين والشلهوب وعددٌ من مسؤولي «الثقافة والإعلام» رافقوا الطريفي خلال جولته التفقدية لمقر الوزارة في منى. وشهدت الجولة متابعة سير خطة نقل شعائر الحج وآليات تيسير مهام وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية، فضلاً عن زيارة المركز الإعلامي المخصص لخدمة الإعلاميين المحليين والأجانب. وتفقَّد الطريفي أيضاً البرج الذي أنشأته هيئة الإذاعة والتلفزيون والاستديوهات التليفزيونية والإذاعية الحديثة، ومنها استديوهات القناة السعودية والقناة الثانية والقناة الإخبارية واستوديو الإذاعة، كما زار مكتب وكالة الأنباء السعودية في منى.