المواجهة مع إيران لا تتطلب فقط مواجهة أفعالها التخريبية وتنظيماتها الميليشياوية التي أوجدتها في المنطقة لتمارس التخريب المنظم والأعمال الإرهابية بالوكالة عن طهران ضد شعوب ودول المنطقة العربية، وحتى المواجهة الأمنية تكون قاصرة إذا أراد العرب ودول الخليج بشكل خاص التصدي لهذا الأخطبوط القاتل، الذي تمتد أذرُعه لتعبث بأمن واستقرار المنطقة. قبل أيام، اعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الكويتي أن إيران هي العدو الحقيقي لدول الخليج العربية، ودعا إلى تعزيز التنسيق الأمني بين دول الخليج، لمواجهة محاولاتها في إشاعة الفوضى، والحقيقة أنه آن الأوان لمواجهة شاملة مع هذا العدو الذي لا يتورع عن ارتكاب كل أعمال التخريب والقتل والتدمير في بلدان العرب، عبر أدواته من سوريا إلى العراق، إلى اليمن، مرورًا بمملكة البحرين. والمواجهة الشاملة مع إيران تتطلب ليس تنسيقا أمنيّا فحسب – رغم أهميته -، بل خطة إعلامية كاملة لمواجهة الإعلام الإيراني وتوابعه من قنوات ومحطات تلفزيونية، خاصة الناطقَ منها باللغة العربية، الذي تقف خلفه مؤسسات سياسية وإعلامية متعددة، وتمارس التزوير والكذب والخداع والتضليل على مدار الساعة، إضافة إلى تصريحات مسؤوليها التي طالما عبّرت عن العدائية للشعوب العربية. الإعلام كان ولا يزال مُكوِّنًا أساسيّا في أي معركة، بل يلعب دورًا أساسيّا في مواجهة أي عمل عدائي مهما كان نوعه أو شكله، والوصول إلى الرأي العام العربي والدولي لا يتم إلا عبر المنابر الإعلامية، كما أن الرد على التضليل الإعلامي الإيراني وتوضيحه للإنسان العربي؛ بات ضرورة في هذه المرحلة، لأن الدعاية الإيرانية تركز في تضليلها على اختلاق الأكاذيب من أجل خلق حالة إحباط لدى جيل الشباب بشكل خاص. الأوضاع التي فرَضها ما سُمِّي ب «الربيع العربي» فَرضت على دول الخليج تَحمُّلَ مسؤولية مضاعَفة، وبات مطلوبًا من هذه الدول العمل على تنسيق إعلامي على درجة عالية للتصدي للتضليل الإيراني، خاصة أن عديدًا من وكالات الأنباء الغربية تكرِّر ما تردِّده طهران عبر وسائلها الإعلامية، معبِّرة عن انحياز واضح ضد العرب.