لا تزال مخاطر القنابل التي لم تنفجر منذ الحرب العالمية الثانية تطارد ألمانيا بعد 70 عاماً على انتهاء الحرب، إذ تنفجر دون سابق إنذار أو تظهر على السطح بعد فترات الصقيع. ويتم العثور على أكثر من 2000 طن من القنابل والذخيرة الحية سنوياً في ألمانيا حتى تحت المباني. وتقوم السلطات الألمانية بإبطال مفعول هذه القنابل أو تفجيرها في تفجيرات محكمة، لكن بعد أن تكون قد تسببت بالفعل في ارتباك أو عمليات إجلاء أو ربما أودت بحياة البعض. وقال ديتليف جاب خبير المفرقعات في شرطة برلين الذي نزع فتيل آلاف القنابل على مدار 23 عاماً «كلما كانت قديمة كلما زادت خطورتها. «إنها مهمة خطيرة وهناك كثير من الخيارات والحرية في اتخاذ القرارات بشأن إمكانية إبطال مفعول القنبلة أو تفجيرها، حيثما وجدت إذا كانت تالفة بشكل كبير.» وتعود أصوات وروائح الحرب العالمية الثانية التي يحيي الألمان ذكراها الأسبوع المقبل إلى الحياة من جديد في منطقة بغابة جرونيفالد ببرلين، حينما تقوم فرقة جاب بتفجير ما عثرت عليه من القنابل ثماني مرات سنوياً. وتدوي صافرات الإنذار من الغارات الجوية قبل أن تهتز الأرض في المنطقة المحاطة بإجراءات أمنية مشددة تحت وقع تفجيرات متتالية. وفي بعض الأحيان ترتج الأرض وتتطاير شظايا ملتهبة في أرجاء الغابة ويتصاعد الدخان في سمائها. يقول جاب «لا يزال هناك ما يقدر بنحو 2500 قنبلة مدفونة في برلين، وعدد أكبر من قذائف المدفعية. منذ عام 1948 عثرنا على 1395 قنبلة». والعام الماضي تم العثور على نحو 56 طناً من الذخائر غيرالمنفجرة في برلين التي كانت الهدف الرئيس لحملة قصف جوي من قبل البريطانيين والأمريكيين قبل أن تدمرها المدفعية والقنابل السوفيتية في معركة برلين قبل 70 عاماً. وأمطرت الطائرات الحربية الأمريكية والبريطانية برلين بنحو 1.5 مليون طن من القنابل التي أودت بحياة 600 ألف شخص. ويقدر المسؤولون الألمان أن 15 % من القنابل لم تنفجر وأن بعضها ما زال مدفوناً على عمق ستة مترات تحت الأرض.