ما من عاقل ينكر دور البلديات في إدارة المشروعات وتقديم الخدمات للمواطنين، ولذا علينا أن نقدم جزيل الشكر لكل من يعمل بجد وإخلاص في بلدياتنا لأنه وإن كان يتقاضى راتباً عن ذلك فإنه يقدم خدمة جليلة لنا. في المقابل ما من منصف من مسؤولي البلديات إلا ويقر بالتقصير والقصور في إدارة المشروعات، وتقديم الخدمات للمواطنين سواء بعذر شرعي أو ملفق أحياناً، المهم أن هناك قصورا في بعض الخدمات الضرورية ومن حق المواطن أن يبدي رأيه وأن يطالب بحقه. لذا على البلديات استيعاب المشهد، فمواطن اليوم يختلف كلياً عن مواطن الأمس، مواطن الأمس يبحث عن الكم، أما مواطن اليوم فيبحث عن الكم والكيف معاً، وهو بقدر ما يبحث عن الخدمة كل الخدمة، فإنه ينشد الجودة، حيث ارتفع عنده الوعي والذائقة. فمواطن اليوم هو مهندس أو رجل مال وأعمال أو صاحب خبرة ودراية، أو أحد هؤلاء زميل له أو يعيش في منزله. مواطن اليوم اطلع على تجارب الدول سواء عن طريق الإعلام أو بالسفر للشرق والغرب، واطلع على المشروعات والخدمات هناك: نوعيتها وجودتها وطريقة تنفيذها، فجاء يتحدث وكأنه مهندس مشروعات أو خبير دولي في الخدمات، وله الحق في ذلك، فالدولة رعاها الله، تنفق المليارات على المشروعات والخدمات، من أجل إسعاد المواطن وراحته، ولذا على البلديات أن تنفقها في الوجه الصحيح، على الوجه الأكمل، لينتفع منها المواطن حق المنفعة. أرجو أن لا يكون نداء المواطن: لقد أسمعت لو ناديت حياً... ولكن لا حياة لمن تنادي. عاش مواطن اليوم الذي ينادي بالخدمة أو تحسينها، وعاشت البلديات التي تُسَخِّرُ سمعها لخدمة المواطن أينما كان.