أقوم بين الحين والآخر وكلما وجدت وقتاّ لذلك، بقراءة بعض من صحفنا الإلكترونية، وبنظرة سريعة على جميع هذه الصحف دون استثناء، سواء المصنفة بالصحف القوية والمعروفة، أو الصحف التي لا يعرفها إلا أصحابها المؤسسون لها، ومعهم عدد قليل من القراء، نجد هناك ظاهرة مخجلة تشترك فيها جميع هذه الصحف ، ولم تسلم منها أي صحيفة قوية كانت أو ضعيفة، ألا وهي كثرة الأخطاء الإملائية والنحوية بصورة كبيرة وفاضحة، أخطاء كثيرة يصعب حصرها، تفوق في عددها وكثرتها عدد هذه الصحف الإلكترونية ولا أقصد هنا ردود أو تعقيبات القراء على الأخبار والمقالات فهذه مصيبة أكبر. ولكن ما أقصده أخطاء المحررين وكتاب الصحيفة، فالأخطاء تجدها في كل قسم من أقسام الصحيفة الإلكترونية، أي تشاهدها وأنت تقرأ خبراً أو مقالاً من مقالات الكتَّاب، بالتأكيد ستقع عيناك على كم هائل من الأخطاء الإملائية والنحوية، أعلم أنه من الصعب أن توفر أي صحيفة إلكترونية مصححاً لغوياً كما هو الحاصل في الصحف الورقية، إذ من المعروف أن كل صحيفة ورقية تضم قسماً خاصاً مهمته المراجعة والتصحيح والتدقيق الإملائي والنحوي واللغوي، يقوم عليه عدد من المختصين في اللغة العربية، وهذا ما يميز بالفعل الصحف الورقية عن الصحف الإلكترونية، ويجعلني متمسكاً بها، ولكن بإمكان أصحاب الصحف الإلكترونية الحد من هذه الظاهرة الخطيرة، ولو بنسبة معينة، وذلك عن طريق الاستفادة من التصحيح التلقائي لجهاز الكمبيوتر والبرامج المعروفة المتعلقة بهذا الجانب، ليقوم الجهاز بهذا الدور أي التصحيح. بدلاً عن هذا التشويه الفاضح في اللغة، وبدلاً عن ظهور الصحف الإلكترونية بهذه الصورة المخجلة.