انفجرت سيارة ملغومة عند مديرية أمن محافظة الدقهلية في دلتا النيل في مصر في الساعات الأولى من يوم أمس الثلاثاء مما أسفر عن مقتل 14 شخصاً من بينهم 12 شرطياً على الأقل في واحد من أكثر الهجمات دموية منذ أن عُزِلَ الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو. وقال مسؤولون أمنيون إن الانفجار الذي وقع في مدينة المنصورة عاصمة المحافظة الواقعة شمالي القاهرة أسفر كذلك عن إصابة زهاء 140 شخصا. بدورها، تعهدت الحكومة المدعومة من الجيش بمحاربة «الإرهاب الأسود»، وشددت على أن الهجوم لن يعرقل خطة الانتقال السياسي وخطوتها التالية هي الاستفتاء على دستور جديد في منتصف يناير المقبل. من جانبه، قال أحد المصابين للتليفزيون الرسمي «سمعت دويّاً شديداً ووجدت دماء على جسمي كله»، وأضاف المصاب الذي كان راقداً على سرير في مستشفى ورأسه مضمد «نزلنا جميعاً من المبنى مهرولين لنجد زملاءنا على الأرض غارقين في الدماء». ودفع الهجوم مجلس الوزراء لإصدار بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية يعلن فيه أن جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي «جماعة إرهابية» لكن المسؤولين لم يتهموا الجما عة صراحة بشن الهجوم. في المقابل، أدانت جماعة الإخوان المسلمين في بيانٍ صدر عن مكتبها الإعلامي في لندن الانفجار ووصفته بأنه «محاولة خائنة ترمي إلى إلقاء العداوة والبغضاء بين أبناء مصر». أما وزير الداخلية، محمد إبراهيم، الذي نجا من محاولة اغتيال في القاهرة في سبتمبر الماضي فاعتبر من موقع انفجار المنصورة أن «البلاد تواجه عدواً لا دين ولا وطن له». في السياق نفسه، أعلن الجيش أن سيارة ملغومة استُخدِمَت فيما أسماه «عملية إرهابية خسيسة»، فيما رأت الرئاسة أن مثل هذه الهجمات «تزيد الدولة تصميماً على اجتثاث الإرهاب من كافة ربوع البلاد». وقال التليفزيون الحكومي إن «مجموعات قتالية» تابعة للشرطة ستنتشر على مستوى الجمهورية ولديها أوامر بالتعامل بالذخيرة الحية. وعانت مصر من صراعات داخلية هي الأكثر دموية في تاريخها الحديث منذ عزل الجيش مرسي أول رئيس منتخب في انتخابات حرة في الثالث من يوليو بعد احتجاجات حاشدة مطالبة بتنحيته. وقُتِلَ المئات من أنصار جماعة الإخوان المسلمين في اشتباكات مع قوات الأمن، في حين أصبح تعرض قوات الأمن لهجمات قاتلة أمراً مألوفاً. ويقول بعض المحللين إن مصر قد تواجه تمرداً إسلامياً طويل الأجل وهو خطر يضاعفه تدفق الأسلحة المهربة من ليبيا منذ بدء الانتفاضة التي أطاحت بالزعيم الراحل معمر القذافي قبل ما يقرب من ثلاث سنوات. وأظهرت لقطات بثها التليفزيون الرسمي في مصر أمس أن الانفجار حطم نوافذ مديرية الأمن وألحق أضرارا بالغة بالمبنى ومبانٍ مجاورة في وسط مدينة المنصورة. ووسط ركام من قطع الزجاج المهشم وكتل الإسمنت المبعثرة والسيارات المحترقة أمام مديرية أمن المنصورة جراء التفجير الذي استهدفها، تجمع عشرات من أهالي المدينة وأطلقوا العنان لغضبهم من الإخوان المسلمين وهتف بعضهم «الشعب يريد إعدام الإخوان». ووجه وائل حمدي (50 عاما) الاتهام إلى جماعة الإخوان قائلاً إن «الإخوان هم المسؤولون عن هذا، إنهم يريدون العودة للحكم ولو بالدم والقوة والدمار».