كد القنصل البريطاني العام في القدسالمحتلة فينسنت فين، أن "المستعمرات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعية بموجب القانون الدولي". وقال "إنها تقوض الثقة و تهدد قابلية حل الدولتين"، مضيفا "سوف نستمر في إثارة قلقنا تجاه المستعمرات في اجتماعاتنا الخاصة مع الحكومة الإسرائيلية وتوضيح وجهات نظرنا علنا إذا لزم الأمر، ويشاركنا المجتمع الدولي وجهات نظرنا هذه". ودعا القنصل البريطاني، في مقابلة نشرت أمس على موقع "وزارة الخارجية البريطانية بالعربية"، حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى "نبذ العنف واتباع طريق السلام"، وقال إن "بريطانيا تمول قطاعي الصحة والتعليم في غزة بنحو 50 مليون دولار سنويا". وأضاف أن بريطانيا "تؤيد تماما عملية المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بقيادة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.. فهي أفضل فرصة لتحقيق سلام عادل ودائم في شرق أوسط مستقر ومزدهر تقع في قلبه دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة تعيش في سلام جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل آمنة". وتابع "رسالتنا إلى كل من القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية أن هذا هو الطريق الصحيح على رغم التحديات الكثيرة، ونحن ننظر إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لإظهار القيادة الشجاعة اللازمة للتوصل إلى اتفاق لصالح الجميع". كما شدد على أن "الجهود الدولية الحالية التي تقودها الولاياتالمتحدة هي أفضل فرصة للسلام، وباتت الحاجة إلى تحقيقه حقيقية وملحة، ولن يتم حل الصراع إلى الأبد إلا عن طريق حل متفاوض عليه، لذلك نحن نركز جميع جهودنا لدعم المحادثات الحالية بكل ما في وسعنا". وفي سياق متصل، تحدث الدبلوماسي البريطاني عن دعم بلاده لقطاع غزة، وقال "المملكة المتحدة، من خلال وزارة التنمية الدولية، هي واحدة من أكبر الجهات المانحة في الأراضي الفلسطينية، حيث يبلغ تمويل بريطانيا في قطاع غزة ما يقارب 50 مليون دولار سنويا خاصة لقطاعي التعليم والصحة، كما تمول برنامج وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لخلق فرص العمل ل 5300 شخص من سكان غزة، كما توفر قسائم غذائية ل 5700 أسرة فقيرة، بالإضافة إلى بناء 12 مدرسة جديدة تمكن 12000 طفل من الحصول على تعليم لائق، فغزة هي جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية. وأضاف "سياستنا بالنسبة لحماس واضحة: يجب على حماس نبذ العنف واتباع طريق السلام". وفي معرض رده على سؤال حول اعتقاد كثير من الفلسطينيين أن المملكة المتحدة تتحمل مسؤولية أخلاقية تجاه مصيرهم بسبب تاريخ بريطانيا في المنطقة، بما في ذلك وعد بلفور، أجاب الدبلوماسي البريطاني "نحن نبذل كل ما في وسعنا للمساعدة في حل هذا الصراع الذي استمر فترة طويلة جدا.. إنه في مصلحتنا الوطنية ويتفق مع قيمنا أن نقوم بذلك، بالطبع كان لبريطانيا دور تاريخي هنا ولكن يجب أن يكون تركيزنا الآن على المستقبل الذي هو دولة فلسطينية قابلة للحياة ذات سيادة تعيش إلى جانب دولة إسرائيل آمنة، على أساس حدود 1967 مع تبادل الأراضي المتفق عليها، والقدس عاصمة مشتركة للدولتين، و إيجاد حل عادل ومنصف ومتفق عليه للاجئين". وأبدى فينسنت فين، الذي يغادر منصبه قريبا كقنصل عام في القدس، تفاؤله إزاء مستقبل الشعب الفلسطيني، وعبر عن إعجابه بالتزامهم في إيجاد حياة أفضل لأطفالهم.