هل نقد النقد ترف أم ضرورة؟    الهلال يتغلّب على بالينغن الأماني بسداسية    سون ينتقل إلى لوس أنجليس الأمريكي    5 جوانب أكاديمية ونفسية في التقويم الدراسي    مهاجم ليفربول نونيز يعطي موافقته للهلال    الهلال يمنع من كأس السوبر 2026-2027    زيلينسكي: يبدو أن روسيا أصبحت أكثر ميلا لوقف إطلاق النار    « OpenAI » تبحث بيع كمية من أسهمها    مثول المتهم بقتل محمد القاسم أمام محكمة كامبريدج    وصول قافلة مساعدات سعودية إلى درعا السورية    الأمير فهد بن سلطان يطلع على نتائج القبول بجامعة تبوك.    السعودية والعراق توقعان اتفاقية في مجال مكافحة المخدرات    وزير الدفاع يبحث مع نظيره الأمريكي تطوير الشراكة الإستراتيجية    مصليات متنقلة بواجهات جازان    أخضر اليد يتعادل مع البرازيل في انطلاق بطولة العالم للناشئين    ارتفاع عدد وفيات سوء التغذية في غزة إلى 193 بينهم 96 طفلاً    إحباط تهريب (10) كيلوجرامات من مادة الحشيش المخدر في جازان    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على الجوهرة العساف    مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق مرتفعًا عند مستوى (10946) نقطة    مركزي جازان ينجح في إزالة ثلاث عقد في الغدة الدرقية الحميدة بالتردد الحراري دون تدخل جراحي    أمير القصيم يفتتح مركز الملك عبدالعزيز للمؤتمرات بجامعة القصيم    محافظ تيماء يستقبل مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة تبوك    الخارجية الفلسطينية تطالب بإجراءات دولية فاعلة لوقف إرهاب الاحتلال والمستوطنين    إجراء أول زراعة منظم ضربات قلب لاسلكي في المملكة    ارتفاع مؤشر نضج التجربة الرقمية لعام 2025 إلى86.71%    اتفاقية تعاون بين الصين و مصر بشأن إدارة مواقع التراث الثقافي العالمي    مجموعة فقيه للرعاية الصحية تحقق إيرادات بقيمة 1.51 مليار ريال خلال النصف الأول من عام 2025    البريد السعودي ‏يُصدر طابعًا تذكاريًا بمناسبة تكريم أمير منطقة ⁧‫مكة‬⁩ المكرمة ‬⁩تقديرًا لإسهاماته    هبوط اسعار الذهب    أمير تبوك يستقبل رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد    سيرة من ذاكرة جازان.. إياد أبوشملة حكمي    «إنسان» تودع 10 ملايين ريالٍ في حسابات المستفيدين    الموارد: نخطط لنموذج مستدام لرعاية كبار السن    من تنفيذ تعليمات إلى الفهم والقرارات.. سدايا: الذكاء الاصطناعي التوكيلي يعزز الكفاءة والإنتاجية    بعد 80 عاما من قصفها هيروشيما تدعو العالم للتخلي عن السلاح النووي    طهران تتهم واشنطن بنسف المفاوضات النووية    والد ضحية حفل محمد رمضان: أموال الدنيا لن تعوضني عن ابني    هيئة التراث ترصد (24) حالة تعدٍ على مواقع وقطع أثرية    معرض «المهمل»    نوتنجهام ينافس أندية سعودية على نجم اليوفي    برشلونة يفتح إجراء تأديبياً بحق تيرشتيغن    تركيا تبدأ مناقشات نزع سلاح العمال الكردستاني    الرياض تصدرت معدل الامتثال ب92 %.. 47 ألف مخالفة للنقل البري في يوليو    تمكين المواطن ورفاهيته بؤرة اهتمام القيادة    احذروا الثعابين والعقارب ليلاً في الأماكن المفتوحة    سعود بن نايف يشدد على الالتزام بأنظمة المرور    سرد تنموي    صحن المطاف مخصص للطواف    سفير سريلانكا: المملكة تؤدي دوراً كبيراً في تعزيز قيم التسامح    فيصل بن مشعل: المذنب تشهد تطوراً تنموياً وتنوعاً في الفرص الاستثمارية    "الإسلامية" تنفذ برنامجاً تدريبياً للخُطباء في عسير    اتحاد المنطاد يشارك في بطولة فرنسا    تقليل ضربات الشمس بين عمال نظافة الأحساء    لجنة الانتخابات تعتمد قائمة نواف بن سعد لرئاسة الهلال    أمير جازان ونائبه يلتقيان مشايخ وأهالي محافظة هروب    مستشفى د. سليمان فقيه بجدة يحصد اعتماد 14 مركز تميّز طبي من SRC    إطلاق نظام الملف الطبي الإلكتروني الموحد "أركس إير"    روائح غريبة تنذر بورم دماغي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صابرة على زوجي عشان أولادي..!
أسوأ ما تكون عليه العلاقة الزوجية
نشر في الرياض يوم 26 - 08 - 2013

قد تتعسر سبل المعيشة في كثير من الأحيان بين الزوجين وربَُّما يتحمَّل أحد الطرفين سوء المعاملة من الآخر لأسباب قد يجدها ضرورية وتستحق البذل والتضحية، ولا يخفى على أحد أنَّ العديد من الظروف الشخصيَّة وتعقيدات الحياة اليومية، قد تؤثر بشكل مباشر على العلاقة بين الزوجين، الأمر الذي قد يدفع الزوجة إلى طلب الطلاق، وخاصَّة عندما تتزايد عليها الضغوط ويقع عليها ظلم كبير من جانب زوجها، إلاَّ أنَّ هناك من الزوجات من تتحمَّل كُلَّ ذلك نتيجة خوفها على مستقبل أبنائها.
إلاَّ أنَّه يبقى من المهم أن يلجأ الزوجان إلى إيجاد الحلول البديلة ومعالجة كافَّة المُشكلات التي قد تعترض مسار حياتهما الزوجيَّة بالحكمة والتفاهم، وأن يستشعرا أنَّ الهدف الأسمى من الزواج هو تحقيق الاستقرار النفسي، وممَّا لاشكَّ فيه أنَّ الحاجة إلى هذا الاستقرار تتأكَّد إذا رزق الزوجان بالأبناء، فوجود الأبناء قد يردم فجوة ما تتعرَّض له حياة الآباء من تعقيدات تحتاج إلى نفس طويل وتضحيات لحلها، وذلك حينما يكونون مصدراً للتراجع عن اتخاذ بعض القرارات المصيرية، كما أنَّ وجودهم قد يؤدِّي إلى التريُّث في تنفيذ القرارات أو التمهل قبل إصدارها، ويحق لنا أن نطرح هنا تساؤلات مفادها: هل أصبح وجود الأبناء مبرراً يجعل المرأة تصبر على مرارة العيش في كنف زوج ظالم؟، وهل على المرأة حقاً أن تضحي بنفسها وتتعرض لأبشع أنواع العنف والإهانات من أجل أولادها؟ وماذا لو اتخذت المرأة المظلومة قرارها بطلب الطلاق فوراً دون أن تُكلِّف نفسها عناء البحث في إيجاد البدائل التي تكفل لها الحفاظ على حياتها ومستقبلها مهما كلفها ذلك؟ هل وضع الأبناء لا يتدهور إلاَّ في غياب الأم فقط؟
امرأة مظلومة
وقالت "إيمان الجديعي" – ربَّة منزل-: "الظلم والتعنيف ليس بالأمر الهيّن على قلب الزوجة، فالمرأة المظلومة لا تستطيع العيش مع زوج ظالم تحت سقف واحد، فكما أنَّ الأسير يشتاق لتنفس هواء الحرية وإحقاق الحق فإنَّ المرأة أحرى بإطلاق سراحها وخروجها من سجن الظلم والتعنيف"، مُضيفةً أنَّه من الطبيعي أنَّ يكبر الأبناء في وجود الوالدين أو عند فقدان أحدهما، لذا فإنَّه من الضروري أنَّ يبلغوا سنَّ الرشد ويترعرعوا في بيئة سليمة وجو عائلي بعيد عن المشكلات الزوجيَّة، مُوضحةً أنَّهم إن عاشوا حياة البؤس والكراهية والظلم من قبل والدهم فإنَّ نشأتهم ستنحرف دون أدنى شك، مُشيرةً إلى أنَّه على الرغم من أنَّ الأم تُعدُّ رمزاً للحنان و التضحية، إلاَّ أنَّ ذلك يجب ألاَّ يكون على حساب أغلى ما تملك وهو كرامتها، وبالتالي فإنَّ الحل هنا قد يكون هو طلب الطلاق في هذه الحالة.
وأيَّدتها في ذلك "عبير الخليفة" إذ ترى أنَّ الطلاق يُعدُّ في هذه الحالة الحل الناجع الذي من الممكن أن يحقِّق الراحة النفسيَّة للزوج والزوجة والأولاد، وخاصَّة حينما يكون الزوج سبباً مباشراً في حدوث العديد من المشكلات التي تتعرَّض لها أسرته، مُضيفةً أنَّ العديد من النساء عشن تجارب ناجحة بعد الطلاق برفقة أطفالهن رُغم نظرة المجتمع السلبيَّة للمرأة المطلقة، مُوضحةً أنَّه لكي ينشأ الأبناء على نحو سليم فإنَّه يتوجَّب على الأسرة تهيئة الجو المناسب لذلك، مُشيرةً إلى أنَّ تعنيف الزوجة وإيذائها ينعكس سلباً على تربية الأبناء ونشأتهم، لافتةً إلى أنَّ التضحية هنا قد لاتكون هي الحل المناسب، إذ أنَّ الأبناء منذ الصغر يرون أنَّ الأبوين هما المثل الأعلى بالنسبة لهم، وبالتالي فإنَّه متى ما نشأ الأبناء في جو تسوده المشكلات فإنَّ الولد سيتأثر بذلك الأب المُتسلِّط المُعقَّد، كما أنَّ الفتاة ستتقمَّص دور والدتها المظلومة الضعيفة، وعندها تتكرَّر المأساة في حياتهم الأسرية مستقبلاً ما لم ينشؤوا في جو من التلاحم والاستقرار والتفاهم.
شخصيَّة ضعيفة
وتساءلت "خديجة الحربي" – موظفة- عن سبب مبادرة المرأة دوماً بالتضحية من أجل عيون أبنائها، وعن عدم وجود دور للزوج في هذه الحالة، مُضيفةً أنَّها جرت العادة أن يكون التنازل دائماً من قِبل الزوجة مهما كان وضعها وعمرها وتعليمها وثقافتها وشخصيتها، فإن هي تنازلت قيل انَّ هذا هو واجبها، وإن هي طلبت الطلاق قيل عنها انَّها لا تمتلك أدنى درجات الأمومة، داعيةً المرأة إلى عدم قبول دور الضحيَّة مهما بلغ الأمر؛ وذلك لأنَّ الشخصيَّة الضعيفة للمرأة تنعكس سلباً على أبنائها، مُشيرةً إلى أنَّ على المرأة في البداية محاولة إصلاح ما طرأ على الحياة الزوجيَّة من خلل وذلك بكافَّة السُبُل المُمكنة، فإنَّ هي لم تنجح في ذلك لن يبق أمامها سوى الطلاق صيانةً لكرامتها وحفاظا على أبنائها، مُوضحةً أنَّ على الآباء عدم إقحام أبنائهم في خلافاتهما الزوجيَّة، وإلى عدم استخدامهم وسيلةً لاستفزاز طرف مقابل آخر، أو لنقل أخبار كل طرف، وأن يلتزم الطرفان بعلاقة احترام متبادل بينهما حفاظاً على نفسية الأبناء.
وأكَّدت "ابتهال الرشيد" – طالبة جامعية- أنَّ كل فتاة تحلم أن تُكوّن عش زوجية هانئا تسوده الألفة والطمأنينة، بعيداً عن المشكلات والمُنغِّصات التي تؤدي إلى حياة زوجيَّة تعيسة نهايتها الحتمية الطلاق والانفصال، مُضيفةً أنَّ الله – عزَّ وجلَّ- جعل الطلاق الحل الأخير، وذلك بعد أن تُستنفد جميع مساعي الصلح بين الطرفين، مُوضحةً أنَّه من الظلم تحميل المرأة بمفردها أسباب فشل الحياة الزوجيَّة، مُشيرةً إلى أنَّ المرأة المظلومة تمر بأزمة نفسيّة كبيرة بعد الطلاق، إلى جانب الوحدة والانعزال التي تعيشها، وكذلك النظرة السلبيَّة من المحيطين بها، لافتةً إلى انَّ من أهم الأسس التي يرتكز عليها الزواج الناجح المحبة والمودة والاحترام المُتبادل بين الزوجين، فإن افتقدت الحياة الزوجية ذلك شعر الزوجان بالنفور من بعضهما وبدأت بذلك صفحة جديدة من المُشكلات على كتاب حياتهما الأسرية.
قسوة الطلاق
وأشارت "سحر القحطاني" – معلمة- إلى أنَّ "الطلاق" يُعدُّ من أصعب اللحظات التي تمر بها المرأة في حياتها، مُضيفةً أنَّه لا يعرف معناها إلا من اكتوى بنارها، لذا فإنَّه لا يمكن أن يشعر بالطلاق إلاَّ من عانى منه وجرّب قسوته، مُشيرةً إلى أنَّه عندما يقع الخلاف بين الزوجين فإنَّ العديد منهم يرون أنَّ الطلاق هو الحل، دون أن يكلِّفوا أنفسهم عناء التفكير في الحلول الأخرى أو اللجوء للإصلاح وإنقاذ الحياة الزوجية من الانهيار، لافتةً إلى أنَّ ذلك يُعدُّ نوعاً من الأنانية؛ لأنَّ الزوجين في هذه الحالة وجَّها اهتمامهما نحو تحقيق سعادتهما في حياتهما الخاصة دون النظر إلى العواقب، داعيةً الزوجين إلى الصمود بكل قوة أمام أمواج التعقيدات ورياح المشكلات والتفكير بالأبناء الذين لا ذنب لهم والصبر قدر المستطاع من أجل استمرار حياتهما الزوجية، مُبيّنةً أنَّ العديد من دراسات علم النفس الحديثة أثبتت أن نشأة الأطفال في بيت منقسم أو مليء بالخلافات والمنازعات الزوجية أفضل لهم نسبياً من تمزقهم بين أبوين يحيا كل منهما حياته الخاصة المستقلة، كما أنَّ ذلك أفضل لهم من نشأتهم وسط أسرة يقودها أحد الأبوين بمفرده، وهو التعبير الذي يطلق على الأسرة التي تتحمل مسؤوليتها الأم وحدها أو الأب بمفرده بعد الانفصال، وذلك مع التسليم التام بالآثار النفسية الضارة لمعايشة الصغار لخلافات الأبوين ومنازعاتهم، ناصحةً بالبحث عن حلول أخرى بعيدة كل البعد عن التفكير في الانفصال الذي لا يجلب في النهاية إلا التعاسة والانهيار التام للحياة الأسريّة.
المشاركة الزوجية
وبيَّن "عبدالعزيز بن محمد الشنقيطي" – باحث اجتماعي – أنَّ الحياة عموماً ترتكز على المشاركة، ومن أهمها المشاركة الزوجيَّة؛ مُضيفاً أنَّ أسباب الصراعات بين الزوجين تتغيَّر بحسب مراحل العمر، مُوضحاً أنَّه عندما ينظر أحد الطرفين إلى المشكلة يتبادر إلى ذهنه تساؤل مفاده: هل أستطيع الصبر مدى العمر كله على هذا الحال، بينما قد تكون المشكلة في هذه الحالة وقتية وبسيطة، وخاصَّةً في بداية الحياة الزوجيَّة، مُشيراً إلى أنَّ الزوجين قد ينسيا أنَّ للمرحلة العمريَّة دورا مساعدا في النظر إلى الأمور بحكمة ورويَّة، وأنَّه كُلَّما استمرت الحياة الزوجيَّة بمُرّها وحلوها فإنَّ هذه المُشكلات لا بُدَّ لها أن تتلاشى مع مرور الوقت، لافتاً إلى انَّه مِمَّا لا شك في أنَّ عطاء الأم لا يضاهيه عطاء، فعندما تُذكر تلين قلوب من قست قلوبهم، وتهبط نبرة الصوت تسليماً بِعِظم دورها، مع ضرورة وجود الأب مسانداً لها، فلا يُمكن أن تستقيم الحياة في غيابه، إلاَّ إن كان به خلل ما من مسببات العنف أو الدَّين أو مرض نفسي أو إدمان أو أيَّ خلل قد يشكل عبئاً على الزوجة والأبناء، مُؤكِّداً أنَّ معيار الجودة في الحياة الأسريّة يتمثَّل في أن يكون الصراع بين الزوجين على محاولة الاجتهاد في الفضل والتسابق على الخلق الحسن.
صورة الأم
ويرى "د. خالد بن صالح الصغير" – مستشار نفسي و اجتماعي – أنَّ هدف المرأة الأول من الزواج هو تكوين أسرة ومجتمع صغير يحيط بها، تستمع بوجوده وتتفنن في تربيته لترعاه وتُنميه، مُضيفاً أنَّ الأبناء هم متعتها في الحياة وباعث الفرح والسرور في نفسها، فإذا عرفنا هذا عرفنا أنَّ المرأة بشكل عام تغلب عليها التضحية والعاطفة أكثر من الرجل، وخاصَّة إذا كانت هذه التضحية تَمَس الأبناء وحياتهم، فعندها تكون واضحة المعالم لا لبس فيها ولا غموض، مُوضحاً أنَّ الزوجة تُقدِّم نفسها لأسباب عدَّة، ومنها ما وضعه الله فيها من غرائز الأمومة في العناية والرضاعة ومن رحمة وعطف وحنان على أولادها أكثر من الرجل، إلى جانب كونها هي التي حملت بهم طيلة شهور عدة، وبالتالي فإنَّ هذه العلاقة والرابطة المتينة المتصلة طيلة هذا الوقت تجعل من الزوجة تبذل التضحيات لأبنائها؛ لقربها منهم ومعرفة ما يدور ويجول بخواطرهم بعكس الزوج الذي يكون مشغولاً عنهم، كما أنَّه إذا حضر فإنَّ جلساته معهم تكون قليلة جداً وسطحية لا تصل بدورها للعمق الذي يتمناه الأبناء من أبيهم ويجدونه في أمهم.
وأشار إلى أنَّ هذا هو ما يجعل العديد من الأبناء يتجهون للأم عندما تحل بهم مصيبة أو يقعون في خطيئة؛ ليجدوا منها الرحمة والحماية، ولأنَّها ترى في أبنائها صورة منها مكتملة المعاني، فإذا فُقد جزء منها فإنَّها لا تكتمل بدونه تلك الصورة، أو على أقل تقدير تكون صورةً مُشوَّهة لا تكون المعالم فيها واضحة، وذلك على عكس ما يراه الأب إذ يرى أنَّ لأبنائه حياةً مستقبلية مستقلة، بمعنى أنَّه يرى أنَّ الانفصال أكثر من الاتصال، وأنَّهم يستطيعون الاستقلال بحياتهم الخاصة، وذلك على خلاف ما تراه الأم إذ ترى أنَّ حياتهم تكون استكمالا لحياتها، فالدور الذي كانت تمارسه معهم في الطفولة قد يمتد إلى ما بعد الزواج، أيّ أنَّها ترى أنَّ حياتها متصلةً بهم وليست منفصلة في كافَّة مراحلهم العمرية.
ولفت إلى أنَّ حياة الأبناء بدون أبيهم قد تنفع عند البعض وقد تضر، فهي على حسب وجود ذلك الأب في حياتهم وقوة علاقته بهم، فمن الآباء من لا يهتم أصلاً بأبنائه ولا يسأل عنهم ولا يعرف حتى بأيِّ مرحلة دراسية هم يدرسون، مُضيفاً أنَّه يرى أنَّ وجود الأم أقوى من وجود الأب في التأثير على الأبناء وعلى مسيرة حياتهم في الأعم الأغلب وعلى سلوكهم والتغير الذي قد يطرأ عليهم، مُشيراً إلى أنَّ مُعظم العلماء أو الدعاة أو المشاهير بشكل عام يذكرون أثر دور الأم في مسيرة حياتهم أكثر من حديثهم عن دور الأب، مُوضحاً أنَّ ذلك لا يعني بالضرورة إغفال الدور الكبير والهام للأب، فهو بلا شك يؤدي أدواراً عظيمة، وإنَّما المشكلة تكمن في أنَّه قد لا يوجد من يهتم بذلك من الأبناء إلاَّ من شذ وندر؛ وذلك لأنَّ الأب مشغول طيلة حياته خارج البيت، إلى جانب ما يواجهه من مشكلات خارجية قد تدفعه إلى أن يكون عصبياً حاد المزاج تجاه أبنائه، مُبيِّناً أنَّ قوة ضغط الظروف المحيطة به قد تغير اتجاهه نحو الأسوأ، الأمر الذي قد يجعل الأبناء ينفرون منه ويلجأون - بعد الله- للأم، ذاكراً أنَّها قد تتضاعف عليها المسؤولية حينهاً؛ وذلك لأنَّها في هذه الحالة ستؤدِّي دورها ودور أبيهم.
الأم التي تفقد الصبر قد تخسر
معه كل شيء..!
قال "د. خالد الصغير"-مستشار نفسي واجتماعي–: "في أغلب الحالات قد يكون صبر المرأة على زوجها بسبب أبنائها صحيحاً، ومن وجهة نظر شخصيَّة فإنِّي لا أرى ذلك صحيحاً في بعض الحالات، ومنها أن ذلك يكون خوفاً من أهلها أو من نظرة المجتمع لها كامرأة مطلقة، وربَّما أنَّها تصبر لأنَّها قد تفقد أشياء لا تجدها عند تركها لها"، مُضيفاً أنَّ الصبر قد يكون من أجل الأبناء في الدرجة الأولى؛ لأنَّها ترى أنَّ البقاء مع الصبر هو من أروع الأمثلة التي تضربها لأبنائها في قسوة الحياة وكيفية التعامل معها، ولأنَّها تحرص كل الحرص حينها على لمّ شمل الأسرة، ولا تريد أن تكون هي السبب بنظر أبنائها في الانفصال؛ حتى لا يقع اللوم عليها من أبنائها مستقبلاً، فتستمر بالصبر من أجلهم ومن أجل تواصلهم مع أبيهم، فهي لا تعرف ما يحدث لها حينما يفترقون؛ لأنَّ المرأة ترى أنَّ دورها ورسالتها في الحياة أقوى من أيّ رسالة، فإنَّها تجد أنَّه من الصعب التخلِّي عن هذه التضحية وهذا الصبر، فالأم التي تفقد الصبر قد تفقد معه كل شيء، كما أنَّ الأبناء ربَّما ينقسمون في رأيهم تجاه ما تتخذه أو تقرّره، وبالتالي فإنَّ صبرها على زوجها تستطيع تعويضه في أبنائها، بيد أنَّ المُشكلة الكبرى تكون عندما تخسر الأم أبناءها.
الجفاء بين الزوجين
حالة مرضية
تحتاج لعلاج!
لفتت "وفاء الخزيم" –أخصائية اجتماعية– إلى أنَّ من طبيعة المرأة وفطرتها أنَّها سكنٌ وسكينة، فهي تُبدي دوماً تجاه زوجها أساليب الحب والوجد وتسلك ألواناً من العواطف الجيَّاشة؛ لأنَّها الزوجة الحانية والصدر الحنون والعطوف، مُضيفةً أنَّه عندما تكتنف حياة زوجها العديد من المُشكلات فإنَّها تشد من أزره وتُعينه على تجاوز ما يعترضه من أزمات وتدفعه إلى الأمام، متسائلةً عن إمكانيَّة جعل ذلك نوعاً من التضحيات التي تبذلها الزوجة لزوجها، وعن مدى أحقيتها بالتقدير نتيجةً لذلك، وعن كون الرجل يتصوَّر أنَّ التنازل والتضحية من أجلها وأبنائها يُعدُّ في نظره نوعاً من الضعف، مُوضحةً أنَّ الأصل في العلاقات الزوجيَّة أنَّها قائمة على المودة والرحمة، مُشيرةً إلى أنَّ ذلك هو الوضع الطبيعي وهي الصحة النفسية بين الزوجين، مُعتبرةً أنَّ وجود الشحناء أو البغضاء أو الجفاء بين الزوجين يُعدُّ حالةً مرضيةً تقتضي المعالجة، مُؤكِّدة على أنَّ المُعالجة ليست بالضرورة أن تكون عبر حدوث الطلاق، بيد أنَّها يجب أن تكون بالتضحية والصبر، مع التأكيد على أنَّه إن أمكن الإصلاح وإلاَّ فليكن التفريق بيعهما بإحسان، كما أنَّه ينبغي ألاَّ تستعجل الزوجة طلب الطلاق حتى تتبين إن كانت المصلحة في الصبر أم في طلب الفُراق.
قد تصبر الزوجة على ظلم زوجها خوفاً على مستقبل أطفالها
عبدالعزيز الشنقيطي
د. خالد الصغير


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.