هذا المقال لم أكتبه للمرأة فقط. يمكن أن يستفيد منه الرجال أيضا، فهو شامل ولله الحمد ويغطي جوانب العلم المختلفة وينتهي بتأهيلك لأن تكون داعية. قبل ان نبدأ الدرس اسمحي لي اختي الكريمة أن أوجه إليك سؤالا تنشيطيا. ما هو الجندر؟ (الجندر وهو لفظ غامض لم يحدد المؤتمرون معنى دقيقاً له على طريقة دعاة العولمة الذين يمررون أفكارهم في مجتمعات المسلمين على صورة مصطلحات غير واضحة، فتنطلي على السذج. والراصدون لما يدخله أعداء الأمة المسلمة على دينها وثقافتها لهدم كيانها وخصوصيتها.. والحقيقة أن هذه الدعوة تهدف أول ما تهدف إلى هدم كيان الأسر وتدمير المجتمع في حلقة جديدة من حلقات السياسة الغربية لطمس هوية المرأة وتدمير المجتمع الإسلامي ونهب ثرواته وتشتيته..) لا شك أختي الكريمة تستطيعين أن تكملي هذا النص لأنك سمعتِه آلاف المرات. سمعتِه عندما وفد الجوال وعندما تطور الجوال إلى جوال بكامير،ا وسمعته عندما ارتدت المرأة العباءة المزخرفة وقبل هذا سمعته عندما بدأت الحرب على الدشوش والفضائيات وسمعته والدتك حفظها الله عندما أدخلت الحكومة التلفزيون في الستينيات وسمعته جدتك أيضا عندما أدخلت الحكومة الراديو وسمعته أم جدتك عندما فرضت الحكومة البرقية. تتذكرين أنه مرّ عليك في المرحلة الابتدائية اختبار املأ الفراغ التالي. يضع الممتحن امامك نصاً وفوقه عدد من الكلمات عليك أن تختاري الكلمة المناسبة لكل فراغ حسب سياق النص. إذا حذفنا كلمة (جندر) من هذا النص تستطيعين ان تضعي مكانها ليبرالية، وتستطيعين أن تضعي مكانها علمانية وتستطيعين أن تضعي مكانها ماسونية وصهيونية. تستطيعين ايضا استبدال كلمة جندر هنا بأن تضعي مكانها السيخ والهندوس وفرسان الهيكل ونادي برشلونة. في أي مناسبة أو حتى إذا أردت ان تتقدم لرسالة الدكتوراه وواجهك سؤال ما هو الجندر أو ما هي العلمانية أو ما هي الرأسمالية، أو ما هو التغريب أو ما هي الماسونية فالجواب موجود في رأسك منذ ان ولدتِ بل وجد في رأس والدتك وقبله في رأس جدتك. فقط احذفي من هذا النص كلمة جندر وضعي كلمة ماسونية أو كلمة علمانية وهكذا حسب الطلب والمناسبة. بهذا ضمنتِ النجاح بترتيب متقدم ولكن إذا كنت طموحة وتريدين مرتبة الشرف أضيفي إلى هذا النص كلمات (مفاسد، عهر، تفسخ، نشر الرذيلة..) إما إذا كنت أكثر من طموحة وتطمعين لنيل مرتبة الشرف الأولى فأضيفي كلمة (الشيطان وأتباع الهوى، تسليع المرأة). الآن احفظي هذا النص وردديه في محاضراتك وفي مقالاتك وفي لقاءاتك. ثمة نقطة واحدة قد تثقل عليك ولكنها ضرورية. انتبهي للضمائر. فالجندر مذكر والعلمانية مؤنث. تلاحظين في النص قولنا (الجندر وهو لفظ غامض ...) الضمير هنا يعود إلى جندر مذكر. فإذا كان المطلوب في رسالتك الحديث عن العلمانية أو الماسونية يتوجب عليك استبدال ضمير المذكر إلى ضمير مؤنث. أن تقولي: (العلمانية وهي لفظ غامض ....)الخ. طبعا لكل إنسان ظروفه، إذا لاحظتِ أن تبديل الضمائر في النص قد يثقل عليك ويعطلك عن القيام برسالتك العظيمة لك أن تسندي مهمة تبديل الضمائر لأختك الصغيرة مع خمسين ريالا هدية.. الآن ما الذي تنتظرينه. انهضي، مبروك، أصبحت داعية..