لم يكن انتصار النصر على منافسه التقليدي الهلال في المواجهة الأخيرة، سوى حلقة من حلقات العمل الإداري المنظم (الآن)، الذي يقوده رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي، جنبا إلى جنبا مع العمل الفني المبهر الذي يواصل عرضه بامتياز مدرب النصر كارينو، رغم حضوره المتأخر بعد انطلاقة الموسم، وهو الحضور الناجح الذي وفقت من خلاله إدارة النادي للمرة الأولى منذ تسلمها مهام الرئاسة، وأدى إلى ظهور منظومة متكاملة تعمل بنجاح. إدارة النادي التي لم تكمل السنوات الأربع في قيادة النصر، بدأت تتلمس طريق النجاح، وأضحت الثقة تميز خطواتها منذ منتصف الموسم المنصرم، فكانت الخيارات والاختيارات على صعيد الجهاز الفني واللاعبين الأجانب موضع عناية وحرص، حتى بات ذلك علامة بارزة أثرت فنيا ومعنيا على مسيرة النصر هذا الموسم، في مختلف البطولات. حضر مدرب النصر الارجوياني كارينو بشخصية واثقة في كل المباريات يعزز الايجابيات ويعترف بالأخطاء لإصلاحها في وقتها، وهي الثقة التي انعكست معنويا على اللاعبين، فباتوا يقدمون أفضل مالديهم دون ضغوط، إلى جانب الالتزام التام بالواجبات الفنية التي يمليها الجهاز الفني لكل لاعب في كل مباراة، مما خلق شخصية فنية للنصر أمام منافسيه، واضحة المعالم بارز الملامح . شريحة كبيرة من جماهير النصر تخوفت من قرار كارينو الجرئ بإشراك لاعب من فئة الشباب، وهو لاعب المحور الشاب أيمن فتيني (18) عاما في "دربي" النصر والهلال، وهي المشاركة الأولى للاعب الصغير هذا الموسم، بعد تصعيده من فئة الشباب، دون المرور حتى على فئة الأولمبي، وسرعان ما تبددت المخاوف الجماهيرية الطارئة، عندما شاهدت فتيني يقدم نفسه كلاعب موهوب في مركزه، ويقدم شهادة الصواب والجرأة نحو القرار الفني للمدرب،الذي اختاره بعد متابعة وعناية خاصة، لإمكاناته الفنية والبدنية، مما اكسب النصر نجما شابا سيكون ركيزة مهمة في الخارطة النصراوية في مواسم مقبلة. ولايمكن إغفال تألق الحارس عبدالله العنزي، ونجم الوسط إبراهيم غالب، والهداف محمد السهلاوي، والقائد حسين عبدالغني مع بقية زملائهم، إلى جانب تميز الرباعي الأجنبي هذا الموسم، في توليفة رائعة تنتظر المزيد من الانسجام والتناسق داخل الملعب، وتدعيم الخطوط الخلفية، خصوصا والنصر ينتظره استحقاق عربي مهم في الدور ربع النهائي، إلى جانب مواجهة نصف النهائي من بطولة كأس ولي العهد، غير الحضور المتواصل في قلب المنافسة على المراكز المتقدمة، ولقب الدوري، مما يتطلب وقفة شرفية معنوية ومادية، تعزز عمل إدارة النادي وأجهزته الفنية في خطواتهم الثابتة والمتوهجة.