في الأسبوع الماضي عايشت موقفا عصيبا مر به مستشفى الملك فيصل التخصصي.. أخي الأكبر رجل مسن ووضعه الصحي دقيق للغاية, بل وأحيانا خطر.. تم نقله إلى المستشفى لوجود ملفه وطبيبه المتابع لحالته هناك عند الساعة الواحدة ليلا وبقي حتى مساء اليوم التالي, وعلى وجه التحديد عند الساعة السابعة تم تحويله إلى الجزء الشرقي.. المستشفى لم يتباطأ أو يهمل وضع المريض, بل على العكس, لقد بذل الجميع جهودا جيدة من أجل توفير العلاج السريع ومتابعة تطور الحالة, لكن من أين لهم العثور على غرفة فارغة في مستشفى امتلأت فيه حتى غرف الإسعاف.. وبالتأكيد هناك أخرون مروا بنفس موقف أخي ولم يكن متاحا للمستشفى أن "يخترع" غرفا جديدة يتنفس بها من ضائقة امتلاء جميع غرفه.. لقد بادرني الأستاذ عبدالرحمن الشريم بالاعتذار والشرح بما هو عليه دائما من تهذيب ولم أكن بحاجة لذلك حيث كنت أتابع حواره مع أولياء مرضى بينهم أميرتان وهو يأسف حيث لا يستطيع أن يفعل لهم أي شيء أمام ازدحام غرف المستشفى عدا الاعتذار ومحاولة التفاهم لتقديم الأهم على المهم, وكان الرجل يتحلى بأعصاب عجيبة الاحتمال حيث كان يرو ض العبارات النابية ويفتح نوافذ تفاهم على إصرار آخرين بضرورة وجود غرف كيفما اتفق.. إنه ليس من السهل أن نتحدث إلى ثلاثةوفي كل يد سماعة تليفون والجميع يريد تحقيق مطلبه دون نظر لطبيعة مشكلة الجميع.. هناك خلل في علاقة المستشفى مع نوعيات مرضاه وهي السبب فيما يحدث دائما من عراك على الغرف.. أولا هو يحمل اسم "التخصصي" وهذا يعني تخصصه في علاج أمراض معينة وبالتأكيد لن يكون الزكام والرشح من بينها, ومع ذلك فهناك من يعالجون فيه أمراض الطقس هذه.. وتخصصي تعني أيضا علاج الأمراض التي تحتاج إلى تخصصات دقيقة, الأمر الذي يجعلك لا تستطيع أن تفهم كيف يوجد في هذا المستشفى عدد من الغرف التي خصصت لقسم حالات الولادة التي يمكن أن تحدث في المنزل بمساعدة قابلة متمكنة, أو بواسطة مستوصف أو أي مركز طبي متوسط المستوى, فلماذا لا يلغي هذا القسم ويستفاد من غرفه في تنويم مرضى بعضهم يواجه مخاطر الموت.. بل أتصور أن الولادة بالذات ستكون شأنا خاصا بمستشفيات فندقية ستوجد حتما لو ألغيت أقسام الولادة في كل من التخصصي والعسكري, وفي هذا مساهمة بإنعاش خدمات القطاع الخاص الطبية.. وفي مثل هذه الحال سيختفي الزحام ووجبات الطعام المبالغ في كمياتها من خارج المستشفى.. أيضا لابد أن يكون هناك نظام صارم لا يسمح بحيازة غرفتين لمريض واحد إلا في حالة وجود فراغ في الغرف ويستعاد فورا ما تستدعي الحاجة إليه.. أرجو أن تفكر إدارة المستشفى بما سبق لأن الأستاذ الشريم بأعصابه وتهذيبه يرد عنها الكثير من المتاعب ومشاكل البحث عن غرفة مريض..