كان تعاطي الإعلام العربي مع أحداث غزة الاخيرة عاطفيا كالعادة في تناوله الحدث وحاولت كاميرات تلك القنوات ان تلوي عنق الحقيقة وهي تبث صورا لما يحدث بغزة .الاعلام الذي تحركه ايادٍ موالية للنظام السوري في نقله الحدث على انه كارثة انسانية حاولت ان تدير العجلة الى اتجاه آخر غير الذي نراه ونسمعه يوميا عبر القنوات ذاتها عما يحدث في سورية وما فعلته المدافع والصواريخ بالمواطنين العزل والاطفال . الإعلام السوري والموالون له كان مثيرا للسخرية وهو يصور الحدث على انه جريمة انسانية كبرى متناسيا او متجاهلا ما يحدث من جرائم انسانية عبر النظام السوري الجائر .حين يتحدث الاعلام السوري عن المقاومة وسوريا العروبة فإنه بذلك يواصل مسلسل الاستهبال الاعلامي وكأنه مازال يعتقد بأن المواطن السوري أوالعربي ما يزال ساذجا ويصدق ما ينسج له من قصص خيالية عن المؤامرة والمكائد التي يحيكها المتآمرون على سورية وشعبها . مع الاسف الاعلام العربي مازال يتعاطى مع الاحداث برؤية عاطفية بعيدة عن الحقائق والمنطق متجاهلة الحقيقة المؤكدة بأن المتلقي لم يعد بذلك المسيّر بما يشاهده او يسمعه وان التطور الاعلامي الكبير ودخول وسائل الاتصالات الحديثة والاعلام الجديد لم يترك مجالا للتلاعب في المشاعر الانسانية ومحاولة تضليله او الكذب عليه .الاعلام السوري وهو يتحدث عما جرى بغزة بعاطفته نسي او تناسى أن من سقط من خلال العدوان الاسرائيلي على غزة من قتلى وجرحى خلال ايام الاحداث كلها ماهي إلا وجبة يوم واحد لقوات بشار ونظامه وان الوحشية التي يعامل بها الشعب السوري الاعزل من بشار وازلامه تجاوزت كل الانتهاكات التي قامت بها اسرائيل طوال سنوات حربها مع الفلسطينيين، وبحسبة بسيطه لارقام القتلى والجرحى التي خلفها الاسرائيليون منذ سنوات احتلالهم الاولى حتى اليوم وما خلفه النظام السوري من جرحى وقتلى خلال العامين فقط سيجد ان آلة القتل السورية تجاوزت كل الارقام ودخلت موسوعة جينس وان الوحشية والدمار الذي اظهره بشار ورجاله تجاوز كل انواع القسوة. آخر انفرادات الاعلام السوري ما ذكرته جريدة الوطن السورية عن قائمة الكتاب العرب المتصهينين والذين اعتبرتهم الصحيفة صنيعة يهودية صهيونية من خلال كتاباتهم التي تعرضوا فيها لسورية العروبة والصمود. سورية الوديعة المتسامحة مع ان التاريخ سيبقى شاهداً على ما فعلته سوريا بأبنائها وحضارتها.