الجيش التركي يرد على «مجزرة أكجاكالي» بضرب أهداف في الداخل السوري.. واجتماع طارئ ل «الناتو»

واشنطن غاضبة.. وباريس تتضامن مع أنقرة.. والأمم المتحدة تطالب دمشق باحترام سيادة دول الجوار

أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان ان الجيش التركي قصف مساء أمس أهدافاً داخل الاراضي السورية رداً على سقوط قذائف داخل الأراضي مصدرها سورية ادت الى مقتل خمسة مدنيين في قرية حدودية. وقال إردوغان في بيان ان "هذا الهجوم استدعى ردا فوريا لقواتنا المسلحة (...) التي قصفت على طول الحدود أهدافا تم تحديدها بواسطة الرادار".
وأعلن رئيس الوزراء التركي في بيان أن دول حلف شمال الاطلسي ستعقد اجتماعاً عاجلاً لتدارس الموقف الخطير، وأن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو تشاور مع الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن و"اتخذ قرارا بان يعقد الحلف الاطلسي مجلسه في موعد وشيك جدا"، ولم تعرف طبيعة الأهداف التي تم قصفها داخل سورية، كما لم يصدر عن الجانب السوري أي رد فعل على الفور.
وكانت قذائف أطلقت من الجانب السوري من الحدود أمس، أدت الى مقتل خمسة اشخاص هم أم وأطفالها الأربعة واصابة تسعة آخرين بجروح في قرية أكجاكالي" جنوب شرق تركيا التي تقع قبالة مركز تل الابيض الحدودي السوري الذي شهد في الآونة الاخيرة معارك ضارية بين الجيش السوري والمقاتلين المعارضين. ولم تعرف الجهة التي أطلقتها.
في واشنطن، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أمس ان بلادها تشعر "بالغضب" اثر اطلاق قذائف من سورية على البلدة التركية وسقوط ضحايا، وأصابت القذائف التي قرية اكجاكالي قبالة مركز تل الابيض الحدودي السوري الذي كان شهد في الاونة الاخيرة معارك ضارية بين الجيش السوري النظامي ومقاتلين معارضين.
وقالت هيلاري للصحافيين "نشعر بالغضب لأن السوريين يطلقون النار عبر حدودهم (..) وبالأسف للخسائر في الارواح في الجانب التركي"، في بلدة اكجاكالي.
واضافت ان الوضع "خطير للغاية"، وانها ستتصل بنظيرها التركي احمد داود اوغلو لتتحدث معه "عما يمكن ان يكون عليه التحرك الامثل في المستقبل".
وقالت هيلاري بعد محادثات اجرتها في وزارة الخارجية مع وزير خارجية كازاخستان يرلان ادريسوف "كل هذا بسبب نظام يتسبب بمعاناة هائلة لشعبه لمجرد رغبته بالبقاء في السلطة".
وأضافت ان دمشق تتلقى "المساعدة والمؤازرة من دول مثل ايران التي تقف بحزم الى جانب نظام الاسد بغض النظر عن الخسائر في الارواح والاضرار التي تحصل داخل سورية والان بصورة متزايدة عبر الحدود السورية مع جيرانها".
واكدت ان "على كل الامم المسؤولة ان تقف معا" لاقناع نظام الاسد بالموافقة على وقف اطلاق النار والبدء بالانتقال السياسي.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند في وقت سابق ان اطلاق النار عبر الحدود يشكل انتهاكا واضحا لسيادة تركيا.
وفي بروكسل، عبر الأمين العام للحلف الاطلسي راسموسن عن "تنديده الشديد" باطلاق قذائف مصدرها سورية على الأراضي التركية وسقوط ضحايا.
وقالت المتحدثة وانا لونغيسكو ان راسموسن "تباحث مع وزير الخارجية التركي أوغلو وعبر عن تنديده الشديد بالحادث"، وأضافت ان "الحلف الاطلسي يواصل متابعة الوضع عن قرب وبانشغال بالغ"، وعبر راسموسن لأوغلو "عن صادق تعازيه وتضامنه مع أسر القتلى والجرحى وأقاربهم وتجاه الشعب التركي برمته"، وقالت المتحدثة أن الحلف الاطلسي سيعقد اجتماعا عاجلا بعد الحادث الخطير.
كما دانت فرنسا الحادث بشدة أمس واكدت وقوفها الى جانب انقرة، وقال فيليب لاليو المتحدث باسم الخارجية "ندين بشدة اطلاق قذائف تسببت بمقتل خمسة اشخاص على الاقل في الجانب التركي من الحدود مع سورية"، وأضاف ان "تركيا حليفتنا"، موضحاً أن وزير الخارجية لوران فابيوس تحادث مع نظيره التركي أوغلو و"عبر له عن تعازينا وتضامننا وتأييدنا الكامل".
وفي نيويورك، طالب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس الحكومة السورية بان "تحترم بالكامل سلامة اراضي جيرانها".
وقال بان كي مون بحسب المتحدث باسمه ان هذا الحادث "يدل على ان النزاع في سورية (...) يزداد انعكاسه السلبي على دول الجوار".