لا تكاد جزيرة العرب تعرف الكثير من أسماء العلل والأمراض التي تُصيب الناس إلا ما تداولته الألسن أو أتى ذكره عند الأطباء الشعبيين، مثل اللجوة والشقراء والعنكبوت والمصع والبلش والفالج والقوبا والفرنج والبثرة ( الأخيرة مرض يُصيب العيون ). وكثير من غيرها من المفردات، وحسب التعارف على منطوقه عند أهل المنطقة. وقد نجد أن اسم تلك العلة هنا غير اسمها هناك . واختار الآباء اسما لأيّ علة مجهولة هو " نَجِمْ " على مفهوم أن أمراضاً معينة تأتي مع تغيّر الفصول، أي انقضاء فصل من السنة ودخول فصل آخر وما أكثر " النجوم " . ومن أراد التزود بأسمائها فهي موجودة في التقاويم . وظهور نجم سهيل هو الحد بين انقضاء فصل الصيف ودخول الخريف. بدايات شهر سبتمبر، ويصادف عودة افتتاح المدارس. به وعكات مترادفة. علل الزكام والعلل المالية الأسرية التي ترافق عودة التلاميذ إلى مدارسهم. وما يتوجب عليهم صرفه لمواد قد لا تكون كلها لزوم الجد والاجتهاد في الدراسة . وإن ازدحمت العيادات بالمراجعين وصعب على الطبيب المعالج تشخيص الحالة فهو يجيز لنفسه أن ينسب العلة على " المتغيّرات المناخية " كما كان آباؤنا يصفون العلل الغريبة بأنها " نجم " يجد الأطباء والعيادات ضالتهم المنشودة في هذا الفصل من السنة. ويُدركونه. ويستقبلون المراجع، طفلاً كان أو بالغاً، فيعاينون ويحللون ثم يصفون وأيضاً يطلبون المراجعة ( بعد عشرة أيام ) حتى، أو أخذ الطفل هناك . أما الأطباء في الغرب فينصحون الناس بعدم المسارعة بالذهاب إلى العيادة عند أي عارض زكام أو خمول، إلا بعد أن يستنفذوا قدرة الجسم على المقاومة. وينصحون الناس في فصول كهذه بالراحة والاحتماء وتناول العصير الطازج والمشروبات الساخنة وربما بعض المسكنات العادية. وهم بذلك يريدون من المريض أن لا يُضاعف حالته بالاختلاط مع مرضى العيادة المصابين حقا. كذلك توفير الرحلة ( المشوار ). وتجنّب زحام ومخاطر الطريق. وعُرف عن الاعتدال الخريفي أنه يخفي مسببات عدة لأمراض تنفسية يمكن تجنب بعضها. والمشكلة تكون عندما لا يعرف الإنسان متى يصبح عليه اللجوء للطبيب، ومتى يكون المرض عابراً عارضاً وهل من الممكن دوماً أن يطبب المصاب نفسه بنفسه؟