ما زالت الرياض تذكر وتتذكر أياماً عاشتها وتعايشت معها ظلت عالقة في ذاكرتها وذاكرة أبنائها، فمن ملحمة دخول الرياض إلى احتفال الأهالي بعودة المؤسس بعد رحلته إلى مصر حين جمع أهالي المدينة وتجارها أموالاً لإقامة احتفال كبيرة فرحاً بقدوم الملك عبدالعزيز، الذي شكر الأهالي على شعورهم النبيل وطلب منهم أن تخصص هذه الأموال لإقامة مدرسة للأيتام هي المدرسة التذكارية بالمرقب بدلاً من إقامة الاحتفال، كما ظلت الرياض تذكر وتتذكر احتفالات الملك سعود بتدشين بعض المشروعات الحيوية نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات الهجرية، كما كانت مشاركة الملك فيصل الأهالي احتفالات العيد محفورة في ذاكرة العاصمة وأهاليها في ذلك الزمان، في حين عاشت المدينة فرحة عارمة ما زال الأهالي يتذكرونها جيداً حين قدم الملك خالد -رحمه الله- إلى محبوبته "الرياض" بعد رحلة علاج طويلة عام 1397ه حيث ازينت الرياض ولبست حلتها القشيبة احتفالاً بعودة الملك خالد -رحمه الله-، وحينها ظهر الأهالي لاستقبال الملك في يوم حافل ما زالت صورته تتردد في أثناء عرض احتفالات الرياض في "التلفزيون" السعودي. وفي بداية عام 1403ه لبست الرياض حلتها البهية من عقود الإضاءة، واكتسبت اللون الأخضر حتى لقد بدت للناظر وكأنها عقد من اللآلئ والمرجان، بل تزينت الشوارع والمباني والمراكز التجارية والهيئات والمرافق الحكومية بعقود الإضاءة حتى زاد تحميل المولدات الكهربائية إلى أضعاف ما كانت عليه وخرج الناس بأطفالهم وأهاليهم يجوبون شوارع الرياض بقصد التنزه والفرجة، واستمرت هذا الليالي قرابة أسبوع ولا حديث للناس سوى قرب عودة الملك فهد -رحمه الله- من الخارج واحتفال الناس، وإنشاء مكتبة الملك فهد التي قدمها المواطنون كهدية له "رحمه الله" بعد توليه مقاليد الحكم. وفي عام 1405ه عاشت الرياض فرحتين حيث خرج الشباب بسياراتهم عبر موكب طويل لاستقبال المنتخب السعودي الحاصل على أول بطوله كروية للمنتخب السعودي حين ظفر بكأس آسيا، وقبلها كان التأهل إلى أولمبياد "لوس أنجلس" ظل الشباب طيلة تلك الأسابيع في نشوة البطولة القارية يحملون الأعلام ويجوبون الشوارع، وفي السنة نفسها في شهر شوال عام 1405ه ازدانت الرياض لاستقبال الأمير سلطان بن سلمان بعد رحلته الفضائية، كما عاشت الرياض وجميع مناطق المملكة الفرحة ذاتها مع كل إنجاز يتحقق باسم البلد ولصالح المملكة والتي كان آخرها فرحة استقبالها لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بعد رحلته العلاجية وعودته -بحمد الله- سليماً معافى لأرض الوطن. وكما أن ذاكرة الرياض تستحضر مواسم الأفراح والاحتفالات، فقد كان للآلام والمواجع حديث مع الرياض لعل من أبرزها يوم وداعها للملك المؤسس واستقبال جثمانه - رحمه الله - قادماً من الطائف وسط مواكب العزاء وحشود المعزين والمشيعين، كما رسمت أخبار سقوط طائرة الركاب في مطار الملك عبدالعزيز بالرياض على صفحات وجدران المدينة لوحة من الحزن لا يوازيها إلاّ تلك الأيام الصعاب التي عاشتها العاصمة مع بداية أزمة الخليج بداية التسعينيات الميلادية. استقبال شعبي كبير لخادم الحرمين بعد عودته من رحلته العلاجية أظهرت معاني الحب وقيم الولاء للقائد العظيم