خرج المنتخب السعودي من التصفيات الأولية للقارة الآسيوية لأول مرة في تاريخه منذ عام 1986 أي منذ ما يقارب ال 26 عاماً، وبخسارة قاسية من المنتخب الاسترالي برباعية بعد أن تقدم السعوديون مرتين دون أن يستطيعوا المحافظة على ذلك التقدم، تلك الخسارة المرة والتي لعبت بعواطف الجماهير السعودية وعصفت بطموحاتهم كان لا بد أن يكون لها رجع صدى فجاء حل الاتحاد السعودي وتشكيل لجنة لتسيير أموره مؤقتاً حتى الانتخابات المقبلة كأول الحلول المنطقية وهو العودة لنقطة الصفر ومن ثم وضع الأرضية المناسبة للعمل المستقبلي. ومع تلك الاستقالة ظهرت أسئلة عدة طرحها الشارع الرياضي وتحتاج إلى إجابات مقنعة لتستفيد الكرة السعودية فعلاً من ذلك التغيير إن كنا نريد الاستفادة !!. أول تلك الأسئلة يدور حول الاستقالة بذاتها وهل ستبطل القرارات التي تم اتخاذها قبل أيام والتي وصفت بالمحورية؟ وهل ذلك يفسر بطريقة ما الاستعجال في إصدار قرارات الأسبوع الماضي؟ وهل تسمح الأنظمة والقوانين بحل اتحاد نصف أعضائه من المنتخبين؟ أم هي الأخطاء ذاتها تتكرر من فترة لأخرى. مشكلتنا أن اتحادنا الموقر أغرقنا في الألوان وجعل الجماهير تتشبع بالميول من خلال إقراره لذلك سواء كان عامداً أو غير متعمداً بطريقته التي أكل عليها الدهر وشرب والتي أقرب ما تكون للمحاصصة والتي تتمثل في تعيين أعضاء معروفين بانتمائهم لأندية ما وبحثاً عن إرضاء جميع الأندية بقدر الإمكان وهو أمر أبعد ما يكون عن الاحترافية ولا ينتظر منه أي إنتاجية فالمعايير هنا لا تخضع في المقام الأول للإمكانات والقدرات الفردية. ولذا فالخطوة المقبلة يجب أن تركز على الفرد كخامة وكسيرة شخصية وإمكانات وخبرات وعقلية فذة حتى لو تشكلت جميع اللجان من نادٍ واحد إن كان يملك مثل هؤلاء. فأسماء أعضاء اللجان ورؤسائها يجب أن لا ينظر له من تلك النظرة الضيقة التي طالما أفقدتنا رجالاً قادرين على التطوير بل يجب أن يمنح المميزين في الفترة المقبلة فرصتهم وللتوضيح أكثر هل هناك في الوسط الرياضي في الوقت الحالي من هو أفضل من سامي الجابر وسلمان القريني للإشراف على المنتخبات ولماذا هما بعيدان عنها؟ كما أن تعيين رئيس جديد للاتحاد السعودي لكرة القدم وهو منصب يتطلب قدرات متعددة في القيادة والإدارة والحكمة في إصدار القرارات يعني بالضرورة حاجتنا لرجل مختلف عن جميع الأعضاء الحاليين لأن أي شخص من الأعضاء الحاليين باختصار سيدور في الفلك السابق ذاته ولن يقدم على أي تغيير منتظر. قبل الختام: من الضروري وللإنصاف أن أنبه إلى أن صحيفة "الرياض" كانت الوحيدة التي لم تجامل عندما انتقدت القرارات وانتقدت عمل لجنة المنتخبات وانتقدت طريقة تحضير المنتخبات على الرغم أن البعض كان يلومها والآن هاهو القدر ينصفها ويؤكد بأنها كسبت الرهان.